أنتَ أنتَ الذي أخذت أولَ خمسين من عمري
ألقيتها في جبِّ الكهولة كورقِ تقويم فائت
ولم أقل شيئا
اكتفيتَ بالأحبة يعدّون لي كل مشرقِ شمسٍ
خطةً في سباق المشي إلى حلمٍ صغير
أصغر منك، فأنت كبير الكلّ
قلت :َ خذوا أعمارَكم من جيبي
ولا تنفقوها إلا بما أحلُّ لكم من الهواء
ولم نخف ،فداك ، من أنك كنت ترسلُ
في رئاتنا غبارا لا يرى
يقولون : ” تراث المعارك الخاسرة”
ولم نخف من دمٍ يراقُ رخيصا
ولكن من التبرع فيه في البنوك المصابة بالسل
فأدمَنّا لعبةَ الشهيق كمرضى الربو المزمن
كي يتسع الصدرُ لحبك
ألستَ كبيرنا ؟ كبير الكل
أنت من أدخلتنا في خرافة الكرم الحاتمي
وقلت بأنك بيتُ من لا بيتَ له
فصرتَ كمن يتصيد ريحا من الجهات
توزع في كل ذكرى من هزائمنا المجيدة
زوبعةً وتلقي للفقراء أوتادا من فحم كي يشدوا من أزرهم في العراء
أنت من حشا في آذاننا سيَرَ السلف المارق
كي نأخذ العبَرَ ونحتاطَ لغدر الأعداء
من جلدتنا الموسومة بشعار كما البغال المستوردة من بلاد الأعاجم
لم أقل شيئا مثلي كمثل الكل
عضضنا على اللسان
كممنا أفواهنا بالاكفّ المقشّبة
ولم نعط القفا المخروق من ثيابنا للكاميرا
كي لا يشمت فينا عدوٌ او غريب
قلنا : إن في تراكم الغصات
نفعا للهتاف القادم
فتشققت حناجرُنا كخشب عطشان
نمنا ، فداك ، على حصائرَ من مخمل ماضيك
وكل رأس سنة كنا نقلب اجسادنا ذات اليمين وذات الشمال
وندخل في منام جديد
خذ ما شئت كما اعتدنا عليك، خذ
ماتبقى من ظل أسوارك
فالوطني يكتفي بظل عودٍ أعوج
خذ النطفَ التي لم تُخلق بعد
فالوطني يتكاثر من غبار الطَّلْع في عشبة أو من قشرة تفاح لاقحها ورقٌ فالت من دفتر
خذ ، تستحق ،خذ أكثر مما تحتاجه
في محن تترك لها مهارة كعبيك
وانت تفر إلى الوراء
ولكن اترك لنا حجرا عفوية داشرةً في الارض
حجرا ما مسّتها أصابعُ نحّات
ولا مشت على ظهرها إلا دودةُ الارض
حجرا يمكن لاي واحد ان يؤول شكلها بوجه حبيب غاب أو ولد سيأتي
حجرا
كي نضعها هنا هنا مكانَ هذا القلب