سعد سرحان: حفنة كستناء

0

(شتاء)
عيد ميلاد الشتاءْ
يحتفل الموقد
بحفنة كستناءْ.

(ربيع)
من فرط الرّبيعْ
أزهرتِ الأحجارُ
واخضرَّ القطيعْ.

(صيف)
يتعرّى الصّيفْ
فيبدو
بألوان الطّيفْ.

(خريف)
والأوراق تتساقط
يزدهر الحفيفْ
عزاءً للخريفْ.

(سكر)
والمطر ينسكب
من الغصون العاليةْ
تترنّح غصون الدّاليةْ.

(عز)
عِزٌّ وأيُّ عِزّْ
شجرة توتٍ بأسرها
لدودة قَزّْ.

(جفاف)
بعميق الحُزنْ
يرنو المحراث
إلى الجُرنْ.

(شكوى)
من الزّرزور تشكو
لا من الحسّونْ
شُجيرة الزيتونْ.

(أنشودة)
مطرٌ مطرٌ مطرْ
لكأنَّ روحَ بدرٍ
قدِ انفطرْ.

(زهرة)
كزهرةٍ من القشّْ
وقد تفتّحتْ مناقيره
ذلك العشّْ.

(ذكرى)
زيزُ الحصادْ
يُذكِّر القريةَ
بأعوام الجرادْ.

(عبادة)
بذلكَ السّفحْ
فلاحٌ يُؤدّي
مناسِكَ القمحْ.

(رغبة)
في نفس الغابةْ
شيءٌ
من كلِّ سحابةْ.

(تعب)
إلى الصّندلِ
يا نقّار الخشبْ
فهو أجدر بالتّعبْ.

(صلاة)
في هذه الفلاةْ
كلُّ نَأْمَةٍ
صلاةْ.

(دين)
من يصدّقُ؟
هذا الحقلْ
مدينٌ لذاك البغلْ.

(بئر)
عشرة أذرع هذه البئرْ:
الدّلو واحدٌ
والماءُ صفرْ.

(حزن)
أيُّ سِرٍّ دفينْ
لحزنكَ
يا مالك الحزينْ؟

(وجبة)
في طبق الجبلِ
وجبةٌ من البحرْ:
سمكةٌ في عشّ نسرْ.

(شؤم)
بريد الموتْ
تلك البومة
حول البيتْ.

(غيرة)
مُعتدّةً بنفسها
تقف الزّرافةْ
عند كلِّ صفصافةْ.

(نملة)
حَبّةٌ من العام الفائتْ
قالت نملةٌ:
هذا طعام بائتْ.

(سِرّ)
من ذاكرة السّمكةْ
تلكَ الثّقوب
في الشّبكةْ.

(هالة)
في صورتها الزرقاء
تظهر البرتقالةْ
بأكثر من هالةْ.

(بريد)
بالحَلْفاء والعوسجْ
حاملًا عسلَ الخِدر
يمرّ الهودجْ.

(حسد)
اسْوَدَّ الغرابُ من الحسدْ
فلغيرِه سواحل
بصخورٍ وزبدْ.

(عطر)
أَمِنْ رمادٍ عطركِ
أم من شرارْ
يا وردة النّارْ؟

(ترف)
رفٌّ من الطّواويس
على رفٍّ من الخزفْ
ما هذا التّرفْ؟

(سخاء)
لا تلفيف
ولا فاتورةْ
ثمارُ الحاكورةْ.

(صيد)
ما هذا الصّيدْ؟
الطّرائدُ سراحٌ
والكلابُ في القيدْ.

*القدس العربي