“كل واحد منا لديه هيكل عظمي في خزانته”. هكذا يقول التعبير الأمريكي للدلالة على أن كل شخص لديه سر دفين مُشين، وفضيحة تنتظر الفرصة لتفوح.
أقذر “الهياكل العظمية” هي تلك التي يخفيها الكبار أصحاب الصور البراقة. وأحدث هيكل عظمي تم الكشف عنه مؤخرا كان يخص المفكر الإسلامي طارق رمضان، السويسري-المصري بروفيسور الاسلاميات في جامعة أكسفورد وحفيد حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان المسلمين. فضيحة ذلك المفكر “التنويري” انكشفت حين سلط الإعلام الفرنسي النور على تُهم بالاغتصاب والتحرش الجنسي تقدمت بها أربع نساء ضد رمضان. في البدء أنكر رمضان التُهم وقال إن النساء كن يكذبن. ولكن مع تراكم الأدلة عاد واعترف أنه مارس الجنس مع هؤلاء النساء، بما في ذلك ممارسات شاذة عنيفة، ولكن بموافقتهن.
وعلى الضفة الأخرى، جغرافياً ولاهوتياً، تم مؤخرا نبش “هيكل عظمي” لدى رجل دين مشهور آخر، وهو الأمريكي جيري فالويل جونيور، الشخصية البارزة في الكنيسة الانجيلية، ورئيس جامعة ليبرتي الدينية العريقة في أمريكا. وقد دوّت فضيحته الشهر الماضي حين أعلن شريكه في البيزنس إنه ظل يقيم علاقة جنسية مع زوجة فالويل لعدة سنوات، وأن فالويل كان يعلم بل ويتفرج عليهما أثناء المضاجعة. وقد استقال فالويل فورا من رئاسة الجامعة على إثر الفضيحة، وقد حاول الانكار بالطبع لكن دون جدوى، فالضرر قد وقع
بالتأكيد خزائن مشاهير رجال السياسة تزدحم بالهياكل العظمية النتنة، ومنها فضائح جنس واختلاسات وبلطجة واستغلال السلطة. لكن الكل يعلم أن السياسة لعبة قذرة بالأساس، وأن لا أحد يجب أن يتوقع الشرف والاستقامة من السياسيين.
القذارة الأكبر تكمن في فضائح رجال الدين لأنها تشوه أسمى القيم وتُفقد الآخرين القدرة على الوثوق بمؤسسة الدين والقائمين عليها، كما أنها تقوض فكرة أن الصلاة وخشية الله تنهى عن المُنكر في مختلف الأديان.
للأسف لا يعاقب القانون رجال الدين المنحرفين على “جريمة” خيانة ثقة الأفراد والمجتمع، بل يعاقبهم فقط على الجرائم المادية التي ارتكبوها.
ولا يزال أمثال هؤلاء يُطلون علينا من وراء أقنعة متقنة الصنع … ولا يزال هناك الكثيرون ممن يقعون ضحايا لأصحاب الأقنعة.
*مادة خاصة بالموقع