رواية “القرية”.. دفاعًا عن التقاليد والتسامح في شبه القارة الهندية

0

أصدر المركز القومي للترجمة في القاهرة ترجمة لرواية “القرية” للكاتب الباكستاني انتظار حسين (1923 – 2016)، حملت توقيع كل من المترجمين: عثمان عبد الناصر، ومحمد محمدي، وهاجر قدري.

تتناول هذه الرواية التاريخ المأساوي لدولة باكستان، منذ سقطت في قبضة القوات الهندية، ومن ثم تقسيمها إلى شطرين بانفصال باكستان الشرقية، أي بنغلاديش، عن الغربية، وضياع حلم الوحدة الذي كان يمثل الرباط المعنوي للهوية الباكستانية، وتشتت الأسر الهندية المسلمة التي كانت تسكن في الجانب الهندي من شبه القارة الهندية.

تعدّ هذه الرواية بمثابة رحلة ترى فيها كل شيء، من العظمة والعدل إلى المهانة والظلم، استعان الكاتب فيها بالتاريخ المشترك بين القوميتين الإسلامية والهندوسية، لذا لاقت الرواية استحسانًا وقبولًا كبيرين لدى جمهور القراء، الذين أثنوا على مصداقية أحداثها وبراعة أسلوبها.

وتتميز رواية “القرية” بعدم انحيازها إلى أي طرف من الأطراف الثلاثة: الباكستاني، أو الهندي، أو حتى البنغلاديشي، حيث يؤمن كاتبها بعموم الثقافة الهندية المشتركة، وقد حاول استلهام هذه الثقافة واستدعاء مقوماتها بعد الهجرة، إلا أنه لم يجد المعضلة في أن الكيان الثقافي قد انحلّ ولم يعد كما كان في السابق.

انتظار حسین شخصية أدبية رائدة في اللغة الأردية. كان من بين المرشحين النهائيين لجائزة بوكر البريطانية عام 2013. ولد في الهند وهاجر لاحقًا إلى باكستان خلال التقسيم عام 1947. يتعامل في رواياته وقصصه مع موضوع الحنين المرتبط بعالم ما قبل تقسيم شبه القارة الهندية. ظلّ حسين يُوصف بأنه أعظم كتّاب اللغة الأردية على قيد الحياة حتى وفاته قبل سنوات.

*الترا صوت