رحيل مستشرق ألماني عمل في حقل الدراسات الإسلامية

0

رحل الشهر الماضي المستشرق الألماني جوزيف فان إس، عن عمر ناهز الـ 87 عاماً، ويعتبر من أشهر المشتغلين الألمان في حقل الدراسات الإسلامية في ألمانيا، من جانب كتبه العديدة، ومشاركاته، على مدى أكثر من 50 عاماً في هذا المجال.

وهو من مواليد مدينة آخن في عام 1934، وتوفي في مدينة توبنغن التي درّس في جامعتها “إيبرهارد كارلس” حتى تقاعده في عام 1999، درَس خلالها الدراسات الإسلامية بين عامي 1953 و1957، تضمنت العربية والتركية والفارسية.

واهتم بالفلسفة الكلاسيكية وفلسفة القرون الوسطى، والتي درّسها في جامعتي بون وفرانكفورت أم ماين.

وفي الحقل الإسلامي، نال فان إس عام 1959 درجة الدكتوراه من جامعة بون عن أطروحته “التصوف الإسلامي”، وأشرف على رسالته في ذلك الوقت المستشرق الألماني المعروف هلموت ريتر (1892-1971).

ونال الأستاذية في اختصاصه، في عام 1964 عن أطروحته “نظرية المعرفة لدى المدرسة الإسلامية” التي ناقشها في جامعة فرانكفورت. وفي العام 1968 عمل فان إس أستاذاً متفرغاً في كرسي “الدراسات الإسلامية والدراسات السامية”.

بعد أن التحق بالمستشرق الشهير رودي باريت الذي ترجم القرآن إلى اللغة الألمانية، واشتهر فان إس في أوروبا والعالم العربي بموسوعته الضخمة “علم الكلام والمجتمع في القرنين الثاني والثالث الهجريين” التي صدر الجزء الأول منها بالألمانية عام 1991، وصدر جزؤها الأخير عام 1996، وتُرجم إلى العربية، حتى الآن، المجلدان الأول والثاني، وصدرا عن دار الجمل.

وقدم فان إس الكثير من المؤلفات، منها كتابه “فكر الحارث المحاسبي” (صدر عام 1961)، وكتابه “نظرية المعرفة عند عضد الدين الإيجي” (1966)، و”الثقافة الإسلامية القديمة” (1970)، و”كتابات معتزلية قديمة” (1971)، و”كتاب النكت للنظام” (1972)، و”بين الحديث وعلم الكلام” (1975)، وصولاً إلى كتابه الأخير “الواحد والآخر، ملاحظات على نصوص البدع الإسلامية-جزآن” (2011).

كان فان إس أحد الذين قدموا آراء جريئة في أوروبا مثل “إثبات نبوة الرسول وإلهية مصدر القرآن، وتصويبات جذرية لمفاهيم خاطئة عن الإسلام وإثبات لتحريفات في الأناجيل وفي الأصول الحالية لعقيدة النصرانية مثل إنكار التثليث والبنوّة وعصمة البابا”.

*الجزيرة