تلقت رابطة الكتاب السوريين بحزن شديد نبأ رحيل المفكر والفيلسوف السوري الطيب تيزيني (1934-2019)، الذي عد واحداً من مئة فيلسوف عالمي، بحسب تصنيف مؤسسة كونكورديا الفلسفية الألمانية 1998 وقد عمل مدرساً في جامعة دمشق إلى جانب أسماء كبيرة من بينها صادق جلال العظم وآخرون، وتخرج على يديه آلاف الأكاديميين السوريين الذين يواصلون وطلابهم جيلاً بعد جيل، نشر المعرفة والعلوم في المدارس والمعاهد والجامعات السورية، بالإضافة إلى أنه كان صاحب مشروع فكري تنويري، وذلك منذ بواكير أعماله التي كتبها ومنها: تمهيد في الفلسفة العربية الوسيطة” (1967) وكان عبارة عن أطروحة دكتوراة نال بها درجة امتياز من أحدى الجامعات الألمانية، وليصدر كتابه الثاني بلغته العربية الأم في العام 1971 بعنوان: مشروع جديد للفكر العربي في العصر الوسيط” لتتتالى إصدارته وينال درجة دكتوراة في الفلسفة في العام 1973 في العلوم الفلسفية، ومن أبرز مؤلفاته:
- الفكر العربي في بواكيره وآفاقه الأولى.
- مقدمات أولية في الإسلام المحمدي الباكر – ستة أجزاء.
- من التراث إلى الثورة – حول نظرية مقترحة في التراث العربي 1976.
- مشروع رؤية جديدة للفكر العربي منذ بداياته حتى المرحلة المعاصرة 12 جزءأ 1982
- الفكر العربي في بواكيره وآفاقه الأولى، مشروع رؤية جديدة للفكر – 1982.
- “من يهوه إلى الله” مشروع رؤية جديدة للفكر العربي” 1985.
- دراسات في الفكر الفلسفي في الشرق القديم” 1988.
- فصول في الفكر السياسي العربي” 1989.
- من الاستشراق الغربي إلى الاستغراب المغربي – بحث في القراءة الجابرية للفكر العربي وفي آفاقها التاريخية” 1996.
- من ثلاثية الفساد إلى قضايا المجتمع المدني 2001.
- من اللاهوت إلى الفلسـفة العربية الوسيطة” 2005.
وإننا في رابطة الكتاب السوريين إذ ننعى زميلاً مؤسساً لرابطتنا وأحد أقطابها، فإننا لنعد في رحيل زميلنا تيزيني خسارة كبيرة للسوريين لأن الطيب ابن حمص الأبية، حمص الثورة السورية، وقف إلى جانب شعبه السوري الأبي، منذ بداية الثورة السلمية في بلده، وتعرض للضرب، والاعتداء، والتوقيف، ولم يغادر أهله، بالرغم من عدم انضمامه إلى المعارضة الرسمية، وانكب على كتابة سيرته بوساطة كريمته التي أعانته في تدبير شؤونه أثناء فترة مرضه الأخيرة، من دون أن ينسى معاناة شعبه الذي لم يفارقه، وظل إلى جانبه إلى آخر لحظة من حياته، كما أنه من عداد هؤلاء المثقفين السوريين الذين واجهوا الاستبداد وهو في أوج قمعه وعنفه، وكانت كتاباته في” الدولة الأمنية” و”إفساد ما لم يفسد” و”جعل الجميع تحت المساءلة من خلال إفسادهم” من أقواله التي رددها السوريون، ودخلت في بنية رؤاهم في موقفهم من النظام الدكتاتوري الذي اتخذ منه موقفه بدوره، وما موكب جنازته وتشييعه إلى مثواه الأخير من خلال عدد قليل من مقربيه إلا من نتاج آثارديمومة ذلك القمع بحقه حياً وراحلاً.
إن عزاءنا بغياب مفكرنا وفيلسوفنا تيزيني حضور أفكاره في عمق ثقافة السوريين، ناهيك عن انتشارها في الثقافة العربية، والإنسانية، كأحد أعلامنا الثقافية، وأحد مناراتنا التي نعتز بها
لروح المفكر الفيلسوف طيب تيزيني السلام
وتعازينا لأسرته وذويه ومحبيه وقرائه
17-5-2019
رابطة الكتاب السوريين