تنعى “رابطة الكتاب السوريين” الشاعر والكاتب والإعلامي أمجد ناصر (يحيى عوض)، الذي توفّي في مسقط رأسه مدينة المفرق الحدودية الأردنية عن 64 عاماً، بعد صراع مع المرض، مخلّفا عددا كبيرا من المجموعات الشعرية وكتب الرحلات ورواية، ومسيرة ضمن المقاومة الفلسطينية، والحداثة الشعرية، والحراك التقدمي الديمقراطي العربي.
في جذوره العائلية، وانتماءاته السياسية، وفي حياته وأصدقائه، تواجد ناصر بين أضلاع المثلث الأردني – الفلسطيني – السوري، فهو جزء من عائلة تمتد على خطيّ الحدود السورية – الأردنية، وقد وضعته خياراته السياسية ضمن الاتجاه الفلسطيني، أما خياراته الشعرية، فضمّت، بداية، التأثر بالشعر العراقي خلال بداياته في الأردن، ثم بالشعر اللبناني، خلال المرحلة اللبنانية من حياته، ولاحقا بالتيارات الحديثة في الشعرية العالمية، مع مروره بقبرص ثم استقراره الطويل في العاصمة البريطانية لندن.
بهذه الرحلة الشاسعة جغرافيا ومعرفيا حصل ناصر بجدارة على صورة المثقف العضويّ الذي يستعيد جذوره الأولى، من مضارب القبيلة البدوية وقسوة الطبيعة والاجتماع، ثم يسوح إلى فضاءات بعيدة، في الحياة والشعر وقراءة العالم، وترك بصمته الشعرية الواضحة على الثقافة العربية.
إضافة لكونه صديقا لكثير من أعضاء الرابطة والكتاب والمثقفين السوريين على العموم، فقد ساهم أيضاً في التفاصيل الأولى لتأسيسها، واستقبل بفرح اعتبارها إياه أحد أعضاء الشرف العرب فيها، كما شارك أكثر من مرة في الكتابة لمجلتها “أوراق”، وقدّم في أوقات كثيرة ملاحظاته المفيدة والناقدة أحيانا.
تعتبر “رابطة الكتاب السوريين” رحيل أمجد ناصر، رحيلاً لأحد زملائها الكبار، وخسارة للثقافة العربية والعالمية، وتعزّي به الكتاب السوريين والعرب.
رابطة الكتاب السوريين