دعوة للمشاركة في ملف مجلة أوراق العدد 14 بعنوان: “الخطاب السوري بعد الثورة”

0

الخطابُ السّوريُّ كحديثٍ عامٍ أو كلامٍ متداول بين السّوريّين وموجّهٍ لهم أو مرسلٍ منهم إلى خارجِهم، سواء الشّفوي منه أو المكتوب أو المسجّل بصرياً وسمعياً، قد تأثّر تاريخياً بما مرّ من ظروفٍ سياسيّةٍ وحضاريّة قهرية، أسهمتْ مقولاتُها التسلطيّة النافذة وصراعاتُها الحادة في إضعافه. وكان لعقود الطغيان من حكم البعث شديد التأثير في الخطاب وفي إعلاله، حيث تمكّنتْ بالقهر والقمع والاستبداد من تطويعه لمقولات النظام الحاكم ولأطماعه وسياساته، فأحكم القبضة على خطاب الثقافة والتعليم والإعلام وألجم اللسان إلا بما يحقق مصالحه ومآربه.   

وقد جاء عقد ثورات الربيع العربي محملاً بالطموحات الكبيرة والآمال الجميلة، التي سرعان ما انكسرت على صخرة الاستبداد والجهل وتحت رحى الحروب المدمّرة وحلّ الخرابُ في العمران والاجتماع. لن نبحث في هذه النتائج من منظور المآلات العسكرية والسياسية الحاضرة، لأننا نرى من المهم والمفيد البحث في موضوع الخطاب السّوريّ، وما يَشكُلُه من أسئلة، وبالتحديد في هذه الحقبة الخطيرة وماتحمله من متناقضات، خصوصاً أن الثورات تسعى إلى التّغيير والتّحديث وإعادة تشكيل الخطاب. إنّ أموراً كثيرة قد انقلبت، والمفاهيم القديمة البالية بدأت تتساقط، والمجتمع بأمس الحاجة للبدائل ولتغيير مساره نحو الأفضل بالبحث عن تصورات جديدة وابتكار تقنيات جديدة.

والأسئلة في هذا المجال كثيرة وواسعة، مثل:

 هل انعكس ذلك في أدائنا وخطابنا الثّقافيّ والسّياسي كنخب ومجموعات وتشكيلات اجتماعية؟ وهل أنجزنا شيئا من التقدم الذي كان مضمراً في كلمة الثورة؟ أم عجزنا؟ وبالتالي ما سبب عجزنا؟ وما مدى التأثير السلبي أو المحبط للتوجهات والحالات السلبيّة كالعصبويّة، التبعية، الأيديولوجية، الغوغائية، الاعتباطيّة، الشعاراتية الدعائية، الأفكار الراسخة والمسبقة؟. ولأن الخطاب متماسك متشابك، حتى يصعب، أحياناً، فصل النفسيّ عن الاجتماعيّ عن الأدبيّ عن الثقافيّ، فقد وقع الاختيار علىى دراسة الخطاب الثقافي والإعلامي وعلاقتهما بالسياسي والعقائدي، (لما لهذا المسار من حضور واسع في المشهد)، وذلك وفق اقتراح محاور محدّدة.

الأسئلة والمحاور التي سيركّز عليها ملف العدد تدور حول:

– الموضوعات التي تستحوذ على الخطاب ومضامينه (المعارضة، الموالاة، التخوين، الطائفية، العرقية) وتأثيراتها.

– الخطاب الديني والتقاطعات السياسية (الظلم والاستبداد وطاعة أولي الأمر).

– تكريس ثقافة التبعية بين مُنتجٍ سياسي استعماريّ ومستهلك جاهل أو غوغائي.

– الخطاب الغوغائي وإثارة المخاوف. اعتماد المظلوميّة لاكتساب شرعية السلطة السياسية.

– الجهات والمؤسسات (الإعلامية والثقافية والسياسية) التي تسهم في تشكيل الخطاب.

– وظائف الخطاب وتأثيراته (الاستقطاب والدعاية، التسلّط، توجيه العقل السياسي، إثارة الأهواء والانفعالات، إثارة العقل والحوار الفكري).

– مرجعيات الخطاب (الوطنية، العنصرية، مؤسسات دولية، مؤسسات ثقافية. مؤسسات دينية).

ملاحطات للباحث أو الدارس:

  • هناك منظوران متناقضان في الخطاب يرشدان الباحث في عمله:

منظور الخطاب العقلي الذي يعتمد على الإقناع بالمنطق والحجج والتحليل الموضوعي، ويحترم قيم التعبير وقيم التفكير.

 منظور الخطاب العاطفيّ وفيه التّلفيق والتّزوير والخداع وإثارة الأهواء والتبشير والترويج السياسي الذي يستهدف الناس لحشدهم.

  • للباحث الحرية في اتباع أي منهج مرغوب في العمل لدراسة الخطاب؛ مثل: تحليل بنية الخطاب، الخلفيّة الاجتماعيّة، الخلفيّة النفسيةّ، تحليل الرموز ومدلولاتها، دراسة الوسائل الأسلوبية….

تتطلع هيئة تحرير “أوراق” الى استجابتكم الكريمة، ويسرها أن تتسلم مشاركاتكم القيمة، في موعد اقصاه 15 أيلول/ سبتمبر 2021 عبر إيميل المجلة: awraq@syrianwa.net

وتفضلوا بقبول فائق التقدير والاحترام

هيئة التحرير: 23 تموز/ يوليو 2021