خضر سلفيج: مقام العمر

0

الأمهات
يموت الورد حين تغادرنا الأمهات
على ندى يبعثر نعشه
وينثرنا على مشجب الحزن يتامى.
تموت الحديقة
تموت أعمارنا
يموت مسك العائلة.

كثيرا ما ينحني الموت للحياة

كثيرا ما ينحني الموت للحياة
ذلك الذي يغيبُ
برفقة الظلّ
ويعدو في كفن
كأنه الغريب يشيبُ
على مائدة في مقهى بعيد
ويبصر الفتيان من حوله كبوة الهاوية.

كثيرا ما ينحني الموت للحياة
ذلك العاري بهالة قفطانه
يزور الحديقة
ولا أحد
يلقي على نيامها

كسالى الوحدة
مفاتيح الزهور.

مقام العمر
حين نكبر بعد نصف قرن من الطفولة
سنعيد قراءة رسائلها
الحياةُ
ونحرس ثوبها من سعال الضجر
هكذا نلتحق بالطرف الآخر من القرن
نلوذ بندى ،
كل مافيه حكايا.
مقام العمر
هذا الأميرُ المجهول على مملكة
ضائعة المفاتيح.

للموت أجراسه .. هنا أو هناكَ
وأنت المحاصر في فمك الثمرُ الشاميُّ؟
ـ بماذا يملح لو فسد الملحُ؟
شجرٌ يبادُ وقادة هاربون
ضيوفٌ لأعدائهم.

نهرا من الشجن الأخضر الآن يرحل نحو البلادْ
لهذا الخضار نشيجُ الضحايا

وفي مقلتيك نداء الطيور البعيدة.

من يجالسك الآن في خلوة الهوى
لصمتك الآن أجراسُهُ
حلمهُ الأبديَّ
فأنت الذي تأخذ الأرض في وجههِ
طفلها البربريَّ الجميلْ

كنت حيّا كهذي الحجارة
منغلقا
كاللغات القديمة
أكثر صمتا من البحر في موته
كجذر يسيجه العشب والرمل
مخترقا بالزمان
جنائزية التعب الميت
ومشتعلا بالفرادة.

جسدك
فضاء يمر به العابرون إلى الأمسيات
إلها نقيا
تواريخ من فرح عابق
هنا ليس غير احتفال في لحظة الأبد.

*مجلة أوراق

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here