حسين جرود: بحر الشك

0


أول شخص يوقظك
هو الشخص الذي سيعرف حقيقتك
لا أفتح الباب
لا أردّ على الهاتف
 

بحر الكذب


في ليلة القدر، وقعت في الحب
عرفتها كتلة من التناقضات
من الذين حصلوا على كل شيء في الدنيا
وأعطيت لهم الآخرة هدية
/
الذي يعشقها بسبب وجهها
ويرسل لها الرسائل
الذي يظن أن القبلات انتماء
ونظرات العيون كافية لتغيير العالم
/
في النهاية ليس بيننا حديث
أو عمل
أو حلم
أو بلاد 

بحر الشك

هذا السؤال كافٍ لتدميرنا
نظهر على حقيقتنا
نبكي في صمت

في غرفة مغلقة
/
في غرفة

أو مقهى

أو كتاب
نختار أقصر الدروب إلى غرفة أخرى
/
من شراء علبة التبغ
إلى الوقود
إلى كلّ ما نفعله
ويصبّ في مصلحتهم

بحر الغباء

الأشياء صامدة
كالكفن
صامتة
تعدّ ضلوعي
كلّما وجدتُ جثّتي على الرصيف.
/
ورثتُ الموت محمولًا على الشفاه
وتقاسمتُه مع الليل
وعشتُ منفيًا في بيتك
أغرقُ في الهرب وأناديك
بلا عقل.

بحر الحب

تلك الثقة التي تصيبنا
عندما نربح لعبة
ليست حقيقية
لكن شغفنا باللعبة كان

أزليًا.

تلك الأمسيات الربيعية
عندما نعود إلى البيت
ونشاهد الناس على الأرصفة
لم تكن حقيقية
لكن الأغنية التي يبثّها المذياع

أبدية.

تلك الصباحات المشمسة
في البلاد البعيدة
لم تكن حقيقية
لكن ضحكة الأميرة الساحرة

سرمدية.

كان الأمر دائمًا نداءً خفيًا
نسير ونسير

من باب إلى باب،

لا نصدّق أو نكذّب،

لكن نتّبع الكذّاب.

بعد كل تلك السنوات،

ما تزال في ذاكرتنا،

ناضجة تلك النداءات،

بعد هجرة القلوب،

وخراب الأماكن،

وزوال كل شيء،

ما أشدّ خيبتنا

لو لم نراهن على حصان خاسر.


الأعداء


لا تستطيع أن تقضم أصابعك
أن تلفظ أنفاسك
أن ترى جثتك
من مدينة بعيدة
من مسودة قديمة
من الحب
والحياة
والأيام
والسماء
والأرض
تلك الكائنات الغريبة
ذلك الغبار في الدم

جربت

الهروب

والحياة

وقطع المعصم

ومع ذلك كنت أفشل
حتى جاء الأعداء

*خاص بالموقع