- أوّل شيء
يتغيّر الضغط الجوي
بين موعد نومي واستيقاظي،
أوّل أنواع السكر
نوم الظهيرة.
أرى الغرباء
يعبثون في ساحة الدار
غرباء لطفاء
وأعبر بينهم كغريب.
- دار
في أرض الدار
عندما يكثر الضيوف
وتمتلئُ الساحة بالأولاد
والغرف بثرثرة النساء التي تتقاطع
والضجة
أحمل مطرقةً بلاستيكية
أحاول بها
كسرَ سدادة المصرف المعدنية.
- حرب
لم نقم طوال سنين الحرب
سوى بجمع الشظايا
والاحتفاظ بها
كتذكارات
/
كل تلك الإرادة لا تنفع
- الحلم الثاني
استيقظُ مذعورًا
حلمتُ أني مُت.
الموت في المنام يعني
عمراً جديداً
ضربت عمري باثنين؛
لن أعيشَ أكثر
من سبعة عشر عامًا
وهذا ما كان
- على الحدود
يقولون لي: اشترِ بطاقة لاجئ
وعندها تستطيع العبور
/
المهرّب التركي
صنع سلماً من خمس أخشاب
لا يتجاوز طوله المتر
ورفعني فوق السور بذراعيه
ورمى لي حقيبتي
وجدتُ نفسي أمام الخندق
والسلك الشائك
وخمسة كيلومترات
أعبرها بين كروم زيتون
ومضخّات مياه
هجرها أهلها
وتركوها تروي الأراضي
أعثر على دراجة نارية
تنقلني بين الجبال
تتوغّل في القلب
وتوصلني إلى موقف السيارات
/
يوقفني حاجز
فأقول له:
أنا من هنا.
- الشيخ منصور
على تلةٍ صغيرة
نلعب كرة القدم
تنزل الكرة، ننزل لنحضرها
/
في قبر الشيخ
نجد الحلوى
قد وضعتْها النساء
مع النذور
/
نقطف الحمص الأخضر
من الأراضي المجاورة
يتبعنا
صاحب الأرض
/
تمّ تفجيره
تحوّل إلى حاجز
هذا المكان
- البراري
خمسة كيلومترات
بين القرية
والتل
والأراضي المجاورة
/
قطعتُها في طفولتي
في السيارة
وقطعتُها مع أولاد عمّي
سيرًا على الأقدام
/
مشيتُها وحدي
هاربًا
يوم انهارَ العالم
أوَّل مرَّة
/
وعبرتها عدَّة مرَّات
على الدراجة النارية
أو على الأقدام
أيام النزوح
/
والآن
أعبرها
من جديد
- سيلينا
مقهى
بجانب البحر
في الصحراء
/
أرواح
في كأس كرتونية
/
شاعر
يكتب تقريرًا صحفيًا
عن الملابس المستعملة
/
مسرحي
لم يقرأ أوديب
/
مخرج
صوَّر الثلج لمدّة خمس دقائق
وراح ينتقد الأفلام
/
رسّام كتب
لم يعدْ يجدُ دفترًا
سوى الجدران
/
مناضل
متعب
ينظر لنا
/
شاب
تمّ
إعدامه
/
عاشق
لا يعرف التفاصيل
/
سيلينا
مدينتا الكذبة
في زمن النسيان
- الليل
واسع
بارد لذيذ
مغطَّى بالدخان
تصطفُّ الأحجارُ كقلعة
أغدو شيئًا
- الخروج من النص
من كلِّ الجُمَل
من كلِّ الأوصاف
من كلِّ الكتب
تخرج من الكهف وتنظر.
/
تصلُ إلى الشمس متعبًا.
- نص
يسألني الخال فانيا:
ماذا سنفعل في هذه السنوات القليلة المتبقية؟
- أيتام جنوى
ونحن نشاهد الكابتن رابح
حلمنا أن نكون لاعبين
/
ونحن نشاهد سوبرمان
حلمنا أن نكون أبطالاً خارقين
/
ونحن نشاهد المجزرة
حلمنا أن نكون أحياء
- رياح جديدة
حياتي الحقيقية
في الشوارع
عندما
تقابلني
الريح الغربية
وتشدُّني
/
حياتي الحقيقية
في الباصات
وأنا أراقب
الشجر على الطريق
/
حياتي الحقيقية
في الليل
تتساقط ثمار المانجو
وأجمعها
/
حياتي الحقيقية
لم تبدأ بعد
- وقت
بعد أيام، سيطول النهار
ويدخل التوقيت الصيفي
ونسافر إلى البحر
ريثما يحدث هذا
أتسلَّى بتسلُّقِ الجبال
وقَلْيِ البصل
- الحلم الثالث
عروسُ البحر
على كرسي خشبي
تتحدّثُ عن حبيبتي
ماذا تفعل
بماذا تفكر
أفشل في رؤيتها حتى الحلم
وأستيقظ وهي تضمّني
/
عروس البحر أجمل منها
- غرفة في السماء
غرفةٌ في السماء
يستقبلُ فيها جدَّايَ عاهراتٍ
حائِرات
يأتونَ من مزارعِ الجوعِ
ليرتَووا
وجدايَ يعيشانِ الظمأ
/
في الأرضِ لي جدَّان
لا أعرفُ من هما والدي
أحدهما طيِّب
والآخرُ قاسٍ
يجلسانِ بجانبِ المدفأة
أحدهما عابس
والآخرُ مبتسم
يحضرُ عمِّي الحلويَّاتِ الرخيصةَ
لنا
يعطيهما شيئاً منها
فيضعانها بجانبِ المدفأة
يعافانها بأنفة
/
جدِّي العابس
يسيرُ في شوارع القرية
يحملُ له أحد الرجال النرجيلة
وجدِّي الآخر
في الحقل
يضربُ الفلَّاحين
/
مرَّة في الشتاء
يزورنا جدَّاي
ونزورهم مرَّةً في الصيف
في بيت جدِّنا الطيِّب
ننام
بعد أن نقضي وقتًا ما
عند الجدِّ العابس
/
ابن الجدِّ الطيِّب
يأخذنا نزهةً في الصباح
بينَ كرومِ العنبِ والتين
ووالدي يمنعنا من لمسها
وعندما وصلنا إلى آخرِ الحقل
ورأينا مجرى الماء الجاف
الذي تمرّ به سيول الشتاء
ظننته أحد السدود
واعتبرت أني وصلت
حافّة العالم
/
عدنا إلى البيت
ووجدنا العنب والتين
بجانب مائدة الإفطار
هذه المرّة،
نحن لم نرغبْ في لمسِها
/
جدّي الحقيقي
يأتي معنا في الزيارات
وكان رأسه مصابًا
بخدشٍ بسبب سقوطه
وعند وصولنا
إلى مكان الحافلات
ظنَّ السائق أنَّنا عائدون من المشفى
/
جدَّايَ ليسا جدَّيَّ
أعرفُهما كذلك فقط
/
رحلة الشتاء والصيف
لا تتجاوز ثلاثة أيامٍ في السنة
/
جدِّي الطيب ضرب ابن جدِّي العابس
بينما كان يضرب الفلاحين
وسبَّب له عاهةً دائمة
/
عندما مات جدِّي العابس
أصبحت القريةُ قريةً أخرى
/
جدِّي العابس
جاء يخطب عروساً وهو في الثمانين
/
جدِّي الطيِّب ما زال يبتسم
/
…
/
في الجبل الأجرد
تلمعُ تلكَ الغرفة
/
على مبعدةٍ منها
ثلاث أشجار زيتون
/
“غرفة امرأةٍ
منعزلة”
يخبرني أخي
/
“تركت العالم
ومعها بندقية”،
و”الأشجار الثلاثة
تابعة لها”
/
ويختم حديثه:
“مثل الأسطورة”.
- الصور
بكرشٍ صغير
مستندًا إلى أحجار النافورة
/
واقفًا بين أشجارٍ على طريق حلب
/
عمري عشر سنوات
ونحن في حلب
بجانب نافورة
ومصوِّر جوَّال يحدِّثنا
[أرفض أخذ صورة]
/
وقفتي لم تكن يومًا
كالنسر
كالسيف
أعشق الاستلقاء
وسماع الأغاني
والانتظار
- وحدة
‹‹طريقة كلامك
طريقة سلامك
لا مبالاتك
جلوسك في السرير
تقرأ الكتب.
لا أعرف من أين ستأتيك الفرصة
من مسلسل أو فيلم؟››
- فيلم
يترك بطل الفيلم
وظيفته
ليصبح ساحراً جوَّالاً
يلعب بالنار
هذا الفيلم غيّر حياتي
- ماركيز
عندما قرأتُ ‹‹عشتُ لأروي››
تجاوزتها
في ليل شتوي
بصفحاتها الكبيرة
على هاتف صغير
والكلمات تغيم على الشاشة
وأنا ألاحق ماركيز
في دوائره التي لا تنتهي
وسحره الذي لا ينتهي
ترك الجامعة
أصبح صحفيًا
أصبح كاتبًا
أصبح ماركيز
وجعلني
قارئًا
- الحلم الأول
في باحة المدرسة، دائماً يأتي الحلم نفسُه:
أنا رئيس عصابة
عدد أفرادها لا يعدّ
كلّهم متشابهون
يرتدون كنزات سوداء
قائد فرد
لأفراد متشابهين
في عصابة كبيرة
لا أعرف
أو أهتم
بهدفها
عدد أفرادها كبير
من الصعب أن يلتقوا في مكان واحد
يتواصلون
كعقل كلّي
في جسد
مترامي الأطراف
لكائنات وحيدة الخلية
يتنفّس ولا يُهزم
/
هذا الحلم الأفلاطوني
في الصف الأول
أخجل منه ويربِكُني
- عشتار
‹‹ما يحدثُ مرَّتين، يحدثُ مرَّةً ثالثة››.
سألقاها
/
تظهر وتختفي
كالغيمة
/
سبعة شهور
/
في المرَّة الأولى:
بدتْ أكبر من عمرها
تشبه جارتنا رفيف
لكن أجمل
قميصها أزرق
وشعرها مجعَّد
عيونها مغرمة
بمن؟
/
في المرَّة الثانية:
ظهرتْ مسرعة
بالجلد الأسود
تركضُ متأخِّرة
عن موعد
/
في المرَّة الثالثة:
ظهرتْ كأميرة
واثقة جدًا
تبتسم مسرورة لأنَّها رأتْ أحدهم
تتمنَّى أن تلفتَ نظره
/
في المرَّة الرابعة:
ظهرتْ مع عرقِها
في الشارع المشمس
بالكنزة البيضاء
أسرعتُ نحوها
حدَّثتها
قلتُ: “أراكِ غداً”.
/
في المرَّة الخامسة:
كانت واقفة
تبحث في المارَّة
بدتْ أقصر
رغم طولها
مشت قليلاً
وعند المنعطف
نظرتْ نحوي نظرة أخيرة
/
سنة
كانت تودِّع هذا المكان
مرَّت بجانبنا
قال صديقي: “إنها هنا”
- “ما شأني بها”.
/
سبع سنين
/
ظهرتْ بالصدفة
وجدتُها في الهاتف
وكلَّمتها
وبعد ثلاثة أيام
اختفتْ
/
سنة أخرى
ظهرتْ من جديد
خطبتْ وانفصلتْ
/
سنة أخرى
لا أعرف أين؟
/
سنة أخرى
أنتظر
- ألعاب
ألعابي أضعها في خزانة صغيرة
في زاوية أقصى الغرف.
في المكان ذاته
بعد سبعة عشر عامًا
سقط السقف فوقي
وأنا نائم.
/
جفّت علبة الألوان التي أعطتني إياها المعلمة
فأنا لا أملك موهبةً في الرسم
القصص التي بحاجة لتلوين
شوّهتُ بعضها بخطوطي
وتركتُ معظمها
السيارات ما زالت تلمع
القيثارة الصغيرة
التي حاولتُ العزف عليه
بلاستيكية
لا تصدر صوتاً
/
آخر لعبة احتفظت بها
كانت ألعاب فيديو يابانية
بقيت ألعب بها عشر سنوات
الأرنب باستر باني
رامبو
القنفذ السريع
مصارعة حرة
فرقة الصراع المميت
بلياردو
سيارات
سلاحف النينجا
قتال شوارع
كرة قدم
بها زر التمرير والتشتيت والتسديد والانزلاق فقط
وعليك أن ترسم لوحة من أربعة أزرار
ألعاب الصناديق والأحجار
والفأر ميكي
ثم رميتُها في خزانة،
عندما أصبحت في الجامعة
رأيتُ أخي الأصغر
يلعب بها
يقوم بوصلها بالتلفاز الملوَّن
انتهزت فرصة خلافنا مرّة
وكسرتُها
/
خرجتُ من تلك المجزرة
ومعي القصص فقط.
- جدتي
لأخي
لي
لأيِّ طفل
جدَّتي تعطي ثديها
وأنا أرفضه دوماً.
نحملُ القطع القماشيةَ التي تصنعُ بها السجاجيد
ونبعثرها.
عند ارتكابِ جريمة
أعود إلى حضنِ جدَّتي،
تحضر لي برتقالة.
/
جدَّتي تُسمَّى شيخة
لها طاقتها الروحية
وأسلوبها الخاص
الذي يتيح لها أن تخالف المألوف.
رآها جدِّي وهي طفلة
وانتظر عشرين سنة حتى كبرتْ.
لم أسمعهما أبدًا
إلَّا وهما يتشاجران.
/
جدَّتي تزور الناس
ويزورونها.
تنامُ عندها البائعات الجوَّالات
والمتسوِّلات
والمقطَّعين
وحتى اللاجئين من أروبا.
فراش جدِّي
في الزاوية الجنوبية الغربية
وفراشها في وسط الشمال
وبينهما
يرتع النازحون.
/
عندما ماتت سألتها:
لماذا لم يكن هو؟
/
كنا نسألها:
لماذا تكوي المرضى؟
بعنا لها الدجاجات
وهي حية.
عمي يقبّل أقدامها.
بائعات الزجاج يطلبن صدقة العيد.
طفلة تبكي
عندما وضعتْ سيخ الحديد الساخن
على زندها.
/
ربما تعلّمتُ الصمت
لأنه ما من كلام
يقال
أمامها.
ربما صرتُ قنوعًا
لأنها تمثِّل لي الجنَّة.
ربما أكتب هذا
فقط، كي أضيف اسمها إلى اسمي.
/
أشتاق إلى ثديها
الذي لم أمسّه
وجهها الملائكي
عينيها
ضمّتها الشديدة لي
كأنها تلخِّص هذا العالم
/
كلّما رأينا فراشة، نقول:
هذه جدّتي
أتت من الجنة
لترانا
- أمي
أمي ثرثارة من برج الجوزاء
تستحقّ أن تكون مديرة علاقات عامّة
في شركة كبيرة
لا تعرف كيف تحمل الأحقاد
ولا يمكن أن تهزمها بنقاش
/
عندما تزوّجتْ
أتتْ إلى هذا البيت القديم
الذي لا يحوي صنبور ماء
وفيه دجاجات جدتي.
بيتٌ قديم لا يطلّ على شارع
وليس له شرفة.
بيتٌ تمّ تعميره
منذ خمسين عام
بيتٌ تسكنه أرواح جدّتي
وتعنّت جدي
وضيوفٌ كثر
/
أختي الأولى ولدتْ في القيظ
وبعد 21 شهراً
أتيت أنا…
أمي تصنع القهوة والشاي
وتشاهد المسلسلات
وتصرخ فينا
وتضمّنا
/
أنا الابن الكبير
العنيد
الصامت الممتلئ الخدود
الضعيف الجسد
وكانت أمي تدعوني:
“ذو الرأس الكبير”
أو
“الدب”
/
كنت المفضّل لديها
الذي لا يبعثر الأشياء
أو يكسر لعبة.
وكلما زاد انتقادها لي
أهرب أكثر
/
أبي محامٍ شعبيٌ
لا يُتقنُ الحفاظ على النقود
يعرف كيف يعيش
ويكون محبوباً
ومركز ود
بسهولة.
لا أشبهه أبداً…
/
جميعهم تداولوا كرس السلطة
أختي الكبيرة
أخي الصغير
أخي الأصغر
جدّتي
جدّي
الضيوف
القطط
الطقس
الفقر
الأيّام
جميعهم تداولوا كرسي السلطة
عدا أمي
- بيكاسو
بدأتُ الكتابة
وأنا لا أعرفُ شيئًا عن بيكاسو
مع هذا، أقول له:
يا معلِّم!
- بلاهة
أرى الناس
يتحدثون…
في عمر السنتين
اليوم
غدًا…
لا شيءَ تغيّر…
نحن على الرصيف،
ننتظر الكائنات الفضائية.
- هدف
أريد إعادة الشعر إلى الأرض
- هوامش
الملل اكتشاف
/
الوحدة
موقف
ليست سلوكًا
رغبة بأن تملك وعيًا ما
نقاءً ما
أن تخرج من النهر
أن تخفّف عدد ما تراه
لترى
/
أن تكون خارج السياق هو المبرّر الوحيد
لأن تكون
- القصائد
خارجة عن القانون بالضرورة
تراوح بين الوحدة والعالم