حسام الدين محمد : خلية «لوليتا» في طهران: نساء في مواجهة الطغاة!

0

تخترق آذر نفيسي، في كتابها الآسر «أن تقرأ لوليتا في طهران» حجبا كثيرة، يمكن أن تبدأ من تشادور الجمهورية الإسلامية المفروض على من تسميهن «بناتها»، وهنّ المجموعة من الفتيات والنساء اللاتي قررن حضور الدروس في بيتها كل يوم خميس، لتحليل روايات مكتوبة بالإنكليزية، ولا تنتهي إلا مع تحطيم أوهام جيلها اليساري، وتقديم حساب مكشوف لتحطم أحلام الأمة الإيرانية نفسها.
نكتشف مع نفيسي أن اجتماعا لا تعلم به السلطات لفتيات لتدارس روايات «لوليتا» و»غاتسبي العظيم» و»الكبرياء والتحيز» و»ديزي ميلر» وغيرها في بيت نفيسي، على بساطته في مجتمعات أخرى، هو فعل بطوليّ لأنه يتحول إلى تحليل «البذرة التي تخرج منها كل الديكتاتوريات»، كما تقول، فعبر تحليل هاته النساء العميق لتلك الروايات، واستكشاف طبقات فهم لها، يبدأ تحليل لحيواتهن الخاصة، بحيث يغدو الأدب صدى لتلك الحيوات، وتغدو تلك الحيوات تمثلات لذلك الأدب، وخلال هذا التجربة الحميمة تقوم المؤلفة وتلاميذها عمليا باستكشاف أشكال الطغيان التي تصادر أجسادهن وأرواحهن.
يبدأ الكتاب من فكرة بليغة جدا، حين تكتشف «الخلية» كيف يقوم بطل «لوليتا» هومبرت بالدفاع البارع عن جريمة اغتصاب فتاة في الثانية عشرة من عمرها، حيث يبهر الجميع ببلاغته وبراعته في الخطابة، مهيبا بأخلاقنا وضمائرنا أن نكون مؤيدين لأفعاله مبرئا نفسه، ومورطا ضحيته، ومن هذا التحليل العميق للرواية تأخذنا نفيسي في رحلتها العظيمة بين الأدب والحياة اليومية والسياسة، فتشبه أسلوب مغتصب لوليتا بخطابات القادة الثوريين الزاهية، مقارنة بنتائج ممارساتهم الديكتاتورية (تستخدم نفيسي تصريحا للخميني بعد أن أضرم أتباعه النار في دور السينما يقول: نحن لسنا ضد السينما وإنما نحن ضد البغاء).


وتنسحب هذه الفكرة على الأعمال الأخرى التي تقوم نفيسي بتدريسها لطالباتها، فتعليقا على رواية «غاتسبي العظيم» تقول إن غاتسبي أراد ان يحقق حلمه بأن يستعيد الماضي فاكتشف في النهاية أن الماضي مات وأن الحاضر زائف ولم يعد ثمة مستقبل فتتساءل: أليس هذا شبيها بثورتنا التي جاءت باسم ماضينا الجمعي المتراكم، وحطمت حياتنا باسم الحلم؟ وبعد أن تحكي لها إحدى طالباتها، كيف أعدمت طالبة أخرى لها في السجن، وعن زواجها بعد إطلاق سراحها تقول نفيسي، إن متعة قراءة الرواية استحالت إلى غصة في الذاكرة، لأنها ارتبطت بحياة «مهتاب» في السجن وبإعدام «راضية».
ومن جين أوستن، كاتبة «الكبرياء والتحيّز»، تخلص نفيسي إلى أنه في روايات الكاتبة الإنكليزية يكمن الشر في عدم القدرة على «رؤية» الآخرين، ما يؤدي إلى عدم التعاطف معهم… نحن جميعا نمتلك في داخلنا القدرة على أن نكون الرقيب الأعمى، وأن نفرض على الآخرين رؤانا ورغباتنا الخاصة. وتعود إشارة نفيسي لـ»الرقيب الأعمى» إلى شخص شبه كفيف عمل حتى عام 1994 رقيبا للسينما، وقبلها رقيبا للمسرح، حيث كان يجلس فيما أحد مساعديه يشرح له كل ما يجري على خشبة المسرح، ليعطي الرقيب أوامره بعد ذلك بحذف الأجزاء غير المرغوب فيها. وبعد عام 1994 أصبح هذا الرقيب رئيسا للقناة التلفزيونية الجديدة فأخذ يطالب كتاب السيناريو ومعدي البرامج بأن يقدموا له أعمالهم على أشرطة صوتية، وأن ذلك الأمر أصبح تقليدا يتبعه من خلفه في ذلك المنصب في صورة هائلة لطريقة الرؤية المشوهة والفظة للعالم من قبل المسؤولين الإيرانيين.

خلال عملها كمدرسة في الجامعة تقترح نفيسي إجراء محاكمة لرواية «غاتسبي العظيم» فيحاكم ممثل السلطة المتحمس الرواية ويطالب بمنعها بسبب نشرها للفساد (ضمن محاضرة طويلة عن الإسلام والامبريالية والفساد والجواسيس الخ)، فيما تقدم طالبة دفاعا مدهشا عن الرواية متسائلة إن كان الثوريين أناس بلا عواطف وان كان ممكنا أن يقعوا في الحب او يستمتعوا بالخيال، وتنتهي المحاضرة بحديث نفيسي، الذي هو بالأحرى حديث عن جيلها والإيرانيين بمجملهم، عن قدرة بطل الرواية، غاتسبي، على «موهبة خارقة للعادة على صنع الأمل»، وأن الرواية تتحدث عن «ضياع الوهم»، كما نرى أنه حصل معها أيضا.
تتذكر نفيسي أحد طلابها في الجامعة المحسوبين على السلطة فتشير إلى أنه لم يبد الا نادرا أي إشارة تعلن أنه قرأ الروايات لكنه كان يرعد ويزبد حول الشر واللاأخلاق ليس أكثر، وأخذ على عاتقه مهمة تثقيفها بكتابة مقتطفات من أحاديث الإمام الخميني في أجوبته، وكانت معظمها تتركز على تفسخ الغرب ويمرر في دفتر ملاحظاته قصاصات من الصحف لتقارير عن الجريمة والفساد في أمريكا أما السيد نحوي فيدس بين ملاحظاته كراسة عن «الأدب وارتكاب المعاصي» أو «مفهوم الأدب الإسلامي» وما شاكله


في هذه الأثناء كانت عمليات إحراق دور النشر ومحال بيع الكتب جارية بتهمة الترويج لأعمال لا أخلاقية واعتقلت روائية بسبب كتاباتها متهمة بنشر البغاء، وتواصلت الاعتقالات لتشمل الصحافيين وأغلقت صحف ومجلات وخضعت للرقابة الصارمة او المنع مجموعة من اعمال أهم شعراء إيران الكلاسيكيين مثل جلال الدين الرومي وعمر الخيام.

انتهاك الحياة اليومية

تصف إحدى التلميذات تجربة وجودها ضمن درس نفيسي الخاص بارتقاء يعلو بها عن أرض الواقع فتنعم ببضع سويعات في الشمس والهواء والفضاء المفتوح، ثم ما أن ينتهي الدرس، حتى تعود إلى زنزانتها من جديد، وهو ما يحبط نفيسي التي تريد أن تنقل التلميذات الشمس والهواء والفضاء المفتوح إلى حيواتهن، بل أن يتحدين الواقع القمعي الذي يتربص بهن خارج الغرفة، والثأر لأنفسهن من الذين استبدوا بحيواتهن، غير أنها تكتشف أنه لم يكن بإمكان الفتيات أن يجدن الحلول لمشكلاتهن الخاصة، بذلك الاتقان الذي استطعن به حل مشكلات «إيما بوفاري» و»لوليتا».
إحدى تلميذاتها اعتقلت حين كانت مع ست من صديقاتها بوجود شاب، ورغم عدم اكتشاف أي «تجاوزات» تم وضع الفتيات في السجن 48 ساعة، حيث أخضعن لفحص العذرية وخضعن لمحاكمة صورية مختصرة وأجبرن على التوقيع على وثيقة يعترفن فيها بذنوب لم يرتكبنها ثم حكم على كل واحدة منهن بخمس وعشرين جلدة. وتعلق نفيسي على ذلك بالقول: «سيدين الأجانب التعذيب والإعدامات والتطرف في انتهاك حقوق الإنسان، لكن ماذا عن انتهاك حياتنا اليومية العادية مثل رغبة إحدانا في ارتداء زوج من الجوارب الوردية؟»، مستنتجة إن أسوأ الجرائم التي يمكن أن ترتكبها عقول الأنظمة الشمولية هي، أن تجعل مواطنيها، وبضمنهم ضحايا، شركاء في جرائمها، حينما ترقص مع جلادك وتشارك بنفسك في حكم الإعدام على نفسك. ذلك الفعل هو أقصى درجات الوحشية.
تصل نفيسي، مع نهاية تجربتها، إلى إحساس حادّ بعدم قدرتها على احتمال المزيد من انتهاك حياتها اليومية، فالقارئ يكتشف أن هذا الانتهاك لا يقتصر على إجبارها، ككل نساء إيران، على ارتداء الحجاب، بل يتوسع جدا ليطال تفاصيل لا تصدّق كمنع الماكياج، أو ركض الفتاة في مدرج الجامعة، أو تخضيب أظافرها، وتسمح هذه «الجرائم» لحراس الأخلاق بتفتيش الفتاة واتهامها وجلدها وسجنها، وأحيانا إعدامها.
تعدد نفيسي تفاصيل العنف القانوني الكبير الذي تعرضت له النساء بعد الثورة، فقبل إقرار الدستور كان أول قانون ألغي هو قانون حماية الأسرة الذي يضمن حقوق المرأة في البيت والعمل، وخفضوا سن الزواج من 18 إلى 9 (وقالوا إن ذلك يعادل ثماني سنوات قمرية ونصف السنة) وأصبحت عقوبة الزنى والبغاء الرجم بالحجارة حتى الموت، واعتبر حق المرأة نصف حق الرجل، وأصبحت الشريعة هي المرجع الأساس في الحكم.
وتحكي الكاتبة كيف شهدت في شبابها وصول امرأتين إلى منصب وزير حكمتا بعد الثورة بالإعدام بتهم «ارتكاب المعاصي» و»نشر البغاء»، وفي حين نجت الأولى لأنها خارج البلاد، وضعت الثانية في كيس وتم رجمها أو رميها بالرصاص حتى الموت، مستنتجة أن «القانون كان أعمى فعلا في حالتنا: فلم يكن يقيم أي اعتبار لدين أو عرق أو مذهب في سوء معاملته للنساء».
تحكي لها إحدى تلميذاتها كيف تعرفت في السجن على فتاة كانت خطيئتها هي جمالها الفتان. أدخلت السجن بتهمة ملفقة تتعلق بالأخلاق فاحتجزوها ما يزيد على شهر وتناوبوا على اغتصابها فكان يستلمها سجان ليسلمها لآخر، وكانوا «يزوجون» العذارى للسجانين ليقوموا بإعدامهن بعد ذلك لأنه إذا ما قتلت المرأة وهي عذراء فستدخل الجنة.

وتخلص نفيسي إلى أنه طالما بقينا نناضل من أجل الحرية السياسية، من دون أن ندرك أنها ترتكز تماما على الحرية الشخصية، فإننا لا نستحق تلك الحقوق السياسية التي نطالب بها، وحين يصبح الشر فرديا وشخصيا وجزءا من الحياة اليومية (وتمتنع إمكانيات التغيير السياسي) تصبح مقاومته هي الأخرى فردية، ويصبح السؤال الجوهري والأهم هو كيف للروح أن تقاوم وتبقى على قيد الحياة؟ ويكون الجواب الأهم هو: التمسك بالحب والخيال.

هجاء الخميني ونقد اليسار

مستخدمة تعبيرا لأفلاطون تصف نفيسي الإمام الخميني بـ»الفيلسوف الملك» وتورد العديد من التصريحات التي طبعت الجوّ السياسي لإيران بطابعها حتى وفاة قائد الثورة الإيرانية، فبعد إقفال صحيفة «اينديفان» التقدمية الأوسع انتشارا في إيران واندلاع سلسلة من التظاهرات العنيفة، خطب الخميني في الإيرانيين قائلا: «لقد صبر عليكم المتدينون والمعممون، ومنحوكم الفرصة، فبعد قيام أي ثورة يكون مصير بضعة آلاف من الأفراد الفاسدين الإعدام علنا، ثم الحرق وينتهي الأمر، فأي ثورة هذه التي تسمح للفاسدين أن يصدروا صحفا؟»، وإذا كانت الصحف ممنوعة فالأولى أيضا أن تمنع الأحزاب وعليه يقول: «سوف نغلق كل الأحزاب ما خلا حزبا أو بضعة أحزاب، يمكننا أن نطمئن إلى أنها ستتصرف بشكل مناسب، فقد أخطأنا حين اعتقدنا بأننا نتعامل مع بشر»، أما حول قتل المعارضين سياسيا فيرى الخميني أن: «محاكمة المجرم هي ضد حقوق الإنسان لأن حقوق الإنسان، تطالبنا بأن نكون قد قتلناهم أصلا منذ اللحظة التي نعلم فيها بأنها مجرمون» وردا على انتقادات المنظمة الدولية لحقوق الإنسان تورد نفيسي قول الخميني: «ينتقدوننا لأننا نقوم بإعدام البهائم».
يوم وفاة الخميني تنظر ابنة الكاتبة من النافذة وتقول لأمها: ماما لم يمت. النساء ما زلن يلبسن التشادور، وتعلق نفيسي على ذلك بقولها: لقد كانت على حق لأنه في اليوم الذي تكف فيه النساء عن ارتداء التشادور في العلن سيكون يوم وفاته الحقيقي، وستصل ثورته إلى نهايتها، وحتى ذلك الحين سيبقى يعيش معنا، مستنتجة أن الخميني نجح في تدمير الواقع والحلم. واقعنا نحن وحلمه هو، وتعتبر أنه «فعل بنا ما فعل ونحن طائعون مستسلمون فمنحناه صك القبول وكنا أهم شركاء له في الجريمة».
ويتهم الكتاب اليسار الإيراني بدعم قيادة الثورة الإيرانية عبر تقبل مواقفها المناهضة للحريات الفردية، وهو ما سهل على السلطات تمرير القوانين الرجعية، وهكذا دعم حزب توده الشيوعي وتنظيم الفدائيين الماركسيين الرجعيين المتشددين ضد من كانوا يصفونهم بالليبراليين، وتورد نفيسي قولا لأستاذة يسارية تقول فيه إنها «مستعدة لارتداء الحجاب من أجل عيون الاستقلال ومحاربة الإمبرياليين».
تشتبك المؤلفة مع اليساريين ممن كانوا في بداية الثورة يتذرعون بأن ثمة «سمكة» أكبر يجب طبخها، وبأنه لابد من محاربة الإمبرياليين وعملائهم، في الدرجة الأولى، أما التركيز على موضوع حقوق المرأة فهو أمر فردي وبرجوازي، متسائلة: «أي إمبريالية وعملاء تقصدون: الوجوه المدماة الذليلة التي تعترف في التلفزيون كل ليلة بجرائمها؟ أم المومسات اللواتي رجمن حتى الموت مؤخرا؟ أم مديرة مدرستي السابقة التي اتهمت مثل المومسات بالفساد في الأرض والجرائم الجنسية، لأنها كانت وزيرة للتعليم؟». بوصفها للأساليب التي استخدمها القادة الإيرانيون ضد معارضيهم بما قامت به أنظمة عربية لقمع الاحتجاجات، ضدها فتذكر كيف جاءت السلطة بحافلات ملأى بعمال من مختلف المصانع، بالإضافة إلى البلطجية وقطاع الطرق وأفراد الميليشيات، وقد سلحوهم بالسكاكين والعصي ليقوموا بتظاهرة مضادة للطلبة، وتشير إلى أن السلطات اختارت نكاية باليساريين الذين كانوا ينظرون لهؤلاء نظرة مثالية بصفتهم «حلفاءهم الطبقيين». وبعد أن ساند اليساريون الثورة في بداياتها صاروا لاحقا ضحيتها وتُسائل الكاتبة نفسها: «هل كان ممكنا لرفاقي القدماء أن يتوقعوا أن يأتيهم يوم يحالون فيه إلى المحاكم الثورية فيعذبون ويقتلون بتهم الخيانة والتجسس؟»، وتقول إنها «ذات يوم اذ كنت اتصفح جريدة الصباح طالعتني صور علي وفرمارز وأصدقاء آخرين من الحركة الطالبية فهمت في اللحظة بأنهم أعدموا».
بعد تجميع العديد من الوقائع لعقلية وأساليب اليساريين تصل نفيسي إلى نتيجة مؤلمة لكل ذلك بقولها: لو كان اليساريون استلموا السلطة لفعلوا الشيء نفسه.
عبر قراءتها للواقع المأساوي والهزلي للسنوات التي تبعت الثورة الإيرانية عام 1979 تفتح نفيسي وتلميذاتها أبواب قراءات معمقة للروايات، كما أن تلك الأعمال الأدبية تفتح لهن أبوابا لفهم الواقع بشكل تندمج فيه قصص الروايات بقصصهن وتساهم في تحديد مصائرهن، أما الصراع السياسي على امتلاك روح الأمة الإيرانية فيغدو صراعا شخصيا معهن، كما أنه صراع لنبذ واقصاء وتدمير الأدب من قبل الحكام أو على الدفاع عنه وعن معناه وموجوديته وحتى أبطال رواياته من قبل «الخلية السرية» لفتيات نفيسي.
تعيد نفيسي إدخالنا في السنوات المحمومة للثورة الإيرانية والحرب مع العراق وللقمع الذي مورس على الاتجاهات السياسية كافّة، وعلى الإثنيات والأقليات، وعلى النساء خصوصا، وتسحبنا، بسبب ذلك، لمساءلة مواقعنا في الثورات والأحداث الكبرى الكثيرة التي شهدناها، وتشعرنا بأننا ما كنا لنكون حياديين في تلك الحقبة، أو أي في حقبة رهيبة أخرى يعتمل فيها مفاعل التغيير، وبالتالي فسنكون أبطالا، أو أبطالا مضادين، أو شهودا حياديين، حسب منظورنا للأحداث وتقلباتها، وبين عوامل كثيرة، ترتبط بمواقعنا الاجتماعية أو السياسية أو الأيديولوجية، سيكون الأدب أحد العوامل المحددة لمواقفنا وطريقة اشتباكنا مع الأحداث.

لقراء المقال من المصدر انقر هنا

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here