حارس المرمى

0

للشاعر الدانمركي كلاوس نيفا

ترجمة وتقديم: نادر القاسم*

مجلة أوراق العدد 12

ترجمات

  كلاوس نيفا هو شاعر دنماركي من مواليد عام 1977 وقد ولد في مدينة فيبورغ، وهو مؤلف ومحاضر ومعلم ثانوي. يعيش حاليا في مدينة البورغ منذ عام 2009. وقد سبق له أن نشر مختارات الراب والشعر Rødder في عام 2014 مع مغني الراب Per Vers. نشر كلاوس نيفا كتاب للأطفال The Fly on the Wall في عام 2016، وله العديد من الكتب، وله ديوان شعر مشترك باللغة الدنماركية مع كاتب هذه السطور، وقد صدر عام 2017، تحت عنوان “قصائد من حلب قصائد من البورغ”.

سيصدر للشاعر في نيسان القادم  ديوان “ملاك الفوتبول”، ويترافق ذلك مع بطولة كأس أوربا لكرة القدم، وهو ديوان مختلف عم هو سائد في الشعر، وربما له الريادة في هذا المجال إذ يتناول نجوم وأساطير كرة القدم في القرن العشرين والقرن الحالي، ومما لفت انتباهي أكثر هو تخصيصه قصيدة لحارس مرمى الثورة وأيقونة من أيقونات الثورة السورية الشهيد عبدالباسط الساروت، ويشعر المرء بالغبطة والفرح لهذا الاهتمام النخبوي من شاعر دنماركي بشخصية سورية كان لها دور فاعل في الثورة والحدث السوري، وأن تشاهد اسم الساروت إلى جانب أساطير كرة القدم من بيليه إلى ميشيل بلاتيني وكرويف وماردونا وميسي وآخرين مما دفعني لنقلها إلى قراء العربية، وذلك لأهميتها ولخصوصيتها السورية، وكنت قد تواصلت مع الشاعر فأبدى ترحيبه الحار بهذا العمل.

غلاف المجموعة الشعرية “ملاك الفوتبول”

حارس المرمى

(إلى عبد الباسط الساروت)

جاءتْ الأغنيةُ بتوقيتٍ غيرِ متوقعٍ

لم تستطعْ تَجنَّبها

ومن ثم غنّيتَ

وغادرتَ مرماكَ لهدفٍ جديد.

من أجلِ مهمتكِ الجديدةِ

خلعتَ قفازتيك *

وألقيتَها

عندَ

قدمي

عدو الشعب.

لذلك وقفتَ هناكَ

وسطَ بحرٍ من الناسِ

وغنّيتَ مثلَ أورفيوس السوري.*

من أجلِ بلدِكَ

كنتَ أعظمَ حارس مرمى

 في قارة آسيا

تركتَ قلبكَ وروحكَ تغني أولاً

ومن ثم حملتَ بين يديكَ

البندقيةَ الآليةَ

دفاعاً عن حمص.

رسم الفنان مارتن بوير.

رأيتُكَ في فيلمٍ

رأيتُ عدمَ رضاكَ

والحزنَ العميقَ في عينيكَ

على ما نذرتَ له نفسكَ

من أجلِ الهدفِ الأخيرْ.

في حالةٍ ميئوسٍ منّها

وبعد ثمانِ سنواتٍ من الحربِ الأهليةِ

سقطتَ في حماه

وفي غيرِ مدينتكَ

وجدتَ اخيراً قبرْ.

رأيتُكَ ثانيةً

رأيتُ نفسَ اللحظةِ

أعرفُ ذلكَ من صديقي السوري هنا.

تقتربُ الأغنيةُ من الخفوتِ

ولكنَّ الزمنَ سيجدُ مرةً أخرى هدفاً جديداً

من أجلِ الدفاعِ عن بلدٍ

أَطلقوا عليه ذاتَ يومٍ

اسم سوريا.

*شاعر سوري مقيم بالدنمارك

*خلع القفازات في العصور الوسطى هو لطلب المبارزة النبيلة من العدو.

*أورفيوس ‏ كاتب وموسيقي أسطوري اغريقي ونبي في الديانة اليونانية القديمة وفي الميثولوجيا الإغريقية.

* اللوحة المرافقة للقصيدة في الكتاب والتي يظهر فيها عبد الباسط الساروت مع علم الثورة هي من