ترجمة محمد زعل السلوم
يأخذ شعراء التيزانتزانية (tzantzismo) اسم حركتهم من كلمة القبيلة الأمازونية شوار (jivaro) tzantza، التي تشير إلى تقليص الرؤوس الشهيرة التي صنعها محاربو هذه المجموعة العرقية الأمازونية مع زعيمهم الملقب (كابوت) لإرهاب أعدائهم المهزومين. وهذا هو السبب في أن هؤلاء الشعراء عُرفوا أيضاً تحت الاسم الجميل “قاطعي الرؤوس”!؟.
الحركة التيزانتزانية : tzantique ، tzántico)) هي حركة احتجاجية أدبية وفنية ظهرت في الستينيات من القرن العشرين في الإكوادور. وأطال معتنقيها الشباب لحاهم وارتدو زي غيفارا تكريماً لفيدل كاسترو وباربودوس، ويقول الكاتب الفرنسي فلوران بوشاريل مترجم القصائد عن الإسبانية للفرنسية : “ولا أجرؤ على تصديق أن هذا قد يكون له تأثير على أسلوب ثقافة الهيبيين في أمريكا الشمالية وأوروبا … ومع ذلك، هناك أسبقية للتيزانزيتكيين على الهيبيين”، ومنذ ذلك الحين، إذا بدا أن هذه الظاهرة الأخيرة قد ظهرت فقط منذ عام 1964، فقد وقع التيزانتزيك الملتحين أول بيان لهم في أغسطس 1962 (بعد ثلاث سنوات من الثورة الكوبية). وتشترك الحركتان (التيزانتزيكية والهيبية) في نفس مبدأ الرفض الجذري للقيم البرجوازية.
قصيدة بلا دموع (Poema sin llanto) للشاعر أولر غراندا
(ويعد أهم شعراء الحركة التيزانتزيكية الأدبية على الإطلاق)
قُتل اليوم الخادم الهندي (خوان)،
قُتل بعصا في وضح النهار،
قُتل لأنه هندي،
لأنه يعمل عن ثلاثة رجال
والذي لم يدفع عنه الجوع أبداً،
لأنه جر المحراث بالثيران،
لأنه كان نائماً على الأرض
يغطي نفسه بسوء حظه،
لأنه أحب الأرض
كما أحب الأشجار
لقد قُتل لأنه كان طيباً،
لأنه كان حيوان عمل.
مكث هناك
ملطخاً بالدماء من روحه إلى القدمين،
بقي هناك ووجهه للأسفل
بحيث لا يرى حقول القمح
وجهه المهشم،
بقي
مثل العشب
بعد مرور الخيول
ولا أحد ينبسُ ببنت شفة.
لقد قُتل دون أن يلاحظه أحد،
دون أن تكون مهمة لأي شخص.
تواصل الريح تجوالها،
وكالعادة تحلق الطيور في دوائرها،
فيما يبقى المرج الممتد غير سالك.
لا شيء آخر،
قتله رئيسه في العمل
لأن الدافع ببساطة قد استولى عليه.
مناجاة (Soliloquio) للشاعر أولَر غراندا
أصابع معاصرة،
أصابع قاسية
أبناء العم والجيران أو الغرباء،
أصابع لا علاقة لها
أصابع جائعة
الأصابع بشكل عام أعطني لحظة من الاهتمام :
البحر وأنا
كانت مثل إصبعين من اليد،
لكن الأشياء تحدث
وكأن شيئاً لم يكن يحدث.
آذان
بدون آذان
بدون عيون
مقطوعة الرأس
– بولين ، أنا أكرهك
عندما تزعجينني
بينما سأقول شيئاً مهماً،
آذان الشارع،
النادي، الخنازير …
هناك ثقب مفتاح في بشرتي
من خلالها يمكنك البحث.
الأسنان القديرة
أسنان مبتذلة
أنياب بلا مشاكل،
أدعوكم للمشاهدة،
لأنه – تماماً مثل الأرز –
تحب أن تتغذى على العلاقات الحميمة.
في انسجام تام، وكل نهج،
الأقرب،
الأقرب،
أقرب بشكل استثنائي،
حتى بيني وبينك
لا يمكن تمرير الظفر.
اسمعني :
قتلت البحر.
لأن كل يوم
كانت هناك عين بحر على الجدران،
استولت علي ذراع من البحر
اصطاد البحر الصيادين،
في كل باب البحر.
قطة تواجه البحر،
رأس الحفرة
مصنوعة من البحر
نعل حذائي.
لن تتركني بسلام
لم أستطع أخذ البحر بعد الآن،
حتى اليوم حيث
– عند نقطة الإنفجار –
نزلت بشكل محموم إلى البحر
وفي الفم أي على شاطئ البحر
لقد غمرتُ البحر
وأغرقتهُ.
……………أؤكد لك،
……………… رأيت البحر في عذاب
……………و مع ذلك
…………… في الغرفة المجاورة
………………. زئير البحر.
لذلك،
بدون تفكير مرتين،
أفتح البحر مرة أخرى،
أبحث،
وما زلت أبحث،
أفتش في أدراجه،
أغمس نفسي في الملح،
أنا أصعد ضد الأمواج.
أنا بحاجة إلى معرفة،
أين أنت بحق الجحيم
التي تعلق على مادريبوري،
أين محار اللؤلؤ
وبنات نيريوس(1).
لكنها غير مجدية،
تم إلقاء القنابل بالأمس،
البحر محترق،
وفي وسط عظام السمك
والشعاب المرجانية غير دموية،
قاتم
يطفو في الماء الميت.
……………لا محالة
……………… الكلمات تتعب،
………………. تأتي لحظة
…………… حيث نصف كلمة أكثر من اللازم.
يجب أن أكون صامتاً،
أدر ظهرك لي
املأ الخانات
حيث خرجت الكلمات الي.
ربما
هل سيكون أفضل
اطلق لي حربة.
لكن البحر يغرقني
على دمي تحوم طيور القطرس
وعندما أغرق في الصمت
الماء المالح يهشم حلقي.
البحر وأنا
على الرغم من أنني لا أحب البحر،
البحر بيتي،
هيكلي العظمي
غطاء السرير الأخضر الذي أفتقده،
البحر صنع ربطة عنق،
البحر تحت سترتي،
البحر الذي يحمل اسمي
البحر انا.
…………… لكن مرة أخرى
……………… مرة أخرى بالرغم من كل شيء،
……………… لن يكون هناك مكان تطأ فيه قدمك،
……………… حيث وضع قذيفة،
……………… إذا فجأة
…………… .. كان هناك واحد بالرغم من كل شيء…
على متن نوفمبر،
مع مرور الوقت،
دون أن يلاحظه أحد،
دون أن يهتم به أحد،
بهدوء أقول :
لست حزينا،
انا ايضاً لست سعيداً
أنا ببساطة
مثل السحلية.
ومرة أخرى
مع ذلك،
دون معرفة سبب قيامي بذلك :
ربما لأنه ربما،
ربما
لإقناعي أنني على قيد الحياة
أنا أعض رأسي وأندم
تسقط سمكة قرش على رقبتي.
لأنه ربما ابداً
ربما
لتقديم تفسيرات
للمرة الأولى والأخيرة
اسمعني :
لم يبق سوى زنبق ماء واحد،
لا يوجد مكان لك
من الأفضل أن تذهب :
هنا الموت جائع.
……………… حول البحر،
…… من الأفضل أن أقول :
…………… عن الحياة.
……………… اليوم سأقول الحقيقة
……………… حتى لو كلفني الدم.
ليس صحيحا أنه كان صديقا
ارتفعت الريح،
ليس من المؤكد أنني كنت سفينة،
ولا أنه كان هناك زنابق الماء
عندما جنحت في تلك الليلة.
أبداً في أي وقت رصيف الميناء،
طائر،
لا شيء.
من السهل جداً قول:
لدي طحالب في روحي.
الواقع مختلف تماماً.
كنت أرغب في عبور البحر
سيراً على الأقدام،
هذا كل شيء.
لا أعرف أي بحر آخر
غير كوب ماء.
S.O.S. (طلب نجدة) للشاعر أولر غراندا
هنا الاكوادور
جرح الأرض،
عظم مقشر
بالريح والكلاب.
هنا الدم يمتصه الرمل،
الحجارة تتساقط منا.
هنا
منفت الجبال في البطن،
تزوج
أسماك أجنبية.
هنا
جوع،
الهنود رُكلوا مثل الحيوانات،
المروج البرية،
الجلد تحت النجوم.
هنا
حتى تربتنا
ليست لنا.
لا شيء يخصنا،
مياهنا
تُباع لنا في زجاجات،
الخبز يكلفنا عيون الرأس
وحتى الموت
عليك أن تدفع الضرائب.
على طول الهواء،
منتصف الحلم
في اللدغة المتقطعة
غداء،
لإسقاطنا
يحفرون الثقوب.
هنا،
مسدس سريع
لذبح الغربان.
- نيريوس (باليونانية: Νηρεύς)، في الأساطير اليونانية، وهو الابن الأكبر لبونتوس (البحر) وغايا (الأرض)، وهو والد النيريات الخمسين اللاتي نسبن إليه. وهو يظهر كشيخ محسن وموقر من البحر، وهو رجل حكيم ومتنبئ ماهر، ولكنه كان مثل بروتيوس، لا يكشف ما يعرفه إلا تحت الإكراه. وهكذا قبض عليه هرقل أثناء نومه، وعلى الرغم من أنه حاول الفرار بالتشكل بأشكال مختلفة، فقد اجبره على الكشف عن مكان تفاحات هيسبيريديس. وكان مسكنه المفضل هو كهف في أعماق بحر إيجة. بنات نيريوس الخمسين، ويسمين النيريد، هن تجسيد للبحر الهادئ. ومنهن ثيتيس، وأمفيتريت التي تحكم البحر وفقا لأساطير مختلفة؛ غالاتيا هي شخصية صقلية تتلاعب بعشيقها على الشاطئ وهو بوليفيموس وتوهمه. ويمثل نيريوس مع صولجان وترايدنت، هي صورة Nereids كما عوانس رشيقة، يرتدون ملابس خفيفة أو المجردة، ويركب على تريتون والدلافين. (تعريف نيريوس عن الويكيبيديا العربية)