تتابع رابطة الكتاب السوريين بغضب عارم هجمة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على أحياء القدس المحتلة، ضمن سياسة التهويد التي تتبعها الأخيرة منذ احتلالها للمدينة العربية عام 1967.
إن ما جرى في الأيام الماضية من محاولات لتهجير سكان حي الشيخ جراح، جزء من مخطط معلن لتغيير الوضع الديموغرافي للمدينة المقدسة، يعرف الشعب الفلسطيني ومعه الشعوب العربية والإسلامية أن قوات الاحتلال تحاول التعجيل فيه، في ظل الوضع العام المتردي، فلسطينياً وعربياً، حيث تغيب مصالح الشعوب عن سياسات الحكومات والأنظمة، وتحل محلها سياسات الاستحواذ على المقدرات، وإفقار الجماهير، وقمع قواها الحية، والمضي في طحن الثائرين ضد التسلط.
غير أن ما لا تدركه قوى الاحتلال، والأنظمة التي تدعم سيطرته عبر قمع الحريات ومنع الشعوب من امتلاك زمام أمرها، أن شرارة حي الشيخ جراح، في القدس، التي أشعلت الهبة الشعبية في فلسطين، والمظاهرات الداعمة لها حول العالم، إنما هي صوت لكل الشعوب الحية التي ما زالت تقاوم.
إن رابطة الكتاب السوريين كإطار يعبر عن المثقفين، الذين أرادوا أن ينقلوا للعالم من خلال الأدب والفن والفكر مأساة الشعب السوري، بعد أن قتلت الدكتاتورية مئات الألوف من أبنائه، لمطالبته السلمية بالحرية، وشردت الملايين، في انتهاك تام لقواعد القانون الدولي.
تقف بكل مبدئية ضد الجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وسياساتها الإرهابية، التي تنفذها تحت بصر العالم وسمعه، بلا مبالاة بمبادئ الإنسانية والقانون الدولي.
وإذ تحيي الشباب الثائر المتضامن في شوارع القدس وكل المدن الفلسطينية والعربية والعالمية، فإنها تدعو الكتاب والمثقفين السوريين والعرب وكافة القوميات، إلى تجسيد دعمهم لقضية الشعب الفلسطيني، عبر الكتابة وكافة أدوات التعبير الممكنة.
المجد للثائرين في شوارع القدس العربية، يحمون هويتها، ويذودون عن مقدساتها.
والحرية لفلسطين وسوريا، وكل الشعوب المقهورة والمضطهدة.