تتقدم قوات النظام السوري بمؤازرة من ميليشيات طائفية متعددة الجنسيات وبغطاء جوي روسي كثيف يعتمد استراتيجية “بساط الدمار”، باتجاه مدن وقرى الشمال الغربي السوري، مستفيدة من اتفاق ضمني او مكتوب بين القوى الإقليمية والدولية المعنية بمصير هذه المنطقة بمعزل عن السوريين وعن السوريات، مخلفة دماراً هائلاً وموتاً للزرع وللضرع، كما للإنسان السوري. هدفها الأول، والمعلن جهاراً منذ اندلاع الاحتجاجات السلمية سنة 2011، هو ابقاء الطاغية وطغمته في الحكم. في صلب هذه الحرب المعلنة والتي تجري في ظل لا اكتراث أممي، يُرمي على طرق اللجوء والهجرة، مئات الآلاف من المدنيين الذين ظنوا يوما بأن مطالبتهم بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية هي مطالب شرعية لا تستحق الاعتقال والتعذيب والموت دونها. وعلى الرغم من ادعاءاته المتواترة الكاذبة، فالمجتمع الدولي يتميّز بصمته الشريك في الجريمة وهو ما فتئ يهمل الشأن الإنساني السوري. إن رابطة الكتاب السوريين، تُدين قتل الأبرياء وقمع الحريات وتدمير المدن والبلدات والقرى السورية وسرقتها العلنية وهي الممارسات القائمة منذ لجوء أجهزة السلطة الى العنف الممنهج لقمع الحراك الاحتجاجي السلمي السوري سنة 2011. وعلى الرغم من الخيبة الكبرى التي اصابت مجمل مكونات المجتمع السوري من انعدام الاهتمام بمأساته، ومن شراكة مخفية في الجرائم ضده، ومن عجز المجتمع المدني الدولي عن اتخاذ الحد الأدنى من المواقف الأخلاقية المطلوبة منه، إلا أن رابطة الكتاب السوريين، وايمانا راسخا منها بدور المجتمع المدني، وهي إحدى تجلياته التحررية بعد أن تم تدجين المجتمع السوري طوال عقود، تناشد الصديقات والأًصدقاء من أعضاء المجموعات العربية والدولية، الثقافية والمهنية، الملتزمة بكونية حقوق الانسان، بتحمل مسؤولياتهم في مثل هذه المقتلة العمياء ومناشدة حكوماتها سعيا لاتخاذ موقف انساني في اقل تقدير أمام بشاعة الموت الممارس ضد السوريين.
رابطة الكتاب السوريين