“مرصد المتاهة.. الأخبار العالقة في المشهد” مجموعة قصصية صدرت حديثاً عن دار “تكوين” في الكويت، لثلاث كاتبات هنّ: سوزان خواتمي، أفراح الهندال، واستبرق احمد.
تعتبر الكتابة المشتركة لإنتاج عمل إبداعي تجربة حديثة نسبياً. اعتمدت المجموعة في متنها على أخبار من العالم تناقلتها الصحف والمواقع الإلكترونية، وتناولتها كل كاتبة من منظورها الخاص وأسلوبها ورؤيتها لتبني حولها قصتها المتفردة، فلا يبقى من الخبر إلا خيط رهيف من تفاصيله أو هامش مواز لمشاهد تتشظى بين الواقع والخيال، والممكن والمستحيل.
الكاتبات يتحدثن عن تجربتهن
تقول إستبرق أحمد: “تندفع ثقيلة في ممر طويل ولامع، تتدحرج متجهة إلى قوارير بيضاء متحفزة، هي كرة البولينغ رقم ٨ التي تناسبني وغيرها بالنسبة إلى اللاعبتين، لكنها في الوقت ذاته واحدة، تجري مسرعة، فإما انحراف عن مسارها وإما تحصد الأهداف.
هكذا هي الكرة/الخبر/الموضوع الذي انزلقت أخبارنا كثلاث كاتبات، للوصول إلى الكتاب/القصة التي تمثل تجربتنا في هذه المغامرة. هل وصلنا إلى ما نأمل ونريد؟ الإجابة للقارئ فقط. الذي نزعم هو أننا تصدينا للصعوبات/ للأسئلة، كلٌّ منا بأسلوبه، مدركات أننا في كثير من المرات، كنا نسبح في المتاهة مع وحش القلق”.
وتعتبر سوزان خواتمي أن “الكتابة مغامرة غير محسومة النتائج”، وتتابع: “لحسن الحظ أن النتيجة تتعلق بمتعة لا تعادلها إلا متعة قراءة عمل محفز. كانت فكرة “معمل البسكويت” في أولها تشجعني على اللا كسل.
من الطريف أننا خلقنا مناخًا للكتابة، فالأخبار الصحفية امتحان المخيلة. كان علينا أن نخوض في متاهات تضيق وتنفرج على هذا النحو أو ذاك من المواضيع الخاصة لندور عبر الكرة الأرضية. الجميل حقًّا أننا خرجنا برؤًى مختلفة، كل منها يخص قلم كاتبته وأسلوبها. فتح الأفق، تخطي العقبات، البصمة الشخصية. وأخيرًا… هاهو عمل مشترك بين يدي القارئ”.
من جهتها، تصف أفراح الهندال رحلة إبداعهن المشترك فتقول: “كنَّا نكابد الأنباء عبر مرصدٍ صغير يطل على متاهة هذا العالم؛ بين حرب وحمّى، وترحال كثير من الموت إلى الموت، وبينها صور كثيرة عن الحب والحياة، لا أعرف كيف يتم تجزئة هذه المشاهد المنهالة كلها بخبرٍ صغيرٍ قريبٍ من أخبار الوفيات؟ أو كيف يكون الاكتفاء بالحدث من دون تلمُّس تشظياته؟ أو كيف نقرأ الخبر مجردًا وفي المتاهة عوالم متوازية مضت أو قد تأتي يومًا ما! كنَّا نكابد الأنباء.. وفي كتاباتنا نحرِّر النبوءات”
المجموعة ضمّت 18 قصة قصيرة، ورسمت لوحاتها الداخلية الفنانة إيناس عمارة.
*تلفزيون سوريا