“الشهيدان عمر قدور”.. رواية يكتبها اسمهم الناجي

0

“الشهيدان عمر قدّور” هو عنوان رواية الأديب والصحفي السوري عمر قدّور، الثالث الذي شاء القدر أن يكون كاتباً ليخلّد “الشهيدين” من اسمه على صفحات روايته الجديدة.

جاءت الرواية في 176 صفحة من القطع الوسط، وهي من إصدار منشورات “المتوسط”، التي قدّمت توصيفها للرواية فقالت: بعد موت شخصين يحملان اسم الكاتب ذاته في كل من بلدتي “زملكا” في الغوطة الشرقية و”أطمة” بريف إدلب، يكتب قدور روايته باعتباره “النسخة الناجية من الاسم”.

تسلّط الرواية الضوء على أشخاص يعرف القارئ بعضهم ولا يعرف بعضهم الآخر، وأيضاً على شخصيات قد لا تكون موجودة في الواقع بذات الأسماء المذكورة في الرواية لكنها تتوزع، سابقاً واليوم، في كل سوريا وبلدان اللجوء، تحت أسماء مختلفة وضمن تجارب وقصص وحكايات لا تنتهي.

يبطئ قدور هنا رغبة الشهداء لنزول القبر ويزيد من زمن المسافة إليه وليس من المسافة نفسها، ليمنحهم الوقت ربما ليطمئنوا على من تبقى حياً وكي تكون الرواية شهادة ووثيقة لأجل من استشهدوا أو غيّبوا.

من الرواية

“في هذه اللحظة، أشعر بروح عُمَر قدُّور من زملكا تعانق روحي، يقول لي: لا تحزنْ، بسبب الوداع، سنهيم أنا وأنتَ معاً في الفضاء. أَلَا تُحبُّ رؤية زملكا؟ سآخذكَ، لنُحلِّق فوقها، سأُريكَ الغوطة كلَّها. لقد كنتَ طيِّباً معي، وكنتَ تأتيني بالأخبار المُفرِحة، سنتخيَّل معاً أخباراً سارَّة أخرى. سيكون لكَ بصيرة الميت، لكنْ، سأُعلِّمكَ كيف تُكذِّبها، وتحافظ على روحكَ من اليأس.

لم يكد يُكمِل كلامه حتَّى أتى ذلك الفضولي مرَّة أخرى، هذه المرَّة أتى حزيناً منكسراً. قال بهمس دافئ مبحوح: اسمي عُمَر قدُّور أيضاً، يوماً ما قد أعود لأشرح لكما كلَّ شيء. مشيتُ في جنازَتَيْكما مرَّات ومرَّات، وأعلم أنني تطفَّلتُ كثيراً على سكينة روحَيْكما، لقد حان الوقت الآن، كي أُودِّعكما.

في هذه الأثناء كان المُشيِّعون يهيلون التراب فوقي، لتسود العَتَمَة، ومع العَتَمَة راح يضيء في قلبي المؤقَّت الإلكتروني للمسجد على التاريخ الذي لن أرى غيره فيما بعد، تاريخ الزحف إلى دمشق، دمشق التي عادت بعيدة وغريبة عن شخص ميت مثلي…”.

عمر قدّور

شاعر وروائي وصحفي سوري ولد في مدينة حلب عام 1966. غادر سوريا إلى لبنان في صيف 2014، ثم إلى فرنسا حيث يقيم منذ عام 2015.

ينشر مقالاته في الرأي والثقافة والفكر عبر صحيفة المدن الإلكترونية والحياة والمستقبل وموقع الأوان، بالإضافة إلى العديد من المنابر الأخرى. صدر له في الشعر: إيضاحات الخاسر (1992)، وظل مائل في الظهيرة (1999).

وفي الرواية: حواف خشنة (2002)، وأسماء للنسيان (2007)، وهواء فاتر.. ثقيل (2008)، ومن لا يعرف سيمون؟ (2013)، بالإضافة إلى “الشهيدان عمر قدور” (2022).