د. إبراهيم إبراهيم
مجلة أوراق العدد 13
الملف
يُعد جگرخوين من أكثر شعراء العصر الحديث شهرة بين الكرد، فقد استطاع أن يدخل من خلال شعره إلى كل بيت، وباتت قصائده لصيقة بالحياة العامة للناس في عصره، يرددها الكبار في المجالس، والصغار أثناء اللعب، وحتى النساء وهنّ على التنور أو اثناء قيامهن بأمور البيت.
كل ذلك لم يأت من فراغ، وإنما لاعتبارات عديدة تتعلق بحسن اختياره للموضوعات المستمدة من الظروف السياسية التي تربى فيها، والأجواء الاجتماعية التي عاشها، وحالة البؤس والشقاء التي مرّ بها. فسيرة حياته من أكثر الأمور التي أثرت في ثقافته، وطبعت قصائده بصور من الماضي المليء بالمعاناة والظلم، والفقر والكدح، وهي تعد نموذجا لما عاناه معظم الكرد في تلك الفترة.
1. السيرة الذاتية:
ولد جگرخوين عام 1903 في قرية هساري الكردية الواقعة في شمال غربي ناحية كرجوس، التي كانت تتبع إدارياً لولاية ماردين[1]، وهو بنفسه يذكر هذا التاريخ في قصيدته الشعرية (Bi Kurtî Jîna Min) ضمن ديوانه الأول ((Pirîsk û Pêtî وارداً فيها بأن اسمه الحقيقي شيخموس:
Sala hezar û nesed û sê ez hatim dinyayê
Bi navê siltan Şêxmûs ez çêbûme ji dayê
Heta bûm sêzde salî li gundê mey Hesarê
Jîna xwe min diborand paşê ji wê me da rê [2]
إلا أن تاريخ ميلاده وفق الوثائق الرسمية فهي 1900، ويروي ذلك في حوار تلفزيوني معه[3]، وأيضاً في مذكراته الشخصية، مبرراً عدم دقة معرفته لميلاده الحقيقي أميّة والديه، وهي حالة كانت منتشرة في تلك الفترة البائسة من حياة الشعب الكردي، كما ويروي – كعادة آبائنا – بأنه عندما تساقطت الثلوج الغزيرة والتي أصبحت تعرف لاحقاً بـ (برفا سور/ برفا گران)[4]، كان والده يصطاد العصافير ويلقي بها إليه في داخل البيت لأنه كان صغيراً ولا يملك القدرة على الخروج في تلك الظروف المناخية القاسية، فيقدر عمره حينها بـ (5 – 6) سنوات.[5]
مهما يكن فإن الطفل شيخموس الذي أصبح لاحقاً معروفا أكثر بالاسم الوصفي الذي اختاره لنفسه جكرخوين، أي “دامي الكبد”، كان ابناً لحسن بن محمد، الفلاح البسيط الذي عُرف بأنه كان ينال رزقه بعرق جبينه دون الاعتداء على أملاك أحد، مبتعداً عن سلوكيات العنف والظلم. كان أبوه يعد كبير أهله سناً، وذا ثقة بينهم، إلا أن تقدمه في السن جعله غير قادر على العمل مما سبب بؤساً للعائلة، وجعلها مشردة مهاجرة من مكان لآخر، أضف إلى ذلك ظلم آغا القرية ليس عليهم فحسب بل على كل القرويين الكادحين الذين لا حول لهم ولا قوة. أما والدة جگرخوين فكان اسمها (Eyşanê) وكانت معروفة بطيبتها ورحمتها، وذكائها، وكان لها دور أساسي في إعالة الأسرة، من خلال أعمالها في الحياكة والنسج اليدوي، حيث كانت ذات شهرة بهذه الأعمال.
كان لجگرخوين أخ وأخت على قيد الحياة، بعد أن مات ثمانية أبناء للأسرة بسبب الأمراض التي كانت مستشرية في المنطقة حينها، أما الأخ الأكبر لجگرخوين فكان يدعى خليل، وكان مهتماً بدراسة العلوم الدينية وقد اضطر للذهاب إلى الخدمة الالزامية في تلك الظروف العصيبة التي كانت تمر بها أسرته، وتقديراً منه للأوضاع السيئة لعائلته فقد كان يرسل إلى والده النقود التي تزيد عن حاجته.
أما آسيا الأخت الوحيدة فقد تزوجت من ابن عمتها (ملا خليل) واستقرت في عامودا[6]، البلدة التي احتضنت والد جگرخوين عندما هاجر إليها تحت وطأة العوز والحاجة، والظروف القاسية التي آلت إليها المنطقة، ليتوفى بعد عام من إقامته فيها، وذلك سنة 1918، ولم تمض سنة واحدة حتى توفيت والدة جگرخوين أيضاً، في قرية (بيدر ممو)[7] عام 1919، تاركين وراءهم ثلاثة أبناء فقط (خليل، شيخموس، آسيا) [8].
بدأ جگرخوين حياة جديدة لا يدري كيف وأين سيقضيها، وخاصة بعد أن تزوج أخوه خليل من ابنة خاله، “الجاهلة” وذات الطباع الحادة، والتي كانت تقذف جگرخوين بكلمات لاذعة جارحة بغيضة كأنها سهام مسمومة تخترق روحه وجوارحه، فيموت ألف ميتة في اليوم جراء ذلك؛ كما يصف هو في قصيدته التي يروي فيها باختصار قصة معاناته هذه:
Ji tengasî, neçarî me ew gundê xwe berda
Hatin Amûda rengîn bavê min zû emir da
Diya min a belengaz pêncî salî dilovan
Salek piştî bavê min ew jî li wî bû mêvan
Birayê min ê nîv mele ji alema rûhanî
Rast û dirist çi bêjî ew tiştekî nizanî
Wî pîreka xwe anî bê wijdan û bê mejî
Bi gotinên xwe ên çors , ew min bê derb dikujî [9]
اضطر جگرخوين وبسبب سوء معاملة زوجة أخيه له أن يلتجأ إلى أخته آسيا، ليقيم معها، إلا أنها لم تكن أفضل من زوجة أخيه في التعامل معه، فقد كانت قاسية جداً، وكانت تنهال بالنعوت السيئة عليه كل يوم، فكان الألم يعتصر داخله لما تقوم بها أخته من تصرفات حياله، فهي ترسل أولادها ليتعلموا بينما هو يقوم بالسخرة في البيت كخادم، أو راعياً للأغنام، أو عاملاً في الحصاد، ولم يكن ينتعل إلا أحذية أبنائها البالية.
إنه لم يشعر أبداً بتلك القيمة الإنسانية التي كان يتمناها، ولم يلق ذلك العطف والحنان الذي رغب به بعد رحيل والديه، بل على العكس تماماً، ورغم كل ذلك فهو مرغم بالقبول فلا مناص أمامه غير ذلك، ولا بد من تحمل الظلم والعذاب[10]، يصف ذلك أيضاً في إحدى قصائده، وبلغة شعرية سلسة وواضحة، نقتطف منها هذا البيت، يقول:
Xweşka min a xwendewar bê insaf û bê wijdan
Ez reviyam hatim cem, wê jî ez kirme şivan[11]
هكذا قضى جگرخوين أيام طفولته بائساً، حائراً في أمره، ذاق خلالها كل أنواع العذاب، وعانى شتى ألوان شظف العيش، ورغم ذلك فقد كان تمتلكه رغبة جامحة في تلقي العلوم، وإذا كان يجيد قراءة القرآن التي تعلمها في بيدر ممو أولاً على يد الملا سعيد، ليتابعها في قريته هساري على يد خوجة (زينب) ابنة الملا سعيد وذلك عند عودته إليها من بيدر ممو[12]، لكن طموحه كان أكبر من ذلك، هي رغبة في داخله أن يصبح رجل دين ذا شأن ومكانة، ربما قناعة منه أن ذلك سيكون سبباً في تحسين معيشته من جهة، ومن جهة أخرى سيزيد من قيمته وسيرفع من شأنه في مجتمعه.
فعاد إلى قريته هساري حيث يقيم أخوه، ومن هناك أراد أن يبدأ مشوار الدراسة والتعلم، وقد حدث أمران كان لهما تأثير في اندفاع جگرخوين نحو التعلم كما يذكرها هو، وهما:
أولاً؛ كلام ابنَيْ الملا سعيد من هساري وهما عبد الله وحسيب اللذين كانا يتباهيان أمامه بأنهم طلاب علم، وأنهم تمكنوا من انجاز الكثير من الأمور. أما الأمر الآخر الثاني فهو الحلم الذي حلم به في منامه حيث رأى الملا عبيد الله الگولاتي الذي كان مقيماً في عامودا وهو يدرّسه فأثر ذلك في نفسيته وشكل له حافزاً ليبدأ خطواته الأولى نحو التعليم، وناقش ذلك مع أخيه خليل الذي رفض هذه الفكرة، وأمام إصرار جكرخوين، رضخ لمطلبه بعد أن تقاسما التركة المتواضعة لوالدهما، وليرحل جگرخوين بعدها مع بعض من أفراد قريته خارج قريته هساري بقصد الدراسة، وليكون ذلك منعطفاً كبيراً غيّر مسار حياته.[13]
لقد سهّل لنا جگرخوين تتبع سيرته في تلقي العلم والأماكن التي تعلم فيها من خلال قصيدته “Cihê Xwendina min” [14]هذه القصيدة الأنسب لمعرفة تنقلات جگرخوين وترحاله في طلب العلم من قرية لقرية ومن مدينة لمدينة ومن بلد إلى بلد، (تركيا، سوريا، العراق، إيران) حيث يذكر فيها أسماء الأمكنة الآتية: (هساري Hesarê ، سينانيSînanê ، أليباري Elîparê، ديريكي Dêrîkê، عوينا Ewêna، شيخ يوسفي Şêx Yûsivê ، عامودا Amûdê، كرجوسي kercosê، يمانجغي yemancixê، تل شعيري Til Şe’îrê، شاغي Şaxê، بيريجي Bîrêjê، آجكي Ajgê، سيكتاني Siktanê، قلسينجي Qelesincê، توتمي Tutmê، كلاله Gelaleyê ، خلاني Xelanê، سنجقي Sinceqê).[15]
رغم تعدد الأماكن التي درس فيها جگرخوين بدءاً من سيناني وانتهاء بعامودا فإنه لا ينكر أن ثلاثة أماكن أثرت فيه عميقاً، وتركت بصماتها على سيرة حياته الشخصية، والأدبية، وهي (ديريكي /ديركا جيايي مازي Dêrka çiyayê Mazî/، تل شعير، عامودا).
أما ديريكي التي كانت قائمقامية واسمها شبختاني Şebextanê، فلها مكانتها المتميزة لديه، وذلك لجمالها الذي يضاهي جمال غوطة دمشق حينها على حد وصف جگرخوين لها، وبسبب إقامة الملا إسكندر فيها، الشهير بعلمه ونبوغه على مستوى كردستان ككل والذي أشرف على تعليمه، إضافة إلى اعتراف جگرخوين بأن جمال فتيات ديريك كان سبباً في عشق الناس وعشقه لهذه المدينة[16]، كما أضحى هو نفسه عاشقاً لها أيضاً وبجنون، وتعلق بها روحياً وجسدياً، وما عاد يطيق الابتعاد عنها، فقد عشق إحدى شقراوات ديريك وكان يمني نفسه بالزواج منها لكنه لم يصارحها بسبب فقر حاله، وضيق ذات يده.[17]
أما تل شعير هذه القرية النائية التي لا تبعد عن قامشلي أكثر من 20 كم تقريباً من جهة الشرق، فقد كانت وقتها مركز إشعاع ثقافي وسياسي، أيضاً تركت تأثيرها المعنوي على جگرخوين وسيرته حيث حصل هناك من أستاذه الملا إبراهيم على ترقية في مرتبته العلمية، وأضحى كبير الفقهاء في مدرسة تل شعير، وهناك بات يعرف باسمين أحدهما ملا شيخموس واسمه الوصفي الجديد جكرخوين.[18] وهو يذكر في قصيدته “Ez û Gundê Hesarê” أنه قد اقتبسه من قصة رائعة أحمدي خاني مم وزين:
Ji bo jîn û felatê
Ketim nav kêferatê
Ji çîroka Mem û Zîn
Navê xwe kir Cegerxwîn [19]
والمكان الثالث الذي حظي بمكانة خاصة لديه كانت عامودا، والتي كانت على الرغم من كونها بلدة صغيرة حينها إلا أنها كانت منارة العلم وكانت من المراكز الهامة للعلوم الدينية، حيث فيها كبار رجال الدين ومشهورين على مستوى كردستان كـ (ملا عبيد الله سيدا) الذي أثر بشكل كبير وإيجابي في شخصية جگرخوين منذ أن كان طالباً عنده، فقد شجعه على التعلم وسلوك طريق الأدب والشعر.
كانت عامودا ملجأ لجگرخوين وعائلته أيام البؤس والشقاء، وفيها حصل على الإجازة في العلوم الدينية ليحصل على لقب “سيدا”[20]، هذه المرتبة التي غيرت مجرى حياته تماماً، وجعلت طريقه مفتوحاً للتعامل مع تجارب أكثر وسعاً، وأوسع آفاقاً، وتهيئته لاستقبال حياة جديدة وخوض معتركاتها بعقلية وأساليب جديدة.[21]
وإذا كان ملا إسكندر في ديريك، وملا عبيد الله سيدا في عامودا لهما الدور الكبير في تعليم جگرخوين فثمة آخرون تلقى جگرخوين علومه عندهم، منهم ملا عبد الحليم بن ملا إسماعيل ايشي في عامودا[22]، ملا محمد بيران أيضاً في عامودا[23]، ملا نجم الدين ابن مفتي مدياد في كرجوس[24]، ملا فتح الله سيدا في سنجق أمين بالقرب من عامودا[25]، شيخ أحمد خزنوي في قرية خزنة القريبة من قامشلي[26]، ملا إبراهيم في قرية سيحا بجوار خزنة[27]، الشيخ كمال من عائلة الشيخ حامد (شاه ماردين) من قرية الأحمدية.[28]
تزوج جگرخوين عام 1927 من ابنة خاله (كحلة سليم)[29]، ورزق بابنين (جمشيد، خورشيد) ولكنهما توفيا، أحدهما لم يكن قد بلغ السنة، والآخر ثلاث سنين، كان جگرخوين حينها ملا لقرية حاصدا جورين[30]، وكانت أحواله الاقتصادية قد بدأت تتحسن شيئاً فشيئاً، ولهذا لم يشأ أن يغادرها واستمر بالعيش فيها حتى عام 1936، حيث تمكن بعدها وبمساعدة حاجو آغا من بناء قريتين لتكونا ملكاً له (Çêlek, Cehenem) القريبتين من عامودا، واستقر المقام به فيهما[31].
كان جگرخوين يتردد دائماً إلى عامودا، منذ وجوده في حاصدا جورين، وحتى بعد انتقاله إلى (Çêlek û Cehenem) فثمة قضايا أخرى تتسرب إلى فهمه ومداركه، إنه الحس الوطني الكردي، هذا الحس الذي كانت بداياته على يد شوقي أرغني، بين عامي 1923- 1924 في جبل قرج داغ (جنوب غرب ولاية ديار بكر) ولتتطور لاحقاً بعد ثورة الشيخ سعيد بيران 1925 بشكل أكبر، وينخرط في العمل السياسي ليبلغ أوجهه عام 1937 حينما افتتح نادياً كردياً في عامودا، وبدأ بتعليم الشباب الكرد – وللمرة الأولى في تاريخ كرد سوريا – القراءة والكتابة باللغة الكردية.[32] وكان لشخصيات كأمثال ملا حسن كرد (هشيار)، عبد القادر تيلو المعروف بـعبدي الخراط، والشيخ بشير من عامودا دوراً في دعم هذا النادي وتطويره، إضافة إلى دورهم في دعم وإسناد أفكار جگرخوين القومية.[33]
أما الشخص الذي أثر بشكل مباشر وعميق في سلوك جگرخوين فهو الشيخ محمد مهدي شقيق الشيخ سعيد بيران، حيث جعله ينظر إلى الدين بمنظار واقعي بعيداً عن الخرافات والأشياء التي لا تمس جوهر الدين.[34] وكان قد تعرف عليه في الموصل لأول مرة عندما كان فيها طالباً للعلم واستكمال تعليمه الديني قبل أن يلتقي به في عامودا، وتناقشا كثيراً في القضايا القومية وأيضاً في الأمور الدينية، وكيفية خدمة الشعب الكردي للنهوض من التخلف إلى حياة أفضل.[35] لقد أثر ذلك جلياً على شخصية جگرخوين وتفكيره، لدرجة أنه ألقى بلباسه الديني (العمامة والجبة)، وترك الصوم والصلاة، وارتدى اللباس الأوربي، واعتمر القبعة (الشفقة/ برنيطة)، وليبدأ حياة جديدة بفكر وأسلوب جديدين.[36]
كما كان لجگرخوين دور بارز في تأسيس الجمعية الخيرية في عامودا في تلك الفترة، وبالتعاون مع عبد القادر تيلو لدعم الفقراء الكرد، والمرضى واليتامى والمهاجرين والمعتقلين، لتتحول لاحقاً إلى جمعية خيرية كبرى رسمية يديرها حسن حاجو وشوكت زلفي بك ومقرها مدينة الحسكة السورية[37].
في عام 1945 حدثت أحداثاً درامية في قرية Çêlek نتيجة التخاصم على ملكيات الأرض في القرية، ذهب ضحيتها قتلى وجرحى، وكانت نتيجتها الاستيلاء على نصف أملاك القريتين من قبل شخص يدعى يونان هدايا، وذلك بمساعدة ومؤازرة من بعض القرويين، أدت في النهاية إلى قيام جگرخوين بترك القريتين (Çêlek û Cehenem) والرحيل إلى قرية هرم شيخو (في وسط المسافة بين عامودا وقامشلي) بمساعدة سليمان حاج حسن (آغا الأومريين) لينتقل بعدها إلى قرية توبز حيث كان يقيم فيها ابن اخته ملا علي[38]، ولكنه لم يدم هناك كثيراً حيث غادرها ليستقر في مدينة قامشلي المحاذية لنصيبين عام 1946.[39] كانت بداية صعبة عليه بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية التي بدأ يعيشها، ولكنه تلقى من كاميران بدرخان مبلغاً قدره 300 ليرة قد أرسلها له عن طريق الدكتور أحمد نافذ بك، ليقوم بجمع تبرعات لصالح المجلة، التي كان يصدرها في لبنان، وقد فرح جگرخوين بهذا الأمر، وفعلاً جمع تبرعات وبالآلاف، ولكن لم يدم هذا الأمر طويلاً بسبب إغلاق المجلة.[40]
وفي هذه الفترة عمل جگرخوين في تجارة القمح مستفيداً من ثمن أرضه التي باعها إلا أنه لم يفلح في ذلك، وكانت النتيجة أن خسر ما بحوزته من مال وأدت هذه الخسارة إلى المزيد من البؤس في حياته.[41]
كان جگرخوين قد بدأ يخوض المعترك السياسي من خلال انضمامه إلى جمعية خويبون إلى جانب مجموعة المثقفين والساسة الكرد (قدري بك جميل باشا، الدكتور أحمد نافذ بك، زلفي بك، عارف عباس، أوصمان صبري، قدري جان، رشيد كرد،…)، والتي كان لها أثر كبير في يقظة الوعي القومي الكردي[42]، وفي عام 1946 شارك بتأسيس (Civata Azadî û Yeketiya kurd) التي ترأسها الدكتور أحمد نافذ، وأصبح جگرخوين سكرتيراً للجمعية، وعارف عباس أميناً للصندوق، و كان كل من (عبد الرحمن آغا، ملا علي (أونس)، المفتي ملا أحمد، حاج يوسف، …) وغيرهم أيضاً من أعضاء هذه الجمعية[43].
في عام 1949 كان للماركسية تأثيرها العميق في عقلية وتفكير جكرخوين، ومسيرته، فانضم إلى الحزب الشيوعي السوري، والذي كان من اكثر الأحزاب السورية شعبية وانتشاراً في تلك الفترة، وتعرض بسبب انتمائه هذا ومواقفه القومية إلى توقيفات واعتقالات ولمرات عديدة كان أولها عام 1949 في عهد شكري القوتلي رئيس الجمهورية السورية[44]، وكان جگرخوين عضواً نشطاً في صفوف الشيوعيين يعمل دون كلل، يدفعه إلى ذلك إيمانه بمبادئ الاشتراكية التي يتمنى أن تسود في بلاده، حيث يجزم أن ذلك هو طريق الخلاص للكرد نحو الانعتاق والحرية، وكانت عضويته في الحزب سبباً في تعرفه على شخصيات سياسية ماركسية في العديد من المدن السورية في مقدمتهم زعيم الحزب الشيوعي خالد بكداش، وإبراهيم بكري، أحمد محفل، عبد الكريم طيارة، وغيرهم.[45] وفي عام 1950 انضم إلى جمعية (Aştîxwazên Sûriyê) هذه الجمعية التي كان له دور بارز في انضمام كل من (ملا شيخموس كرزين (قرقاتي)، الشاعر ملا أحمدي نامي، ملا حسيب، ملا عبد المجيد، أوصمان صبري) من الجزيرة، و(رشيد حمو، علي خوجه، شوكت حنان، خليل محمد، مسلم إبراهيم) من كرداغ، إليها.[46]
وبسبب شعبيته بين الكرد فقد رشحه الحزب الشيوعي عام 1954 مع إبراهيم بكري ليخوضا الانتخابات النيابية كممثلين عن محافظة الجزيرة، ويبدو أن جگرخوين لم يكن منظماً في الحزب الشيوعي حينها بل مقرباً منهم، أراد الحزب الشيوعي استغلال شعبيته لصالحه في تلك الانتخابات، نستشف ذلك من المناقشات التي تمت داخل قيادة الحزب بخصوص ترشيح جكرخوين.[47] علماً أن الحزب لم يحظ وقتها بفوزهما في الجزيرة.
ساهم جگرخوين بعد ذلك مع كل من ملا شيخموس كرزين (قرقاتي)، وملا شيخموس شيخي بتأسيس (Benda Azadî)، الذي جاء رداً على مواقف الحزب الشيوعي من القضية الكردية، ولم يشأ جگرخوين ورفاقه تأسيس حزب شيوعي كردي، منطلقين من قناعتهم بعدم جواز وجود حزبين شيوعيين في بلد واحد، استمر هذا التنظيم (Benda Azadî) حتى انضمامه لاحقاً إلى الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا[48]، والذي تأسس في عام 1957.[49]
في عام 1959 اضطر جگرخوين إلى الاختباء والتنقل من بيت لبيت (بيت جميل إبراهيم محمود، بيت حاجو آغا، موسى المسيحي مختار قرية دمخية) لأنه كان ملاحقاً من قبل رجال الأمن، ولكن لم يرق له هذا الحال فغادر سوريا متوجهاً إلى العراق حيث دخلها في 20-04-1959 مستغلاً الظروف الايجابية التي كانت تسود وتصبغ العلاقات العربية الكردية في العراق إثر ثورة 14 تموز 1958[50]، ليصبح في نهاية المطاف مدرساً في جامعة بغداد – القسم الكردي – عام 1959[51]، ولينشئ خلال ذلك علاقات عديدة مع سياسيين ومثقفين وكتاب عديدين (عبد الله كوران، علاء الدين سجادي، الدكتور صديق أتروشي، الدكتور عزيز شمدين، الدكتور محمد صالح محمد، باكيزة رفيق حلمي، الدكتور عبد الرحمن قاسملو، خالد نقشبندي، عبد الجبار عبد الله، محمد مهدي مخزومي) وفي مقدمتهم الراحل ملا مصطفى برزاني (1903-1979) الذي سانده كثيراً وفي مواقف عديدة)[52]، إلا أن الخلافات التي دبت بين الحكومة المركزية في بغداد وقيادة الثورة الكردية عام 1961 جعلت من الحكومة أن تشدد الخناق على الكرد ونشاطاتهم بشكل عام، فأعفي جگرخوين من وظيفته، وأجبر على مغادرة بغداد، مما اضطره إلى العودة إلى سوريا عام 1962، ليعتقل من قبل السلطات السورية لمدة وجيزة، وليفرج عنه بعد ذلك، ليعود إلى قامشلي، وحينها رغب بالرجوع إلى صفوف حزبه (الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا) بعد أن كان هو نفسه قد جمد صفته الحزبية أثناء وجوده في بغداد، ولكن ولأنه تأخر بتقديم تقريره بخصوص ذلك أثناء عودته من بغداد، فقد أصدر الحزب قراراً بتجميده وإبقائه بصفة صديق للحزب فقط.[53]
خلال تلك الفترة تعرض جگرخوين للاعتقال مرة أخرى، وما عادت لديه القدرة لتذكر عدد المرات التي اعتقل فيها، وأودع في سجن المزة بدمشق، ولينفى بعدها إلى السويداء في جنوب سوريا.[54]
عقد الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا اجتماعه الموسع في حلب عام 1967 وأرسل حينها في طلبه لحضور الاجتماع، وتم اقتراح ترشيحه للجنة المركزية، وتم ذلك بالفعل، حيث أصبح عضوا في اللجنة المركزية وبأصوات عالية جداً.[55]
في عام 1969 قرر الذهاب إلى كردستان العراق، كانت الثورة الكردية فيها قائمة، وهناك كتب كتاباً عن أحداث هذه الثورة إلا أنه فُقد، ليعود إلى سوريا ثانية في عام 1970[56]، ثم غادرها إلى بيروت عام 1973 مضطراً من جهة، ورغبة منه بطباعة بعض كتبه، ليعود منها إلى دمشق ثانية ويستقر فيها ليمارس عمله السياسي كعضو في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا حتى رحيله إلى السويد في يوم 3/8/1979 بمساعدة نوفين حرسان التي لم تبخل بتقديم كل الدعم والمساندة له في تنظيم شؤون سفره، ومن ثم إقامته في العاصمة استوكهولم، وهناك استمر في نشاطه السياسي كممثل عن حزبه، إضافة إلى نشاطاته الثقافية، وتجول في العديد من الدول الأوربية كفرنسا وألمانيا والنروج، إضافة إلى روسيا (الاتحاد السوفيتي السابق)، وحضر مؤتمرات عديدة تخص الكرد وقضيتهم، والتقى بالعديد من النخبة من الكتاب والمثقفين والسياسيين والفنانين الكرد أمثال قناتي كردو، يلماز گوني، جاسم جليل، أورديخان جليل، شفان برور، محمود باكسي، لطفي باكسي، وغيرهم، وبقي مقيماً في السويد حتى توقف قلبه عن النبض في فجر يوم 22/10/1984، ليفارق وإلى الأبد زوجته كحلة وأولاده (كيو، سينم خان، كلبري، روجين، سعاد، آزاد، سلام)، وليصل مثواه إلى مدينة قامشلي ليدفن حسب وصيته في باحة داره في الحي الغربي في 5/11/1984، وسط تظاهرة شعبية لم تشهدها المدينة من قبل.[57]
كان جگرخوين إضافة إلى شاعريته، وبحسب وصف أبنائه له أباً مثالياً، حنوناً، رقيق القلب، متواضعاً، محترماً لآراء غيره، متفهماً لقضايا وأمور عائلته، فقد علمهم حب الوطن والشعب والعمل من أجل وطن حر وحياة كريمة.[58] وإن أكثر القصائد التي تختصر مجمل مراحل حياته، هي قصيدته (Ez û Yarê) هذه القصيدة المشبعة بالبلاغة، والكنايات، والرمزية، والتي يتغزل فيها بحبيبته ويناجيها، طالباً منها الوصال إلا أنها ترفض، وتصر على الرفض رغم قيام الشاعر بتحقيق أمنياتها، وما أملت عليه من شروط، تلك الشروط التي كانت تشكل في حقيقتها عائقاً حقيقياً دائماً تحول دون هذا الوصال، لتصل بها المطاف بأنها ستقبل به فقط عندما يحصل الكرد على حريتهم واستقلالهم، وهنا تنكشف هوية الحبيبة في آخر بيت من القصيدة، فالحبيبة وطن يرغب بالحرية، ودون هذه الحرية لا مجال للنقاش وطلب الوصال، في هذه القصيدة يذكر عن يتمه، وجوعه، وحالق فقره التي عاشها في طفولته، وبدايات شبابه ثم تعليمه، وحصوله على الاجازة، كيف أصبح رجل دين، ورحيله من القرية إلى المدينة واعتقالاته، وسجنه، وتحوله عن الفكر الديني، ووجوده في جامعة بغداد، ونفيه إلى السويداء، هكذا اتقن جگرخوين توظيف سيرة حياته بأسلوب ممتع وشيق وواقعي:
Berî çil sal me yar xwest û bi xeyd go sêwîya nakim
Me go başe û bûm xwenda, me go vê car
Go qurban, ma nizanî ko tu carî birçiya nakim
Gelek başe û bûm seyda, me rî û cibe wergirtin
Go seyda ma nizanî ez mela û sofîya nakim
Me go başe û çûm bajêr ketim zindan û sêlûlan
Bi ken go ma nizanî ez tu carî girtiya nakim
Me rih û cibe avêtin û me go îcar tu nabê çi?
Go seyda ez Misilman im tu caran Êzdiya nakim
Me go başe û çûm Bexda me ders gotin, me go îcar?
Kenî û go nizanî ez tu caran feqîr û xwînîya nakim
Me go carek tu guh nadî li ah û qîr û nalînan
Go heta Kurd nebî serbest bi ahû zariya nakim [59]
2. السيرة الأدبية:
منذ أن بدأ جگرخوين تعليمه كان مهتماً كثيراً بقراءة الشعر، وخاصة قصائد ملايي جزيري، وأحمدي خاني، وهو نفسه يعترف بأن الاثنين قد تركا أثراً كبيراً على قصائده وأسلوبه؛ وخاصة في مجموعتيه الشعريتين الأولى والثانية. وكان من الصعوبة التخلص من تأثيرهما لشدة تعلق جگرخوين بهما، وما جاء في قصيدته “ji Wanî re” هو أفضل برهان على ذلك؛ ففي هذه القصيدة التي كتبها لأجل الشاعر الكردي (واني) الذي كان معاصراً له، ومقيماً في كردستان العراق حيث يقول فيها بشكل صريح لا لبس فيه ولا غموض، موجهاً كلامه للناس بأنّ الأحمديْن (الجزيري والخاني) هما اللذان جعلا منه مرشداً ودليلاً لهم:
Du Ehmed, min ji bo we kirine rêber
Cizîrî yek ewê dî Xanîyê min [60]
يذكر جگرخوين بداياته في كتابته للشعر، فقد كانت ديريك مصدر إلهامه، وقد نظم أولى قصائده هناك، منها تلك القصيدة التي كتبها إثر حرمانه وزملائه الفقهاء من تناول الطعام مع الملالي، ووضع حصتهم مع الأطفال (رعاة القرية)، فكان هذا موضع استهجانه، ودفعه إلى كتابة قصيدة هزلية وهجائية يذم فعلة الملا يونس، وقد اعطاها لأستاذه الملا إسكندر، الذي أعجب بها كثيراً، وحضه على الاستمرار في كتابة الشعر، وأخبره بأنه سيكون ذا شأن عظيم في المستقبل. ولا يتذكر جگرخوين من قصيدته تلك سوى هذين البيتين:
Ehmedê Qêsim şehê bê kevçî ye
Li bin siya darê tenê rûniştiye
Mele Elî zû gazî Haris, Hemo kir
Gotî: “Em çûn win werin teşbîhê gur [61]
كما أن أستاذه عبيد الله سيدا في عامودا قد أعجب بإحدى بواكير قصائده، حتى اختلط عليه الأمر بين معرفة قصيدة جگرخوين من قصيدة أخرى كانت للجزيري، وشجعه كثيراً على الاستمرار في كتابة الشعر، مبشّراً بموهبته وبمستقبل باهر ينتظره في ميدان الشعر.
هذا ما كان يتداوله الذين عاصروه فيما بينهم، أما جگرخوين نفسه فيذكر بأنه كان قد نظم مجموعة شعرية وفق أسلوب أحمدي خاني، وقد أخذها منه الشيخ علي رزا ابن الشيخ سعيد بيران على أمل تمكنه من طباعتها في بغداد، وذلك أثناء لقائه به في كردستان العراق ما بين عامي 1926-1927، إلا أن ذلك لم يتحقق، وفقدت المجموعة.[62]
استمر جگرخوين في كتابة الشعر وبدأ نجمه يتألق شيئاً فشيئاً حتى جاء الأمير جلادت بدرخان في زيارة إلى عامودا، وكان حينها ملا عبيد الله سيدا مريضاً، طريح الفراش، فزاره الأمير جلادت، وطلب رؤية جگرخوين الذي سمع بأشعاره، وكان ذلك اللقاء الأول بين جگرخوين والأمير جلادت الذي طلب منه أن يُلقي بعضاً من قصائده على مسمعه، وبعد سماعه أعجب بتلك القصائد، وطلب منه أن يرسلها له إلى دمشق لينشرها في مجلة هاوار، بعد أن نصحه بالتخلي عن أسلوب خاني الملحمي، وقد اقتنع جگرخوين بهذا الرأي[63]، وفعلاً نشرت مجلة هاوار قصائد عديدة لجگرخوين وفي الكثير من أعدادها لاحقاً.[64]
كما أشرف جلادت بدرخان بنفسه على طباعة ديوانه الأول “Pirîsk û Pêtî” عام 1945، ووضع له مقدمة تضمنت تعريفاً لائقاً بجگرخوين وشعره، ورأى أن جگرخوين ومن خلال شعره قد خلق لنفسه أكبر عدوين متنفذين، وصاحبي أقوى سطوتين في مجتمعه ألا وهما رجال الدين ورجال المال، وذلك بمحاربته العادات والمعتقدات السائدة، والتي كان يباركها الشيوخ والملالي خدمة لمصالحهم الشخصية، وفضح أعمال الآغوات واستغلالهم للفلاحين والفقراء، وبشكل مباشر وتحدّ علني. كما إن الشاعر قدري جان وفي تعليقه ضمن مقدمة هذا الديوان يؤكد هذا أيضاً ويرى أن قيمة شعره الحقيقية تكمن في أسلوبه الجديد في مهاجمته للأفكار والمفاهيم والعادات والتقاليد البالية، وبلغة شعبية سلسة يفهمها عامة الناس، وعدّه خير من يمثل عظمة روح خاني وشاعرية الجزري، بعد غياب الساحة الكردية (الكرمانجية)، من شعراء قادرين على ملء الفراغ الذي حدث بعد رحيلهما[65].
لقد انتشر هذا الديوان بين السواد الأعظم من الكرد، وبشكل خاص الكرد السوريين، وباتت قصائده في متناول الكثيرين، رفعت من شعبيته، وبات الأكثر شهرة بين الشعراء الكرد، ورغم نبرة عدائه للشيوخ والآغوات فإن بعض الوطنيين منهم كانوا داعمين له مادياً ومعنوياً كالشيخ أحمد الخزنوي، وحاجو آغا الذي كان يستمتع بقصائده، ويحثه على الكتابة حتى ولو كانت ضد ممارساتهم. ويذكر حزني حاجو في مذكراته أنه عندما كان بين الخامسة والسادسة من عمره فإن أخوته الكبار كانوا قد حفظوا أشعار جگرخوين الوطنية الحماسية المنشورة في ديوانه الأول عن ظهر قلب، وأن هذه القصائد لعبت دوراً هاماً وأساسياً في يقظة الوعي القومي للآلاف من الناس وهو كان من بينهم[66].
مع صدور ديوانه الأول برز أكثر من راوٍ لأشعاره، كانوا يحفظونها بلحن جميل لإلقائها في السهرات والمجالس، ومنهم المغني خمو الذي كان يلازمه في الكثير من زياراته وسهراته[67]، ويوسف عبدي من تل شعير، ومن عامودا كل من (شيخ صدري الحسيني، ملا عبدي كرمي، مير حاج)، ومن قامشلي حليمي حوجك، وصالح سلو الذي مازال حياً حتى الآن (2016).[68]
وفي هذه الفترة بدأ اهتمام جگرخوين بكتابة القصة، وصدر له في دمشق عام 1948 قصته الأولى “Cîm û Gulperî”.[69]
في خمسينيات القرن العشرين، ومع هبوب رياح أفكار الشيوعية، ووصولها إلى الشرق الأوسط وتأثر المنطقة بها، انعكس ذلك على فكر جگرخوين مما تجلى بشكل ملحوظ في الكثير من قصائده التي ضمّنها في ديوانه الثاني الذي تم طباعته عام 1954 في دمشق، وحمل عنوان “Sewra Azadî”(ثورة الحرية)، المفعم بالأفكار الماركسية بعكس ديوانه الأول المفعم بالروح القومية، وقد كتب مقدمتها السياسي والأديب أوصمان صبري (1905- 1993) الذي وصف جگرخوين بأنه قد شخّص أمراض مجتمعه خير تشخيص، وأن أهدافه واضحة وجلية، وأن قصائد هذا الديوان أكثر متعة وتشويقاً وفناً من قصائد ديوانه الأول.[70]
أضحت قصائد جگرخوين شيئاً فشيئاً جزء هاماً من الحياة السياسية الكردية، وكان رجالات السياسة الكرد حينها معجبين جداً بتلك الأشعار لما لها من تأثير على الناس ووعيهم. وقد اعترف السياسي الكردي صلاح بدر الدين بهذا الأمر وبإعجابهم الكبير بجگرخوين وشعره “كشاعر يتكلم ويقرض الشعر بلغة الشباب التواقين إلى التقدم، والتجديد والمعرفة”.[71]
أدرك جگرخوين كيف يستطيع التوغل إلى نفوس الناس، وكيف يمكنه التأثير على مشاعرهم وحتى على تفكيرهم، لقد كان “يستظهر قصائده ويغنيها على طريقة الشاعر هوميروس” على حد تعبير السياسي الكردي نورالدين زازا.[72]
كان الفلاحون الكرد يتعجبون من أسلوبه وطريقة إلقائه الشعر، ولا سيما إذا كانت في ساحة عامة، فيصعد على كرسي وسط الساحة، ويبدأ بإلقاء أشعاره تلك التي تمجد الكرد وتاريخهم، فكانوا يعتقدون أن شيئاً من الجنون قد أصابه، ويذكر نورالدين زازا أنه سمع الناس مرات عديدة وهم يهزون برؤوسهم قائلين: “من المؤسف أن يصاب شاب وسيم كهذا بجنون”.[73]
استمر جگرخوين بكتابة القصة إلى جانب الشعر، وأصدر في عام 1956 قصته الثانية “Reşoyê Darî”[74]، وأدرك أهمية الفلكلور والتراث في حياة الكرد فأصدر عام 1956 كتابه “Gotinê Pêşiyan”[75].
كما استفاد جگرخوين من فترة وجوده في بغداد كمدرّس للغة الكردية في جامعتها، حيث فرضت عليه هذه الوظيفة أن يخوض تجربة جديدة في الكتابة، فألف في قواعد اللغة الكردية وأصدر كتاباً عام 1961 بخصوص ذلك حمل عنوان “Awa û destûra zimanê Kurdî”[76]. كما ألف معجم أحادي اللغة (كردي، كردي) ومن جزئين، “Ferhenga Kurdî”، وطبع وصدر في بغداد 1962، وقد بيّن في مقدمته للجزء الثاني سبب طباعته لهذا المعجم وبهذه السرعة، لحاجة طلابه إليه في دراستهم[77]، ويبدو أنه لم يصدر الجزء الثالث الذي كان مقرراً صدوره، حيث توقف الدعم المادي، وغادر الجامعة بسبب ظروف ذكرناه سابقاً في سياق سيرته الشخصية. وهذا يؤكد الغرض الوظيفي لهذا المعجم أكثر من الرغبة بالعمل في هذا المجال، ورغم المآخذ على هذا المعجم من الناحية المنهجية والفنية وانتقاده من بعض الكتّاب والنقاد تبقى له أهميته، خاصة أنه صدر في وقت كانت المكتبة الكردية فقيرة جداً بمثل هذه الأعمال ولتكون لبنة هامة في العمل المعجمي لاحقاً.[78]
تابع جگرخوين كتاباته الشعرية، واستفاد من عضويته في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا من خلال طباعة ديوانه الشعري الثالث “Kî me Ez” الذي صدر في بيروت عام 1973، وكتب مقدمتها سكرتير الحزب عبد الحميد درويش، الذي مدح فيها جگرخوين وخصاله الوطنية، وشاعريته، وخص بالذكر رهافة حسه المتجلي في قصائده الغزلية، فجگرخوين ليس شاعر قضية وسياسة وحسب، وإنما شاعر العشق والغزل أيضاً، وجگرخوين الماركسي بفكره، مازال ذلك العاشق الذي أفصح عن نفسه في ديوانيه الأول والثاني.[79] كما أصدر في ذلك العام إلى جانب هذا الديوان قصته الشعرية “Salar û Mîdiya”.[80]
لقد كان جگرخوين غزير الكتابة، ولم ييأس من واقعه الاقتصادي الذي كان يضيّق عليه الخناق، بل استمر يكتب حتى آخر لحظة في حياته، فقد كانت الكتابة هاجسه الأول، ولا يمكنه العيش بدونها، فقد نظم الشعر وكتب كتاباً في أوزانه، كما كتب القصة والمسرح وألف معجماً كردياً أحادي اللغة، وكتب في قواعد اللغة الكردية والتاريخ، وترجم إلى الكردية بعض من المؤلفات، لقد طبع بعضها في حياته وصدر في كل من دمشق، وبغداد، وبيروت كما أسلفنا، واستوكهولم بعد رحيله إليها حيث تمكن من إصدار أربع مجموعات شعرية فيها بين عامي 1980-1984 وهي (Hêvî 1983, Şefaq 1982 , Zend Avista 1981, Ronak198 1980) وأخرى بعد رحيله، ليصل عدد الكتب التي صدرت له 22 كتاباً وهي بالتسلسل وفق تواريخ صدورها كما يلي:
1- Dîwana Yekem, Prîsk û Pêtî, ç. 1, Şam, 1945. (helbest)
2- Cîm û Gulperî, ç. 1, Şam, 1948. (çîrok)
3- Dîwana Duyem, ç. 1, Sewra Azadî, Şam, 1954. (helbest)
4- Reşoyê Darî, ç. 1, Şam, 1956. (çîrok)
5- Gotinên Pêşîyan, ç. 1, Şam, 1957. (lêkolîn)
6- Awa û destûra Zimanê Kurdî, ç. 1, Bexda, 1961. (rêziman)
7- Ferheng, Beşê Yekem, ç. 1, Bexda, 1962.
8- Ferheng, Beşê Duyem, ç. 1, Bexda, 1962.
9- Dîwana Sêyem, Kî me ez, ç. 1, Beyrûd, 1973. (helbest)
10- Salar û Mîdya, ç. 1, Beyrût, 1973. (çîrokek helbestî)
11- Dîwana Çaran, Ronak, ç. 1, weş. Roja Nû, Stockholm, 1980. (helbest)
12- Dîwana Pêncan , Zend-Avista, ç. 1, weş. Roja Nû, Stockholm, 1981. (helbest)
13- Dîwana Şeşan , Şefaq, ç. 1, weş. Roja Nû, Stockholm, 1982. (helbest)
14- Dîwana Heftan , Hêvî, ç. 1, weş. Roja Nû, Stockholm, 1983. (helbest)
15- Dîwana Heştan , Aşitî, ç. 1, weş. Roja Nû, Stockholm,1985. (helbest)
16- Tarîxa Kurdistan, c. 1, ç. 1, weş. Roja Nû, Stockholm, 1985.
17- Tarîxa Kurdistan, c. 2, ç. 1, weş. Roja Nû, Stockholm, 1987.
18- Folklora Kurdî, ç. 1, weş. Roja Nû, Stockholm, 1987.
19- Jînenîgarîya Min, ç. 1, weş. Apec, Stockholm, 1995.
20- Nivîsarek li serdîbaca Ehmedê Xanî, ç. 1, weş. Apec, 1995, Stockholm.
21- Şerefnameya Menzûm, ç. 1, weş. Amîral, Bêrûd, 1997. (helbest)
22- Tarîxa Kurdistan , “Ȋmperatorîya/Dewleta Kurdî Eyûbî”, c. 3, ç. 1, weş. Roja Nû, Stockholm, 1999.
إلا أنه ما زالت له مخطوطات تنتظر الطباعة، وعددها 30 مخطوطاً بين تأليف وترجمة، وقد كانت موجودة لدى ابنه الراحل كسرى (كيو) المقيم في السويد[81]:
1- Dîwana Seyday, Cizerî (şirovekirin).
2- Dîwana Seydayê Ehmedê Xanî (şirovekirin).
3- Çend şorişên Kurdên Kevnar.
4- Destûra Kurdistan (helbest).
5- Awa û destûra zimanê Kurdî (Grmatik) bi Latînî.
6- Hozan û torevanên Kurdistanê perçê 1 (werger).
7- Hozan û torevanên Kurdistanê perçê 2 (werger).
8- Ferheng (Latînî).
9- Kurd, Basîl Nîkîtîn (werger).
10- Mînoriskî (werger).
11- Lêkolîna li ser Rojhilata Navîn.
12- Hespên ristevanên Kurdistan.
13- Leyla û Mecnûn (werger).
14- Li ser instîtîta Kurdî li Lênîngrad.
15- ûsiv û Zelîxe (werger).
16- Ristê hin ristevanan.
17- Gotinên Pêşîyan.
18- Hesenê Mûsa (çîrok).
19- Nivîsar (Hin nivîsar).
20- çîroka xortê Îranî (werger).
21- Dewleta Mahabadê (werger).
22- Dewleta Eyûbî li Yemenê.
23- Çîrokên Kurdî.
24- Kêferat li ser Kurdistanê, Xalifîn (werger).
25- Tarîxa benî Eyûb, perçê 1.
26- Tarîxa benî Eyûb, perçê 2.
27- Tarîxa benî Eyûb, perçê 3.
28- Baqismatê reş, çîrok (werger).
29- Şûforê kemyona sor.
30- Dîwana Cegerxwîn 1927.
أما موضوعات شعره فقد تعددت، (قومية، وطنية، أممية، المرأة والغزل والحب، فلسفية، رثاء، مدح، هجاء، وصف الطبيعة، اجتماعية، تاريخية،….)، لقد حاول جگرخوين أن يكتب عن كل شيء، أراد أن يثبت أنه مرآة لشعبه ولمجتمعه، ولكل جغرافية وطنه، وأنه صديق لكل إنسان خيّر على هذه الأرض، وأن قصائده مرآة لحقيقة أخلاقه السامية والنبيلة، فبقي يدافع عن المظلومين وبوعي، ويهاجم أعداء وطنه حتى آخر كتاباته، بكل ما يملك من جرأة، فكثيرة هي قصائده التي تصف ظلم وجور السلطات الحاكمة لكردستان، وممارساتهم بحق الشعب الكردي..[82]
ترجمت بعض أعمال جكر خوين إلى لغات أخرى كالعربية، وانتشرت مقالات تصف أعماله الكثيرة في صحف ومجلات عديدة، وخصصت بعضها ملفات كاملة عن أعماله كما في مجلة (W).[83]
أما الدراسات الأكاديمية الجادة عن أعماله، فمع الأسف قليلة، ولا تليق بحجم ومكانة جگرخوين وشعره، ولهذا أسبابه الخاصة، ربما مردّه إلى الوضع السياسي العام الذي يعيشه الكرد، ومن أهم تلك الأعمال كتاب عن مفهوم السلطة في شعر جكرخوين للكاتب والباحث اللغوي ميكائيل بلبل[84].
خاتمة
لقد أسهم جگرخوين في إغناء الساحة الثقافية الكردية، بمؤلفاته المتعددة في الأدب والتاريخ واللغة، واستطاع أن يثبت أنّه شاعر بارع في نقل مآسي شعبه وتاريخه إلى قصائد ذات موضوعات وطنية واجتماعية وانسانية، ليتغنى بها حتى العامة من الناس، لما تميز به من بساطة الألفاظ والكلمات، وصدق المشاعر وعمق المغزى وقوة التعبير عن المعاناة.
لقد اتّخذ جگرخوين الشعر كسلاح واتّقن في استخدامه لمجابهة عدوّه حينما يشاء، واتّخذ الشعر كشمس أنار بها المساحات المظلمة من التاريخ الكردي، كما اتّخذ الشعر كحقيبة مليئة بكلمات الحب والغزل استطاع من خلالها أن يُعيد النضارة إلى الحياة، والحب إلى قلوب العشّاق، وفي كل قصيدة تنبعث رائحة كردستان، ولا تخلو مجموعة من مجموعاته الشعرية من عبق التاريخ.
[1] – أصبحت تابعة لولاية باتمان منذ 16- أيار – 1990 . للمزيد انظر:
Zülküf Kışnak, Batman Bajarê ku Dîroka Xwe Hembêz Dike, Gun Matbaacilik, Stenbol 2013, r. 217.
[2]– Cegerxwîn, Pirîsk û Pêtî, ç. 1, Şam 1945, r. 163.
[3]– كندال نزان، حوار أجراه مع الشاعر جگرخوين عام 1983 في المعهد الكردي بباريس، وبث على قناة kurd 1، (تاريخ النشر 24-10-2012)، (تاريخ الاقتباس. 12-10-2016) ، https://cutt.us/d2q6Y
[4] – كان ذلك حوالي سنة 1910 حيث تساقطت الثلوج بغزارة، ولمدة طويلة قيل أكثر من شهر.
[5] -Cegerxwîn, Jînenîgarîya min, ç. 1, weş. Apec, Stokholm 1995, r. 24.
[6] – عامودا: مدينة كردية قديمة تقع على الحدود (السورية –التركية)، تبعد عن مدينة قامشلي السورية 30 كم تقريباً.
[7] – بيدر ممو Beyder Memo (هارمانلي Harmanli): من قرى الكرد الأومرية في طور عابدين، تتبع إدارياً لـ (مدياد).
[8] -Cegerxwîn, Jînenîgarîya min, r. 21, 27, 55, 56.
[9]– Cegerxwîn, Pirîsk û Pêtî, r. 163.
[10]– Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 64.
[11]– Cegerxwîn, Pirîsk û Pêtî, r. 163.
[12]– Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 50, 58,59.
[13]– Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 83- 84.
[14]– Cegerxwîn, Kî me ez, ç.1, Beyrût 1973, r. 310 – 312.
-[15] أغلب هذه القرى واقعة في سهول دياربكر، ماردين، الجزيرة السورية (بن ختي)، وبعضها في كردستان العراق، وإيران.
[16]– Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 88, r. 91.
[17]– Cegerxwîn, Jînenîgariya min,r. 107, r.109.
[18]– Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 130- 131.
[19]– Cegerxwîn, Şefaq, ç.1, weş. Roja nû, Stokholm 1982, r.96.
[20] – كان ذلك عام 1928، وسيدا يعني أستاذ والمقصود هنا إنهاء علومه الدينية بمراتبها الاثني عشر (منتهي)، وكان يلقب بـ (melayê muntehî yê diwazde ‘ilmî)، ويحق للحاصل على هذه الشهادة أن يدرّس (الفقهاء)، ويفتح مدرسة خاصة به في القرى أو المدن لمنحهم إجازات.
[21]– Cegerxwîn, Jînenîgariya min, 177-179.
[22]– Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 93.
[23]– Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 183.
[24]– Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 127.
[25]– Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 178.
[26]– Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 137.
[27]– Cegerxwîn, Jînenîgariya min,r. 136.
[28]– Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 202.
[29]– Keyo Cegerxwin, “Cegerxwin”, Govara Nûbûn, jimara 74, adar 2006, r. 41.
[30]– Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 183 – 184.
[31]– Cegerxwîn, Jînenîgariya min,r. 211 – 213.
[32]– Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 68.
[33]– Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 185 – r. 190 .
[34]– Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 185.
[35]– Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 163-164.
[36]– Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 211.
[37]– Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 202-203.
[38]– Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 211-213, 233, 234, 241.
[39]– Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 242. Keyo Cegerxwin, “Cegerxwin”, r. 41.
– كندال نزان ، حوار أجراه مع الشاعر جگرخوين عام 1983 https://cutt.us/d2q6Y
[40] – Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 269.
[41] – Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 275-276.
[42]– Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 177.
– للمزيد انظر؛ بله ج. شيركوه، القضية الكردية – ماضي الكرد وحاضرهم (جمعية خويبون الوطنية الكردية)، رابطة كاوا للثقافة الكردية – دار الكاتب، ط1، بيروت 1986.
[43] – Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 263-264.
[44] – Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 290-291.
– شكري القوتلي: رئيس الجمهورية السورية الأولى بين (1949 – 1943) ثمّ (1958 – 1955) .
[45] – Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 290-292.
[46]– Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 284-285.
[47]– Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 291.
[48] -Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 326-327.
[49] – للمزيد عن تأسيس الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا، انظر: محمد ملا أحمد، صفحات من ناريخ حركة التحرر الوطني الكردي في سوريا، منشورات رابطة كاوا، أربيل، 2001. عبد الحميد درويش، أضواء على الحركة الكُردية في سوريا (1956-1983م)، د.م، 2003م. علي صالح ميراني، الحركة القومية الكوردية في كوردستان سوريا (1946- 1970)، ط1، مطبعة وزارة التربية، أربيل، 2004.
[50] – Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 330-331.
[51] – Keyo Cegerxwin, “Cegerxwin”, r. 41.
[52] – Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 342, 343, 346.
[53]– Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 328.
[54]– Keyo Cegerxwin, “Cegerxwin”, r. 41
– كندال نزان ، حوار أجراه مع الشاعر جگرخوين عام 1983 https://cutt.us/d2q6Y
[55]– Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 328.
[56]– Keyo Cegerxwin, “Cegerxwin”, r. 41-42.
[57]– Salih Kobanî, Belgefilmek li ser jiyana Cegerxwîn bi navê (Ji Hesarê ta Siwêdê), Kurdistan TV, https://cutt.us/0eZpJ
[58]– إبراهيم اليوسف، حوار بينوسا نو مع كيو جكرخوين، الحوار المتمدن، العدد 4622 ، (تاريخ النشر 02/11/2014)، تاريخ الاقتباس (12/02/2016)، https://cutt.us/l4uqF
[59]– Cegerxwîn, Kî me ez, r. 106.
[60]– Cegerxwîn, Pirîsk û Pêtî, r. 95.
[61]– Cegerxwîn, Jînenîgarîya Min, r. 91-92.
[62]– Cegerxwîn, Jînenîgariya min,r. 170.
[63] – Cegerxwîn, Jînenîgariya min,r. 178.
[64]– kovara Hawar, Çapxaneya Tereqî, Şam, sal: 1932 (j. 4, r. 6), ( j. 5, r. 7), (j. 6, r. 4), (j. 9, r. 6), (j.10, r. 3, 5-6), (j. 11, r. 8), (j. 13, r. 3, 5), (j. 14, r. 2), sal: 1933 ( j. 16, r. 3-4), (j. 18, r. 5), (j. 19, r. 4-5), (j. 20, r. 12), (j. 21, r. 8), (j. 22, r. 1-3, 8), (j.23, r. 6), sal: 1934 (j.24, r.7), (j. 25, r. 4), sal: 1941 (j. 27, r. 6), (j. 28, r. 7-8), (j. 29, r. 9), (j. 30, r. 6), (j. 31, r. 6), sal: 1942 (j. 39, r. 9), (j. 51, r.4), sal: 1943 (j. 52, r. 4, 8, 11), (j. 54, r. 2), ( j. 57, r. 4, 6).
[65]– Cegerxwîn, Pirîsk û Pêtî, r. vııı
[66]– Heznî Haco, Tê Bîra Min, weş. Avesta, Stenbol 2007, r. 63-65.
[67] -Cegerxwîn, Jînenîgariya min, r. 211.
[68] – استقيت هذه المعلومات في مقابلات شخصية من بعض الكتاب والشعراء الذين عاصروا جگرخوين كالكاتب دحام عبد الفتاح، والشاعر الراحل خليل ساسوني، وآخرين.
[69]– Cegerxwîn, Cîm û Gulperî, ç.1, Şam, 1948.
[70]– Cegerxwîn, Sewra Azadî, ç.1, Şam 1954, r. ıı – ııı.
[71] – صلاح بدر الدين، الحركة القومية الكردية في سوريا “رؤية نقدية من الداخل“، ط1، رابطة كاوا للثقافة الكردية، بيروت/أربيل، 2003، ص 60.
[72] – نور الدين زازا، حياتي الكردية أو صرخة الشعب الكردي، ترجمة: روني محمد دُمِلّي، ط1، دار ئاراس للطباعة والنشر، مطبعة أربيل، أربيل، 2001، ص67.
[73] – نور الدين زازا، حياتي الكردية أو صرخة الشعب الكردي، ص67.
[74] – Cegerxwîn, Reşoyê Darê, ç.1, Şam, 1956.
[75] – Cegerxwîn, Gotinên Pêşiyan, ç.1, Şam, 1957
[76] – Cegerxwîn, Awa û destûra zimanê Kurdî, ç.1, Bexdad, 1961.
[77] – Cegerxwîn, Ferhenga Kurdî, c. 2, ç.1, Bexdad, 1962.
[78] – للمزيد عن هذا المعجم انظر: خالد جميل محمد، من قضايا المعجمية الكردية، ط1، دار روافد، دمشق، 2008، ص 77- 112.
[79] – Cegerxwîn, Kî me ez, r. 5.
[80] – Cegerxwîn, Salar û Mîdiya, ç.1, Bêrût, 1973.
[81]– Keyo Cegerxwin, “Cegerxwin“, r. 42-43.
– توفي كسرى جگرخوين (كيو) في 26 آذار 2020 بجائحة الكورونة في السويد، وكان هذا البحث قد أعدّ قبل تاريخ وفاته.
[82] – كان الكاتب والباحث اللغوي (قناتي كوردو Qenatê Kurdo) قد صنّف قصائد الشاعر جكرخوين إلى عشر موضوعات، للمزيد انظر؛
Qenatê Kurdo, Tarîxa Edebyeta Kurdî, ç.2, Seçkln Ofset Matbaacilik, Ankara, 1992, r. 141.
[83]– Kovara W, sal.6, Hejmar 28, Rezber-Kewçêr 2009, r. 36-66.
[84]– Mîkaîl Bilbil, Helbesta Cegerxwîn û Îqtîdar, ç. 1, weş. Lîs, Dîyarbakir 2016.