افتتح الفنان التشكيلي السوري نجم الدين السمان معرضاً تشكيلياً في مدينة بيزانسون الفرنسية تحت عنوان الرسم بالقهوة السورية، حيث لاقى المعرض تفاعلاً واسعاً بين الفرنسيين.
وتفادى المعرض التناول المباشر للحرب السورية ومآسيها، مكتفياً باستحضار ثيمة الحنين، وجراح الشتات.
وقال السمان في لقاء مع العربي الجديد: إنه “كان المعرضان مبرمجين قبل جائحة كورونا؛ وتأخرا عامين كاملين بسبب تجميد النشاطات الجماعية في فرنسا”.
وأضاف “صادف أن المعرض الأول كان فوتوغرافياً، وبعنوان: “من دمشق إلى بيزانسون”، والثاني كان تشكيلياً،و بقيت هواياتي في التصوير الضوئي، وفي الرسم والخط العربي، حاضرة بين نصين إبداعيين أكتبهما، أو بين مقالتين؛ فقد كرست نفسي ككاتب وكصحافي؛ لكن تلك الهوايات كانت تجرني أيضاً إلى غواياتها”.
كما أشار “علاقتي بالرسم وبالقهوة يومية ودائمة، بل هي علاقة أشبه بالطقوس الصوفيّة. وعنها كتبت أكثر من نص؛ ولدي قصة بعنوان: “12 فنجان قهوة”؛ وصادف أن نفدت علبة الألوان ذات يوم، وكان فنجان قهوتي أمامي، فغمست ريشة ألواني فيه ورسمت. وما زلت أمارس تلك التقنية”.
ولفت في حديثه “حين صرت في فرنسا تابعت تحضير قهوتي بالطريقة السوريّة ذاتها؛ وتابعت الرسم برحيقها؛ أمّا عن غياب ملامح الوجوه في لوحاتي فتعود إلى ما شهدناه كسوريين من قتلٍ وموتٍ تحت التعذيب، ودمار نصفِ مدننا وقرانا؛ ففي المقتلة الدموية التي مارسها النظام وحلفاؤه الإيرانيون والروس.. تختفي الملامح الفرديّة حين يُعاني السوريون من المصير ذاته؛ فعناوين لوحاتي تراوحت بين: رحيل؛ السوريون يصعدون إلى السماء؛ هجرة.. إلخ؛ لا مكان لقصة فردية؛ بل لقصة الجموع”.
وذكر في حديثه “كنت أقيم في دمشق القديمة بجانب “مدرسة بيزانسون” التي أنشأتها “راهبات العناية الخاصة” القادمات من تلك المدينة الفرنسية عام 1924، وقد تبرّع التاجر الدمشقي أنطون حمصي بقصره ليكون مقراً لها؛ دخلت إلى القصر، وصوّرت لقطاتٍ له قبل 20 عاماً، لم أكن وقتها أتخيّل بأنّي سأكون لاجئاً سورياً في بيزانسون بالذات؛ التي تربطني بها أيضاً محبّتي لفيكتور هوغو المولود فيها؛ والذي قرأتُ أعماله وأنا يافع مُترجمةً إلى العربية”.
وأوضح “في معرضي الفوتوغرافي “من دمشق إلى بيزانسون” خصصت قسماً لدمشق القديمة، حيث كنت أعيش وأعمل؛ وقسم آخر لهذه المدينة التي استقبلتني؛ والتي رأيتها بعين كاميرتي أيضاً، وكانت أصداء المعرض جيدة في الصحافة المحلية، وعبر الحضور والمتابعة؛ ولم تكن شريحة من السكان تعرف بوجود مدرسةٍ في دمشق باسم مدينتهم.. وربما هذا ما دفعهم لمُتابعة المعرض والاهتمام به؛ إضافة إلى كونهِ جولةً لهم في دمشق القديمة التي أحفظ أزقتها وظلال بيوتها بعيني الثالثة. ونقلتها لهم بكاميرتي”.
*نداء بوست