دعوة إلى جميع الزملاء الكتاب والباحثين والمثقفين والفنانين للمشاركة
في ملف مجلة أوراق العدد 19
استكمالاً لمشروع “أوراق” الذي يهدف الى التعريف بالخارطة الثقافية والإبداعية، ضمن الجغرافية السورية، والذي بدأ بإنجاز ملف خاص عن “أدب الكرد السوريين” تضمنه العدد 13 من المجلة، ومن ثم العدد 15 حول الأدب والثقافة في إدلب، وأخيراً العدد المزدوج 17- 18 الذي عُني ملفه بالثقافة في “الجولان السوري المحتل“.
فإن هيئة التحرير، تُخصص ملف العدد الجديد، للإضاءة على الحركة الثقافية، والنتاج الإبداعي في الآداب والفنون في محافظة الرقة، والتي تبدو لمن يعرف الرقة جيداً، أنها شكلت حالة ثقافية مميزة في الجغرافيا السورية، وقدمت منجزاً مهماً في تلك الحقول، سواء على صعيد الكتابة والفنون، أو في مشروعات وبرامج وأنشطة العمل الثقافي، التي شهدتها الرقة، طوال العقود الماضية، وشكلت علامة فارقة في الحياة الثقافية السورية، على الرغم من إمكانياتها المتواضعة، حيث نُظّمت فيها العديد من المهرجانات الثقافية المتخصصة بدءاً من مهرجان العجيلي للرواية العربية ومهرجان الشعر واستمراراً بمهرجان للمسرح وآخر للفلكلور وملتقى للرسم.. وهو – إن جازت المقاربة – ما عجزت عن إنجازه وزارة الثقافة السورية. وذلك مؤشر هام على عمق وأصالة وتميز الحراك الثقافي، بمبدعيه من كتّاب وفنانين، للكثير منهم أثرٌ ملموس في حياتنا الثقافية.
وقد ارتبط تنامي الحركة الأدبية والفنية، بنهوض اجتماعي مدرك لأهمية الثقافة في الحياة العامة، انعكس ذلك بوضوح كبير تجلى في دعم القطاعات الشعبية، غير الحكومية، المؤسسة لقطاعات العمل المدني، والأهلي في الرقة، عبر دعم برامج العمل الثقافي، مادياً واجتماعياً، وقد شكل ذلك خطوة مهمة بواقع انحسار دور الدولة، وتراجع مكانتها، أو الاستناد إليها في الحياة الثقافية، مثال مهرجان العجيلي للرواية العربية، وغيره، وكذلك وجود متحف خاص هو “متحف طه الطه” الذي ساهم بتأسيس حالة ثقافية نوعية، عبر جهد فردي، حظي بدعم مجتمعي فريد. وهي مظاهر نكاد لا نعرف شبيهاً لها في سوريا.
وخلال تلك السنوات، برز عشرات الكتّاب والصحفيين، والفنانين، وبرزت تجاربهم في أفق الكتابة والإبداع الفني، وصدرت أعمال روائية وقصصية، وشعرية، مهمة، وكانت الرقة ولا تزال عاصمة القصة السورية، وتتجه اليوم لتتبوأ مكانتها في عالم الرواية، مع مؤشر إضافي، يتمثل بحضور لافت للبيئة الفراتية، والمكان عموماً، في بنية تلك التجارب الإبداعية. ويضاف إلى ذلك حركة تشكيلية رائدة، يُشار إلى مكانتها في المشهد التشكيلي السوري.
ولأن الرقة ظُلِمت مرتين: الأولى حين حولها نظام البعث إلى مزرعة خاصة به، تمده بالقمح والقطن والكهرباء المنتجة من سدّ الطبقة، والثانية حين حول تنظيم “داعش” تلك المدينة، بإشعاعها الثقافي، إلى مركز أو عاصمة لدولته المستبدة والمتخلفة بآن معاً، بدون أن يهتم أي من الاستبدادين بسكان تلك المحافظة ومصالحهم ومشيئتهم، وقد تعرض المبدعون للإقصاء والتهميش المتعمدين، من قبل النظام الأسدي الاستبدادي، ومن قبل المنظمات الإرهابية، وسلطات الأمر الواقع التي تحكمت- ولا تزال – بمصائر أهلها، فكان المثقفون، والمؤسسات الثقافية، ضمن الاستهداف التدميري المنظم، الذي توّجه النظام السوري بتدمير المركز الثقافي، وحرق مكتبته الكبرى، وكذلك قيام داعش بإحراق الكتب والمكتبات فيها.
لذلك فإننا من باب الوفاء لهذه المحافظة، نتوجه إلى جميع أصدقائنا الكتاب والباحثين والمثقفين والفنانين، للمساهمة معنا في هذا العدد الذي ينفتح محوره على “الثقافة والأدب والفنون في محافظة الرقة”، إضافة للمساهمة في باقي ملفات أوراق كالدراسات والترجمة والتشكيل والحوار ومختلف صنوف الإبداع.
مع التنويه في الختام، بأن العمل في رابطة الكتّاب السوريين، بصفتها مؤسسة ثقافية مستقلة، لا تتلقى التمويل من أي جهة، وكذلك النشر في موقعها، وفي مجلة أوراق، يقوم على مبدأ العمل التطوعي، في ظل ندرة الموارد المالية المتاحة حالياً.
تتطلع هيئة تحرير “أوراق” الى استجابتكم الكريمة، ويسرها أن تتسلم مشاركاتكم القيمة، في موعد اقصاه نهاية شهر كانون الأول/ ديسمبر 2022، عبر إيميل المجلة:
وتفضلوا بقبول فائق التقدير والاحترام
1 نوفمبر 2022
هيئة تحرير أوراق