البيان الختامي لاجتماعات المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب

6

البيان الختامي الصادر عن اجتماعات المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب

أبوظبي 3-5 يونيو/حزيران 2013

انعقد اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة بين 3-5 يونيو/حزيران 2013  برئاسة الأستاذ محمد سلماوي الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وبحضور ثلاثة عشر وفداً ممثلاً للاتحادات والروابط والأسر والجمعيات الأعضاء، وهم:

اتحاد كتاب مصر؛ الاتحاد القومي للأدباء والكتاب السودانيين؛  اتحاد الكتاب التونسيين؛ اتحاد الكتاب الجزائريين؛ اتحاد كتاب المغرب؛  اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين  ؛الاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين؛ رابطة الكتاب الأردنيين؛  الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين؛  رابطة الأدباء في الكويت؛  أسرة الأدباء والكتاب في البحرين  ؛الجمعية العمانية للكتاب والأدباء؛  اتحاد الكتاب اليمنيين؛

 بالإضافة إلى وفد الأمانة العامة.

وبعد استعراض شامل وعميق للمتغيرات التي يشهدها الوطن العربي على الصعد كافة، ومراجعة التأثير المحتمل لكل ذلك على واقع المثقفين والأدباء والكتاب العرب، وقبل ذلك على واقع الدول العربية وتطلعات شعوبها المشروعة إلى تحقيق قيم الحرية والعدالة والاستقرار؛ خلص المجتمعون إلى ما يلي:

أولاً: تابع الاتحاد العام متغيرات الساحة العربية بالكثير من الترقب والقلق خصوصاً ما اتصل منها بآثار الثورات في عدد من البلاد العربية، ولاحظ صعود تيارات وجماعات تتبنى خطاباً تكفيرياً وإقصائياً، ما يهدد الأمن القومي الثقافي والوحدة الوطنية، وما يتيح للاتجاهات الطائفية والعنصرية القيام بأدوارها المشبوهة المعلومة، وهو الأمر الذي يستدعي التعامل مع الواقع الجديد بيقظة وانتباه، والتصدي له بروح جمعية تقدم المصالح القومية والوطنية العليا على ما عداها، على أن يترافق ذلك مع الترشيد والحكمة.

ثانياً: يؤكد الاتحاد العام، والحالة تلك، إيمانه وإيمان أعضائه بالتعددية والحرية، ويحثّ الدول العربية على تبني قيم العدل والحق والمساواة والسياسة المتوازنة، لافتاً النظر إلى أن تيارات الإسلام السياسي والتطرف تجد طريقها إلى السيطرة سهلاً في حالة فراغ أوطاننا من الدساتير والتشريعات التي تكفل كرامة الإنسان العربي.

ثالثاً:  راقب الاتحاد العام على مدى الفترة الماضية ما يتعرض له التراث الثقافي الفلسطيني من طمس لآثاره إلى جانب نهب وسرقة جزء من العناصر الثقافية المكونة للهوية الوطنية الفلسطينية، وأقر الاتحاد تخصيص يوم كل عام للاحتفال بيوم الثقافة الفلسطينية، وذلك نحو إقامة أنشطة ومحاضرات وندوات ومعارض كتب وتشكيل في جميع المنظمات القطرية التابعة للاتحاد العام.

رابعاً: يؤكد الاتحاد العام ضرورة تكريس فكرة الدولة المدنية، والنظر إليها كمشروع قومي ووطني قابل للتطبيق بتهيئة جميع أسبابه ووسائله، بحيث تبنى الدول على أساس مبدأ المواطنة، مع نبذ نزعات التطيف والتمذهب والانحياز إلى العصبيات والمصالح الضيقة، وكذلك العمل على تحقيق البيئة الوطنية للمكونات الاجتماعية من دون استثناء. وفي هذا الصدد يؤكد الاتحاد العام حق الشعوب في الوصول إلى حقوقها بالوسائل المشروعة، خصوصاً تلك المتصلة بإشاعة الديمقراطية، وإقرار الحريات العامة والعدالة الاجتماعية والسياسية، والسعي للحيلولة دون إعادة إنتاج الديكتاتورية بأشكال جديدة.

كما يدين الاتحاد العام الفتاوى التي تثير الفتنة والاقتتال وشق صف الأمة، وتأتي فتاوى الشيخ القرضاوي في هذا السياق الذي يدعو إلى إباحة الدم، واستدخال القوى الأجنبية للبلاد العربية بما لا يخدم وحدة الأمة واستقلالها.

خامساً: شدد اجتماع المكتب الدائم على أهمية وضرورة مواجهة مخاطر التهويد التي تزداد على القدس الشريف وعموم الأراضي الفلسطينية، ومطالبة الدول العربية شعوباً وقيادات لدعم مقاومة الاحتلال، وتوفير كل ما من شأنه إسناد صمود أهلنا في الأرض المحتلة.

سادساً: مقاومة التطبيع، والعمل الجدي نحو تعزيز مواجهته بكل أشكاله، وأن تعمل المؤسسات الوطنية في الدول العربية ذات الاختصاص الأكاديمي والفكري والثقافي على ترسيخ القضية الفلسطينية باعتبارها القضية الأولى، مع حشد الإمكانات المادية والمعنوية لنصرة الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاستيطان بوصفه سياسة عدوانية ممنهجة، والوقوف معه لنيل حقوقه التاريخية المشروعة.

ويتبنى الاتحاد العام عقد مؤتمر سنوي موضوعه «مقاومة التطبيع » بحيث تتناوب الاتحادات العربية على تمويله واستضافته.

سابعاً: يقف الاتحاد العام بقوة ضد ما تتعرض له بعض البلدان العربية كفلسطين والعراق من عمليات سرقة لتراثها، ويدعو إلى اتخاذ كل ما يلزم لإيقاف ذلك، وإعادة كل ما تمت سرقته، بوصفه حقاً تاريخياً للأجيال جميعاً لا لجيل بعينه.

ثامناً: يرفض الاتحاد العام التدخلات الأجنبية في أي شأن عربي، ويدين أي وجود عسكري في أية دولة عربية، ويرجو لمناطق التوتر والنزاع في الوطن العربي التوصل إلى معالجات داخلية عبر الحوار الحر غير المشروط، بحيث يكون الحوار حالة مستمرة وغير طارئة.

وفي هذا السياق ينظر الاتحاد العام إلى ما يجري في سوريا بقلق شديد، ويدعو الأطراف جميعاً إلى الحرص على صون الوطن واستقلاله، وتجاوز حالة الاحتراب اليومي، مع التأكيد على حق الشعب السوري في الحياة الديمقراطية الكريمة.

 تاسعاً: يؤكد الاتحاد العام وقوفه مع السودان ضد التدخلات الأجنبية التي تهدف إلى تمزيقه، ومحو هويته العربية، كما يدين تدخلات القوى الأجنبية بالمال والسلاح، والدعم اللوجستي والإعلامي في العدوان على الأراضي السودانية، وترويع الآمنين في مناطق التماس في دارفور والنيل الأزرق وكردفان. كما يدعو الاجتماع إلى الحل السلمي، وأن يجلس السودانيون لحل نزاعاتهم عبر الحوار البناء الذي يحفظ للوطن كرامته وحريته واستقلال قراره.

عاشراً: يتضامن الاتحاد العام مع دولتي مصر والسودان ضد المشروعات المائيّة الماسّة بحقوقهما التاريخية والمشروعة في مياه النيل، وفق الاتفاقيات الدولية التي تصون هذه الحقوق، مع كامل التقدير للتعاون التام بين دول حوض النيل فيما يعود بالخير على هذه الدول كافة.

حادي عشر: يؤكد الاتحاد العام تضامنه مع دولة الإمارات العربية المتحدة وحقها المشروع في جزرها الثلاث )طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى(، ويدين استمرار احتلال تلك الجزر من قبل إيران، وعدم استجابتها للمطالبات المتكررة لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة، أو التحكيم الدولي. كما يدين الممارسات والتصريحات الإيرانية الأخيرة الرامية إلى تغيير الوضع الجغرافي والديمغرافي لهذه الجزر.

ثاني عشر: يدعم الاتحاد العام دولة الإمارات العربية المتحدة في جميع ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها الوطني، وحقوقها المشروعة للتصدي للتيارات الظلامية التي تستهدف الاستقرار والسلام الاجتماعي في هذا القطر العربي العزيز.

ثالث عشر: يدين الاتحاد العام تدخل إيران في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، وتهديداتها المتكررة التي تستهدف عروبتها.

ويدين كذلك الاستعمار الإسباني لمدينتي سبتة ومليلة المغربيتين، ويطالب بتحريرهما فوراً من فبضة الاحتلال الإسباني مع بقية الجزر المغربية المحتلة.

كما يدين الغارات المتكررة من الطائرات الأمريكية دون طيار على المواطن اليمني بطريقة ممنهجة، ويبارك ما تقوم به الحكومة والشعب اليمنيّ من مواجهات ضدّ الميلشيات المتطرفة والفكر الظلامي الذي تتنامى أنشطته في اليمن. ويبارك كذلك لكافة الفرقاء السياسيين مؤتمر الحوار المستمر انعقاده في سبيل الخروج باليمن من مخاطر التشطير والاحتراب.

ويعبر الاتحاد العام أيضاً عن وقوفه مع جمهورية الصومال في نضالها لاستعادة دورها عضواً حياً وفاعلاً ومؤثراً في الأسرة العربية، لاسيما وهي تسعى إلى محاربة قوى التطرف والظلامية، وإقامة الكيان المدني الحرّ.

رابع عشر: يحث الاتحاد العام جميع الدول الشقيقة على الاهتمام بلغتنا الأم  لغة الضاد، والحرص على أن يضمن ذلك في مناهج التعليم النظامي منذ سنواته الأولى، بحيث يكون ذلك إلزامياً في مؤسسات التعليم العاملة في الوطن العربي.

خامس عشر: يطالب الاتحاد العام الدول العربية التي لم تسمح حتى الآن بإقامة كيانات ثقافية تعبر عن الأدباء والكتاب فيها إلى المبادرة إلى ذلك.

سادس عشر: تعبر الاتحادات العربية عن امتنانها العميق لدولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعباً لما وجدوه من حسن الاستقبال وكرم الضيافة وأجواء الحرية التي أسهمت في نجاح الاجتماع.

6 تعليقات

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here