الأنوثة العابرة: التحرر من النوع

0

ترجمة: ليلى عبد الله

دعت حركة النشاط العابرين جنسيا إلى حقها في التخلص من قيد الجسد مُتحدية الاختلاف بين الجنسين!
في 22 يناير/كانون الثاني 2020 نشرت مارغريت ستيرن ـ فيمن سابقة في رابطة مُناهضة تعذيب النساء والعنف الجنسي ـ مجموعة من التغريدات تطرح فيها تحديا لأهمية النقاشات حول طريقة التعامل داخل الصراعات النسوية، «فقد تعززت مكانتهن داخل المُجتمع الأنثوي جالبات كل الانتباه، فهل يمكنهن الانفصال عنه؟». وقد «فسرت الأمر على أنه محاولة ذكورية جديدة؛ لمنع النساء من إيصال أصواتهن! فهل سيستسلمن بسهولة؟ هذا الجدل هو آخر تجسيد للعلاقة المُضطربة بين حركة العابرين وبعض من الحركة النسوية.
في عام 1979، وصفت الأمريكية، جانيس رايموند أستاذة الدراسات النسوية، إنه في أوساط المتحولين جنسيا النساء، كذبة، أو نساء مُزيفات تم تصنيعهن من قبل أطباء رجال؛ بغاية دمجهم وسط الحركة النسوية والمثليين من أجل القضاء عليهن! وقد لاحظ عالم الاجتماع إيمانويل بوباتي، أن «هذا هو شكل الاستعمار الذي نجده اليوم في أقلية من النسويات اللاتي، غالبا، ما يُبادرن بالخطاب»!
تندرج «حركة العابرين» ضمن تاريخ الحركات النسوية، للمُطالبة بالحق في التخلص من قيد الجسد: «يرتكز العابرون على هذه الفكرة؛ لدحض مبدأ التقييم النفسي، الذي يُفرض على الأشخاص الراغبين في الخضوع لتعديلات جسدية تنطوي بدورها على تحول للقواعد الجنسانية». مع ذلك فإن مطلبهم النسوي لم يعد قائما بين الجنسين؛ لهذا فإن النصوص التأسيسية للأمريكيتين ساندي ستون (بيان المتحولين 1979) أو ليزلي فاينبرغ (تحرير المتحولين جنسيا 1992) مستوحاة من مناهج الكويريين الذين يتلاعبون بهذا الجنس. «يُعتبر الفيلسوف ميشال فوكو مرجعا مُهما بالنسبة لنظرية الكويريين التي ترى أنه لا يمكن التخلص من الأعراف، وبدلاً من محاولة إجهاضها يجب علينا الإطاحة بها. وهكذا يمكن أن يصبح تغيير الجنس شكلاً من أشكال مقاومة الهيمنة الأبوية والصلابة IELOIT الجنسانية» كما بينت.
دعت الاجتماعات التي قام بها الكويريين في فرنسا إلى مُناهضة التحديات التي تواجه المساواة بين الجنسين، حيث قامت ماري هيلان/ سام بورسيي النسوية العابرة، إلى شحذ جميع جهود الحركة، لكن ذلك لم يكن مُمكنا إلى حد أن تأسست جمعية «أوترانس» سنة 2008، وكان مما قدمته الجمعية أن «الآليات التي تخفي وصمة العار وتستثنيهن هي بالضبط الآليات نفسها التي تستبعد النساء مثليي الجنس وبقية الأقليات».
منذ بضع سنوات تضاعف نشاط العابرين الجنسيين؛ فكانت لهم مُشاركة في اليوم العالمي للمرأة، وورشات الدفاع النفسي للأشخاص المتحولين جنسيا، وتوقيع وثيقة «نحن النسويات/ الأنثوية» لمُجابهة صعود اليمين المُتطرف في فرنسا، وصولا إلى حركات راديكالية مثل «إضرابات النوع» للاحتجاج ضد النمطية الجنسانية داخل عالم مُحترف.

٭٭ كويير: انطلاقا من «وجهة نظر الكويير» تقسيم الجنس والنوع إلى صنفين مُحددين، امرأة ورجل، هو بناء اجتماعي لا يتوافق مع التنوع البشري. خلافا لدور المرأة والرجل ومكانتهما النمطية، سيكون هناك طيف لنوع وسيط وهجين يصعب التعرف عليه مثل مثلي الجنس، إنترسيكي والعابرين. مثلا جوديث بتلر، وبول. ب بريكيادو من أبرز وجوه هذه الحركة.
٭ مجلة العلوم الانسانية الفرنسية – عدد 63

*القدس العربي