أشخاص قليلون في التاريخ تمكنوا من حصد إعجاب الملايين من البشر حول العالم، واحتفظوا بسمعة طيبة طوال حياتهم وبعد موتهم، لكن للأسف لا يوجد شخص كامل دون أخطاء، وإن كان من الممكن التجاوز عن الأخطاء، إلا أن بعض الأخطاء تكون من السوء بحيث لا يمكن تجاوزها. وفي السطور التالية سنسلط الضوء على بعض الجوانب المظلمة في شخصيات لطالما نظر إليها بشكل مثالي.
الجنس يلطخ جلباب غاندي الأبيض
وجه نحيف، وجسد هزيل، وجلباب أبيض، صورة ذهنية للمهاتما غاندي نحتفظ بها، ونحمل معها نواياه الطيبة، ومعاركه السلمية البيضاء مع أبناء وطنه الهنود ضد بريطانيا، وفي الأغلب لا نرى خلف هذه الصورة حقيقة هذا الزعيم المُلهم.
اختبأت حياة غاندي الجنسية خلف تصريحاته المتعففة، فأشار إلى أن الجنس والرغبة الجنسية هي خطايا، والحديث عنهما من واردات الغرب القذرة التي يجب تجنبها حتى لا تفسد شباب الهند وثقافته، بل إنه دعا أتباعه من النساء أن ينذرن أنفسهن للعزوبة مدى الحياة، ونصح الأزواج ألا تجمعهما غرفة واحدة، إلا إذا كانوا ينوون إنجاب طفل، أما هو فكان يفعل النقيض وبشراهة، إلى درجة وصفه بـ«مدمن جنس».
انجرف غاندي نحو حياته الجنسية مبكرًا، فحين كان والده على فراش الموت، قام غاندي من جواره، ليمارس الجنس مع زوجته، كما كان يجمع الفتيات في مكان عزلته، ليغتسلوا معه عراة، بل أنه كان يمارس الجنس مع فتاتين تدعيان مانو وأبها في نفس الوقت، وكلاهما من أحفاد أقاربه، وكان عمرهما 18 عامًا، أما عمره وقتها فكان يشارف 77 عامًا.
اعتنق غاندي البراهماتية في سن 38 من عمره، وهي فلسفة هندوسية تدعو للحياة الروحية، وتحبذ التحرر من الحياة المادية والحسية، لذا أوجب غاندي على نفسه حياة التقشف والزهد، لكنه قرر أن يحارب ملذاته بمزيد منالنساء العاريات في مكان عزلته، ودون اتصال جنسي حقيقي، وكان غاندي يلزم النساء حتى المتزوجات منهم؛ بالتواجد معه في السرير عاريات، وكان يبرر ذلك تحت بند الخدمة الوطنية ويقول: «أؤمن بأن خدمة الوطن الحقيقية تتطلب هذا الالتزام بما أفعله».
ونستون تشرشل.. نازي في زي بريطاني
اكتسب ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا إبان الحرب العالمية الثانية؛ سمعته الجيدة حول العالم من خلال جهوده لمحاربة النازيين في الحرب، ولكن المؤسف في الأمر أنه هو نفسه كان لديه قاسم مشترك معهم، وإن كانت كتب التاريخ تخفي هذا الجزء وتركز على نواياه الطيبة.
شارك تشرشل في الكثير من الحروب الصغيرة ضد الشعوب التي أرادت الاستقلال عن بريطانيا في أفريقيا، لم يعجب تشرشل مقاومة السكان الأصليين ودفاعهم المستميت عن بلادهم، ولم ير أن هذا حقهم لأن بريطانيا تغزو أراضيهم، لذا حين انضم إلى البرلمان البريطاني، دعا تشرشل إلى شن المزيد من الحرب ضد الأقليات، ووصف مقاومة السكان الأصليين للغزو البريطاني بأنهم مجرد جهاديين مختلطين.
بل أنه شارك بكل فخر في الغارات البريطانية على شعوب أفريقيا، والتي خلفت قتلى وضحايا ومنازل مهدمة ومحاصيل محروقة، بل تفاخر بأنه في السودان أطلق النار شخصيًا على ثلاثة أشخاص على الأقل، ووصفهم بـ«الوحشيين».
كما أن تشرشل دافع وأيد معسكرات الاعتقال البريطانية في جنوب أفريقيا، ولم يعجبه أن عدد القتلى من الأفارقة وصل إلى 28 ألف قتيل، وقال إنهم يصنعون «الحد الأدنى من المعاناة»، بل بصفته نائبًا بالبرلمان، طالب بالمزيد من الغزو البريطاني للدول، وتوسيع رقعة الأراضي البريطانية، لإيمانه بأن العرق الأبيض سينتصر.
وحين أعلن الأكراد التمرد ضد الحكم البريطاني، أراد نشر الرعب والقتل، قائلاً: «أنا أؤيد بشدة استخدام الغاز السام ضد القبائل غير المتحضرة»، أما موقفه الأكثر غرابة، فكان حين أطلق المهاتما غاندي حملة المقاومة السلمية ضد الاستعمار البريطاني في الهند، فطالب تشرشل بقتل غاندي، وقال: «يجب أن يكون مقيد اليدين والقدمين على أبواب دلهي، ويمر عليه فيل عملاق يحمل نائب الملك الجديد على ظهره»، أما الهنود فأعلن كرهه الشديد لهم، وقال عنهم : «أنا أكره الهنود. إنهم شعب وحشي ذو دين وحشي».
ستيف جوبز.. أسفل «التفاحة» عمال منتحرون
ارتبط اسم ستيف جوبز بشركة «آبل» ومنتجاتها التي تحقق مبيعات ضخمة في كل عام، بفضل منتجاتها المتميزة، أما هو فقد تميز بالبساطة في ملابسه، وشخصيته المثابرة، وابتسامته الصغيرة، ورغم أن شركة «آبل» ليست كل إسهاماته، إلا أنها كانت المصدر الرئيسي لجماهيريته الكبيرة، وبجانبها؛ رأس ستيف جوبز شركة بيكسار للرسوم المتحركة، وكان المساهم الأكبر فيها، وبعد أن اشترتها «والت ديزاني» صار عضوًا في مجلس إدارة «والت ديزني»، لكن كل هذا لم يمنع أن يكون لستيف جوبز جانب مظلم، ربما يفقده الاحترام الذي ناله طوال حياته.
كرر جوبز نفس خطأ والديه حين تخليا عنه فور ولادته؛ مع ابنته ليزا حين أنكر أبوته لها في بادئ الأمر على الرغم من تطابق الحمض النووي «DNA» لهما، لكن بعد ذلك اعترف بها، لكنه كان قاسيًا معها لدرجة جعلتها توصفه بـ«الشرير»، وروت ليزا وفقًا لجريدة «التليجراف» البريطانية أن أباها قبل زوجته أمامها وبدأ يحتضنها ويداه تتحركان علي جسدها، فأحرجت ليزا وقررت ترك أبيها مع زوجته فأوقفها جوبز؛ وقال لها: «ابقي هنا؛ نحن في لحظة عائلية، ومن المهم أن تبقي لكي تكوني جزءًا من هذه العائلة»، واستطردت ليزا قائلة: «كنت وصمة عار بالنسبة له مع صعوده المذهل، لأن قصتي لم تتناسب مع رواية العظمة والفضيلة التي أرادها لنفسه؛ ووجودي دمر خطته».
جوانب أخرى سيئة ظهرت في شخصية ستيف جوبز؛ فـ«مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية(FBI)» راجع بياناته ووثائقه حين كان مرشحًا في وظيفة سياسية في البيت الأبيض أبان حكم جورج واشنطن الأب، واكتشف أنه -جوبز- يغير الحقائق ويشوه الواقع من أجل تحقيق أهدافه، مما جعلهم يصفونه بأنه «شخص مخادع»، وقالوا أن جوبز طرد عددًا كبيرًا من العاملين بشركة «آبل» نتيجة طموحه، وفعل ذلك أيضًا في شركة بيكسار؛ وهذه المرة أقالهم دون أن يمنحهم حقوقهم.
خطئية أخرى لجوبز كانت إكماله عقد تصنيع مع مصنع صيني، لا يلتزم بالمعايير العالمية للعمل، وظروفه سيئة، ومع تطلعات وطموح ««آبل» والسرعة الفائقة بين إنتاج جهاز وآخر؛ وقد انتهى الحال بالعديد من العمال الصينيين بالانتحار، بسبب ضغوط العمل في المصنع، العمال كانوا يلقون بأنفسهم من الأدوار المرتفعة في بنايات النوم الخاصة بهم في المصنع
أما إدارة المصنع فعلقت أنها تخطط لبناء شبكات السلامة حول جميع بنايات العمال لمنع العمال من السقوط والانتحار، أما ستيف جوبز فقد اكتفى ببيان شركته «آبل» الذي أعربت فيه عن حزنها وغضبها من عمليات الانتحار في المصنع الصيني؛ وجاء في البيان: «نحن على اتصال مباشر مع مجلس إدارة الشركة ونعتقد أنهم يأخذون هذا الأمر على محمل الجد».
والت ديزني.. ضد النساء والعمال
أجيال كثيرة تربت على أفلام الرسوم المتحركة التي صنعها والت ديزني، لذا نحتفظ بوجهه المبتسم صورةً ذهنية لرجل أفنى عمره في رسم الابتسامة على وجوه الأطفال، إلا أن الحقيقة أنه لم يكن كذلك بالضبط، فقد كان لديه وجوه أخرى صادمة.
والت ديزني
قدم ديزني نفسه لجمهوره العاشق باعتباره العبقري المحبوب، لكن الحقيقة أن كان مهووسًا بحب السيطرة، وجنون العظمة، وكان المقربون منه يشعرون تجاهه بالخوف والكره في آن واحد، والأسوأ من ذلك أنه اتهم بالعنصرية تجاه السود، لأن بعض إنتاجاته التي صدرت بين ثلاثينيات وخمسينيات القرن الماضي تحتوي على مواد داعمة للعنصرية؛ أبرزها الفيلم الروائي «أغنية من الجنوب» والذي اعتبره بعض نقاد السينما الأمريكية «واحدًا من أكثر النصوص العنصرية الهجومية في هوليود».
النساء في حياة والت ديزني كن أدوات للأعمال اليدوية الشاقة، كان يقول أنه «لا يثق في النساء والقطط»، فكان يرفض أن يعملون رسامين للرسوم المتحركة، بل إنه ردّ علي رسالة امرأة أرادت العمل رسامة بأن «النساء لا يستطيعون العمل في أي أعمال إبداعية»، وعلى الجانب الآخر كان يرحب بالنساء في الأعمال الشاقة حبارين وما إلى ذلك من الأعمال الروتينية، ووصل به الأمر أن بعض الموظفات لديه عملن لمدة 80 ساعة في الأسبوع.
كان والت ديزني مناهضًا للشيوعية، لكن الأسوأ من ذلك أنه ربط كرهه بالشيوعية بالعمال؛ وبالاتحاد والنقابات، وحين أعلن رسامو الرسوم المتحركة في استوديوهات والت ديزني الإضراب عام 1941، بسبب عدم وجود مكافآت، وتدني الأجور، واجههم ديزني بعنف.
لذا أراد معظم موظفي الاستوديو الانضمام إلى نقابة رسامي الرسوم المتحركة، فكان رد ديزني إما النقابة أو العمل، وقد فعل هذا بالفعل في مخالفة لقانون العمل الأمريكي، ونفذ قراره بفصل مجموعة من الذين انضموا للنقابة، لكن بقية الرسامين اضربوا لمدة تسعة أسابيع عن العمل، وبعد وساطات فيدرالية، حُلت الأزمة بأن اعترف ديزني بالنقابة وضاعف الرواتب، لكنه انتقم منهم واحد تلو الآخر بعد ذلك.
شارلي شابلن.. الهوس بالقاصرات وحفلات الجنس
بخفة ظل وبعصا وقبعة؛ تحرك شارلي شابلن في السينما الصامتة التي دارات في أرجاء العالم، وسط إعجاب الملايين، لكن هذه الشخصية الساخرة الكوميدية كانت تخفي خلفها رجل هوى الفتيات الصغيرات، واستغلهن جنسيًا.
تزوج أشارلي شابلن أربع مرات، اثنتان منهن كانتا دون سن الثامنة عشر، ، وزوجته الثانية هي ليتا جراي والتي عرفها في سن الثامنة؛ وبعدها بعدة سنوات ظهرت في فيلمه «The Kid»، وقد أغواها في سن الخامسة عشر، وكان وقتها يبلغ من العمر 35 عامًا، وصارت حاملًا منه في سن 16 عامًا؛ مما دفع أمها إلى تهديده بالزواج منها أو بإبلاغ الشرطة، وقد تزوجها شارلي شابلن وأراد إجهاضها لكنها رفضت، ليجبرها بعد ذلك على الانخراط معه في علاقاته الجنسية المهينة.
ووفقًا لوثيقة الطلاق التي اكتشفت وتعود لعام 1927؛ فإن جراي زعمت أن شابلن طلب منها مطالب جنسية «مثيرة للاشمئزاز ومهينة» وأجبرها على القيام بأعمال غير قانونية في عشرينيات القرن العشرين، منها أن أجبرها على مشاركته الجنس مع فتاة أخرى في علاقة جنسية ثلاثية، وأيضًا أجبرها علي حفلة جنسية مع خمس ممثلات سينما كان يعمل معهن قبل الزواج، لكن جراي لم تحتمل كل مطالب شابلن المتزايدة فطلبت الطلاق، وحصلت على أكبر تسوية طلاق في العالم وقتها 825 ألف دولار، نظير كتمانها أسراره الجنسية.
الجنس كان جزءًا من روتين شارلي شابلن، وعن علاقاته الرسمية فقد جاء زواجه الأول من الممثلة ميلدريد هاريس، وكانت تبلغ من العمر 16 عامًا فقط، وتزوجها ظنًا منه أنها حامل، لكن الزواج لم يستمر سوى عامين، أما زوجته الثالثة بوليت جودارد فتزوجها حين كانت في عمر 22 عامًا، وهي أكبر امرأة تزوجها، وبعد طلاقها منه، تزوج الرابعة أونا أونيل وكانت تبلغ 18 عامًا، أما عن علاقاته خارج الزواج، فهو بنفسه تباهى مرارًا وتكرارًا حول مغامراته الجنسية، وأفاد بأن له علاقات جنسية مع أكثر من 2000 امرأة.
الأم تيريزا.. أرادت للفقراء مزيدًا من المعاناة والألم
انتقاد الأم تيريزا محفوف بالمخاطر، فهي شخصية مسالمة، ومحبة للفقراء، وحاصلة على جائزة نوبل للسلام، ووصلت مساعدتها عبر جمعيتها التي أسستها إلى أكثر من 100 دولة، واعترفت بها الكنيسة قديسةً رسميًا، لكن للأم تيريزا وجه آخر لا يفضل محبوها حول العالم أن يعرفه أحد.
«هناك شيء جميل في رؤية الفقراء يقبلون الهبات، ويعانون مثل المسيح، فالعالم يجني كثيرًا من معاناتهم» كان هذا تصريح أدلت به الأم تيريزا، والذي نقله الصحفي كريستوفر هيتشنز في كتابه «وضعية المبشّر: الأم تيريزا بين النظرية والتطبيق»، والذي انتقد فيه شخصية الأم تيريزا، ودعم انتقاداته بالأدلة والبراهين، ووصف منهج الأم تيريزا بأنه «يكرس الألم والمعاناة والموت».
من أبرز الانتقادات التي نالت من الأم تيريزا إدارتها لمنظمتها الخيرية «المبشرون للأعمال الخيرية»، والتي افتتحت أكثر من 500 مركز للفقراء والمرضى في أكثر من 100 دولة؛ ولكن عانت نقصًا فادحًا في الأدوية والغذاء، وحتى خدمات العناية بالمرضى، ووصفت بعثات الأطباء الذين زاروا العديد من هذه المراكز بأنها «بيوت للموت».
وقال الأطباء أيضًا أن ثلثا المرضى الذين حضروا إلى هذه المراكز كانوا يأملون في العثور على طبيب لعلاجهم، بينما مات آخرون دون تلقي الرعاية المناسبة، ولاحظ الأطباء نقصًا كبيرًا في النظافة، فضلاً عن نقص الرعاية الفعلية، وعدم كفاية الغذاء، بل وعدم وجود مسكنات للألم؛ ولا تكمن المشكلة في نقص الأموال لأن الأم تيريزا عبر هذه المؤسسة جمعت مئات الملايين من الدولارات.
دراسة نقدية أخرى أجراها علماء من جامعة مونتريال في كندا سنة 2013، جمع الباحثون فيها 502 وثيقة عن حياة وعمل الأم تيريزا، وتخلصوا من 195 نسخة مكررة، ودققوا في 287 وثيقة لإجراء تحليلهم، وهو ما يمثل 96% من المؤلفات عن الأم تيريزا وخلصوا إلى أن أسطورة العطاء والإيثار للأم تيريزا أتت من حملة إعلامية مكثفة وفعالة؛ أظهرتها بوصفها رمزًا من القدسية والطهارة، وأكدوا أن طريقتها مشبوهة إلى حد ما في رعاية المرضى، ومشكوك في اتصالاتها السياسية؛ وإدارتها المخزية لملايين الدولارات التي حولت إلى حساباتها السرية؛ وتلقتها عبر جمعيتها، كما أن آراءها العقائدية متشددة وبالأخص حين تحدثت عن الإجهاض ومنع الحمل والطلاق.
كشفت مجلة «فوربس» أن الأم تيريزا تلقت من المحتال الأمريكي تشارلز كيتينج مبلغ مليون دولار، وحين أدين بجرائمه، ظهرت دعوات عديدة تناشد الأم تيريزا برد الأموال لكنها آثرت الصمت، وكشفت فوربس أيضًا أن 7% من الأموال التي تلقتها الأم تيريزا ذهبت إلى الجمعيات الخيرية فقط، أما باقي الأموال فلا أحد يعلم إلى أين ذهبت، ورجحت «فوربس» أن الفاتيكان شارك الأم تيريزا إدارة تلك الأموال منذ عام 1965.
المصدر : ساسة بوست