أنور بدر: “باب الأبواب” ورواية الحرب التي حطمت أبواب المدينة الفاضلة

0

مع أنها الرواية الأولى للإعلامي والقاص يوسف دعيس، إلا أنها نجحت بانتشالي من بعض الانشغالات ورتابة زمن الكورونا لهذه الفترة، وأعادتني إلى أيام لن أنساها في الرقة، حيث سُرت مع الكاتب في شوارع المدينة وإلى ضفاف الفرات، وجَلستُ بصحبة أبطاله في مقاهي المدينة وبيوتهم، حيث لن يستطيع شخص أن يتجاهل ألفة الناس وطيبة هذه المدينة الآسرة.

مع أن الكاتب أخذنا بداية في تفاصيل التاريخ والجغرافيا إلى عوالم بعيدة في المكان والزمان، ليصنع لنا فخا كبيرا لرواية تاريخية، عبر نمط من السرد الكلاسيكي، سرقنا بشغف لمتابعة القراءة، وهو يبحر عبر تفاصيل وقصص، ويصنع شخصيات روايته بمهارة نحات محترف، يقدها من ذاكرة وتجارب وطموح وانفعالات، وقد تقمص الكاتب يوسف الدعيس في كل ذلك شخصية الراوي الذي يحدثنا عما جرى أو يجري لجدّهِ في القرن الخامس عشر للميلاد بيقينية العارف لكل شيء، أو أنه الراوي الذي تناقل القصة أباً عن جدّ كنسخة ملحقة بشجرة العائلة.

وقد قسم الكاتب روايته إلى 14 باباً، منح لكل منها اسماً، ووضع له توطئةً يمكن اعتبارها عتبةً نصيةً إضافةً للعنوان، تمنح القارئ سياقاً دلالياً يَقودُ القارئ إلى مستويات أعمق للقراءة، وقد نوعَ خياراته لتلك العتبات، ما بين الشعر الشعبي أو شعر محمود درويش، وبين أشعار ومقتطفات صوفية، لم يجرِ الاستفادة منها دائما.

وفي الباب الأول أو “باب الجذور”، يأخذنا الراوي في أول فقرة للتعرف على جذور عائلته: “ينحدر جدي لأمي شامل تنكيز من أسرة داغستانية، كانت تعيش في مدينة دربند على سواحل بحر قزوين إلى الجنوب الشرقي من مدينة محج قلعة، وإبان سيطرة الأتراك في مطلع القرن الخامس عشر للميلاد على القسم الأكبر من مناطق القوقاز، هاجر جدي إلى إسطنبول برفقة زوجته، وفي خرج فرسه بعضُ متاعٍ، وقليلٌ من المال”.

جاءت الفقرة بصيغة إخبارية مكثفة، ليبدأ الراوي بعدها سرد تفاصيل كثيرة عن قصة أو حياة هذا الجد منذ كان صبي حائك يشتغل في نسج السجاد الدربندي وطموحه للسفر واكتشاف ما وراء أسوار هذه المدينة وأبوابها الكثيرة وأبراجها، موظفاً تاريخ المدينة وجغرافيتها وعمرانها ليبني هيكلاً موازياً لنص ينوس بين الخيال والواقع.

فهذا الجد “لازم في بداية شبابه الجامع، وتحول شيئا فشيئا إلى رجل معمّم، … تعلم أصول الدين… واطلع على علم الأبراج والنجوم، لكنّه أيضا تعلم …الطب النبوي وطب الأعشاب، وجبر الكسور، والكي بالنار، والحجامة، والفصد ومعالجة أمراض الوسوسة بقراءة الأوراد والأدعية والقرآن”، وهاجر قاصدا أن يصنع “تاريخا جديداً لحياته”، غير أنه انتهى كشيخ لكار السحرة وقارئي الطالع وضاربي الودع، حتى أن خليفة المسلمين السلطان سليم القانوني قرر إعدامه هو وكل السحرة والمنجمين، حين اكتشف علاقة جاريته “جلنار” مع شيخ الكار، لذلك سلبت الانكشارية خلال أشهر القسم الأكبر من أموله، وسطت على بضع ضياع كان اشتراها، وأخيراً أُعدِمَ وعُلقتْ جثته قرب المنارة، فيما كانت عَربة تقلُ عائلته إلى جنوب الأناضول.

هذه العربة أسست زمنيا وفنيا للباب الثاني “باب الغربة”، حيث انتقل بنا الكاتب بسرعة وسلاسة إلى بدايات القرن العشرين، وتحديدا بعد وفاة الجد “أدهم زينل تنكيز” مخلفاً وراءه زوجته “عائشة” وولدها “عابدين” وثلاث بنات، “أكبرهنّ خديجة تزوجت في تركيا من رجل ثلثه عربي وثلث آخر كردي والثلث الأخير تركي”، فيما “أمي فاطمة وأختها وردة بقيتا مع جدتي التي بَنى بها وهبي أوغلو”، وعاشوا في مرعش ما يزيد عن سنتين أنجبوا خلالها خالي “عبد المجيد”، وبعدها هاجرت العائلة كلها إلى سوريا واستقروا في بلدة البوكمال شرق سوريا.

في هذا السرد السريع كان الكاتب يضيء على كثير من التفاصيل، لعل أهمها التداخل الجغرافي والأقوامي في المنطقة، بين العرب والكرد والأتراك وشعوب القوقاز مما أنتج حصيلة سكانية متمايزة ما زالت تتواجد في أغلب المدن السورية، ليتوقف الراوي مع خاله عابدين، الذي ترك سوريا بعد سنتين وعاد إلى تركيا عام 1938، ولم يَعدْ إليهم إلا في زيارة قصيرة عام 1975، ليأخذ تنازلاً من شقيقته فاطمة عن حصتها من إرث والدها في مدينة مرعش التركية، وكانت فاطمة خلال هذه السنوات انتقلت مع أسرتها إلى مدينة الرقة، حيث كبرت وتزوجت وأنجبت أولادها، بينما شقيقتها وردة تزوجت من رجل من أصول تركية واستقرت في البوكمال.

يقدم لنا الكاتب في هذا الباب أيضاً سُلالةً جديدةً ومعها بطولة جديدة، من خلال حديث الراوي عن والده “حسين المحمد الحسني”، الذي وفد “إلى مدينة الرقة قادما من دير الزور في بداية أربعينات القرن العشرين”، وكان “قصير القامة ربعةً ممتلئ الجسم”، لكنه نشأ يتيماً بين عديد من الأخوة، إذ ماتت أمه وهي تضعه في ولادة متعسرة، ولحقها الأب بعد سبع سنين من ولادته، فعاش على الهامش ولم يعرف الحنان في حياته… لكنه ظلّ يُفاخر بانتماء عائلته “الحسني” لعشيرة الشيوخ، وأن جده الشيخ عبد القادر الكيلاني الصوفيّ، ويردد دائماً: “أنا ابن باز الأشهب… وجدي قُطب الأقطاب”.

بعد الكثير من التجارب ما بين بلدة “عانة” في العراق و”دير الزور”، قرر الرحيل إلى مدينة الرقة، حيث تعرف الحسني على عائلة تنكيز التركية وتزوج ابنتهم فاطمة التي أنجبت له أربع بنات، وذكرين، فيما ضرتها الثانية أكملت العدَّ إلى سبعة ذكور وثلاث بنات، وحين قُتل أخوه “إسماعيل الحسني” في مطاردة أحد المطلوبين، تطوع كبديل عنه في قوات حرس الحدود “الهجانة”، ولبس بدلته وحمل ثأره.

غير أن بطولة الحسني لم تتوقف في إطار السلالة والنسب، بل توزعت في الكثير من الحكايات والقصص، حيث شغل ثأره لمقتل أخيه اسماعيل، وعلاقته مع العشائر والزعامات القبيلية مساحة ليست قليلة في بناء هذه الشخصية، واستمرت بعد تسريحه من الهجانة، حيث قادته الظروف إلى حياة وتجارب مليئة بالسكر والمجون مع الكثير من الفتوحات النسائية، دون أن يقلل هذا شيئا من الجانب الإيماني في شخصيته، والذي بدأه في الجامع “الحميدي” وأنهاه في حجته الرابعة”.

هذا التناقض في شخصية الحسني يذكرنا بالتناقض ذاته في شخصية شامل الدربندي المعمّم بين التدين والإيمان وبين الفجور والشعوذة، حيث اشتغل الكاتب على هذه الشخصيات بواقعيتها وتناقضاتها من جهة، ومنحها سمات البطولة المجازية إن صح التعبير، دون أن يمنع ذلك وجود شخصيات أخرى كثيرة في النص، تمتعت كل منها بأهمية خاصة في المساحة التي شغلتها من الحكاية، وربما تميّزت بينها ككل شخصية الأم فاطمة، التي اشتغل عليها الكاتب بمودة وحب، وقدمها كنقيض لشخصية الأب حسين الحسني، فهي إضافة لأشغال الخياطة والتطريز اشتغلت بصناعة “تنانير الخبز”، وبعدها اشترت “حلة كبيرة” لسلق الحنطة، وكانت تؤجرها في الأيام التي تلي مواسم الحصاد، لتقوم بعدها بجمع الكروة.

في هذا الباب أيضاً، يأخذنا الكاتب إلى جوانب من مدينة الرقة ربما يجهلها كثيرون، حين يُخبرنا أنه قبل سنتين من تسريح الحسني من سلاح الهجانة، “قامت الدنيا ولم تقعد في مدينة الرقة، إثر إعلان بعض شيوخ البدو التمرّد على الدولة السورية، وإعلان قيام إمارة الرقة أسوة بإمارات الخليج العربي”، بعد الاكتشافات النفطية في المنطقة، لكن الدولة التي جاءت بقوتها العسكرية التي ضَمّتْ ثلاثة ألوية مشاة ومدرعة على رأسهم قائد الجيش ورئيس الأركان قضت على هذا التمرد الذي ظهر عام 1956، وهرب زعيم التمرد الشيخ نوري ابن مهيد إلى الأردن.

هذه وقائع من التاريخ السوري لها مقدمات سياسية ونتائج لاحقة لم يلحظها التاريخ الرسمي في سوريا، كما لم يلحظ مدينة الرقة التي اعتبرها هارون الرشيد أحد منازل الدنيا الأربعة “دمشق والرقة والري وسمرقند”، وجعلها عاصمته الصيفية، وقد استقر فيها آخر عشر سنوات من خلافته، وفي عهده أصبحت الرقة داراً للعلم والثقافة والفنون.

أسهب الكاتب في رسم ملامح البطولة الجديدة، التي منحها للراوي الذي جاء حصيلة تزاوج سلالتي البطولة السابقتين، فهو عطا الله الابن الأصغر لفاطمة تنكيز الدربندي وحسين محمد الحسني، وتوزعت سيرته الشخصية في “باب المعرفة” و”باب السبيل”، منذ لحظة ولادته إلى سبب التسمية، ومن حفظ جزء عمّ وتبارك عند شيخ الكتّاب إلى ختم القرآن في الصف الثالث الابتدائي، ما أهله للتفوق في الدراسة التي قادته بحمية إلى مكتبة المدرسة ولاحقا مكتبة المركز الثقافي للرقة، ورغم أنّ طموحه الأول أن يصبح طياراً تيمناً بشهيد الرقة الطيار حسين جاهد التركي الكردي نسباً، وبطولات إبراهيم هنانو الذي كان يجهل أنه كردي الأصل، ولم يعرف إلا أنه بطل لكل السوريين.

عطا الله الذي لم يستطع أن يكون طياراً، كان أمينا لشخصه كراوٍ وهو يدخلنا إلى الحدث السوري الراهن بكل تناقضاته وفظائعه، مع حرص شديد على أن يُخبرنا كل قصص الرقة وحكاياتها الجانبية من قصة أبو عمشة البهلول، إلى طقس استحمام النساء ليلة النصف من شعبان بمياه الفرات، ومن غسيل الصوف في مياه النهر، إلى غرق فاطمة الطفلة الصغيرة التي استمرت سنوات في أحلامه بعد موتها، وكأنّه يسابق إلى توثيق مدينته وحكاياتها قبل أن يطالها الدمار نتيجة قصف النظام وعسفه، وبؤس دولة الخلافة “داعش”، وبالتالي ضياع ذاكرتها بين الأنقاض.

يحدثنا الراوي في “باب الشاهد” عن تجارب الاعتقال التي عاشها، والإهانات والإزلال الذي تعرض له في كل مرة، رغم أنها كانت تنقضي بساعات أو يوم، لكنها تفاصيلها تفضح عسف النظام وأجهزته الأمنية، بالتزامن مع تنامي الأزمات المعيشية عام 2012، من أزمة الخبز وندرة الديزل والبنزين، إلى ظهور طبقة جديدة من تجار الأزمات والحروب، ثم ظهور الميليشيات التي وضعت الحواجز وامتدت أياديهم إلى كل شيء، وبدأوا باعتقال كل من يشتبهون بأمره.

تسارع الأحداث في مدينة الرقة والمعارك الطاحنة بين فصائل المعارضة المسلحة وقوات النظام وأجهزته الأمنية، انتهى في الرابع من مارس آذار عام 2013 بإعلان الرقة مدينة محررة، مما أتاح لطيران النظام وبراميله المتفجرة مساحة للانتقام وارتكاب المجازر بحق المدنيين وقصف الأحياء السكنية والمؤسسات العامة.

في “باب الهجرة” يستعيد الراوي بدايات شخصية أدهم زينل التركي الداغستاني الذي جاء الآن إلى الرقة مجاهدا لنصرة أهلها ضد نظام البغي والاستبداد، وتزوج من عائشة ابنة محمد شقيق الراوي، فبعدما أخذته الأنباء والهواجس باتجاه الحرب في سوريا، وسمع نصائح شيخه “ويسل” في خطبة يوم الجمعة “إن الله ونبيه أوصوا بأهل الشام خيرا .. ففيها يتواجد المؤمنون مع الكفار، وينتصر الحق على الباطل، وينتشر الإسلام في كل بقاع الأرض”، يترك التعليم وطيف حبيبته وأمه الوحيدة ميمما لنصرة أهل الشام.

شخصية أدهم زينل التي لم تحظَ بمساحة للبطولة، إلا أنها كانت مهمة لفحص سردية الجماعات الجهادية في سوريا، وتسهيل عبورهم من الحدود التركية للحاق بالمجاهدين في الرقة الذين رفعوا راية رسول الله، وليتم تجنيدهم بسرعة لقتال الكفار، و”الكفار هم عناصر النظام وكل من والاهم”، ويبدأ الشك من لحظة استغراب أدهم كثافة الدعوات لاستعادة دولة الخلافة الإسلامية، بالتزامن مع صعود نجم التنظيمات الإسلامية، حيث أمضى عشرة أشهر في “جبهة النصرة”، ليشهد الانقسامات في صفوفها، وبشكل أساسي مع أنصار” دولة الخلافة” الذين عرفوا لاحقا باسم “داعش”، وكذلك الأمر مع تنظيم “أحفاد الرسول” الذين جرى تفجير مقرهم وتصفية كل قياداتهم.

وحين أطلق أبو أيوب الشيشاني النار وقتل أسيرا مصابا بعد استسلامه، صرخ أدهم: أتقتل أسيرا أوصى به الله ورسوله وصحابته؟ ويل لنا جئنا لنصرة أهل سوريا وها نحن نقتلهم بلا رحمة أو شفقة!

ويستمر تفكيك السردية الدينية للمجاهدين في حواره مع أبو محمد المغربي من أنصار بناء دولة الخلافة، ورفضه الاعتداء على كنيسة البشارة وسط الرقة وتحطيم تمثال مريم العذراء وصلبان الكنيسة، مرورا بعمليات الاختطاف والقتل وترهيب الناس، وصولاً لاعتقال الأب باولو واختفائه لاحقا، والحديث عن تصفيته، مما دفع أدهم زينل لاعتزال العمل العسكري نهائياً.

إضافة لكشف زيف السردية الدينية للفصائل الجهادية ودورها التخريبي في ثورة السوريين، ينقل لنا الراوي جزءا من حواراته مع الأب باولو في مشكلة الثورة السورية، وإلقائه مسؤولية هذا التشتت والضياع على “غياب النخب عن قيادة الحراك السياسي، وسيطرة العسكر وكل من يحمل بندقية على مفاصل الحياة”.

في “باب الرؤيا” يستعيد الراوي حضور جده الباز الأشهب، الذي منحه حجر “ياقوتة” تحميه في المواقف الصعبة، وتمنحه الشجاعة والجرأة، وتستمر معه هذه الرؤية حتى عبوره باتجاه تركيا، هربا من القتل والاغتيالات والتفجيرات والمجازر الجماعية التي نقلها لنا الراوي من خلال القصص والسرديات الكثيرة التي يتناقلها الناس، وقد تجرأ الكاتب على وضع جزء من هذه القصص كشهادات بأسماء الضحايا، دون أي تبرير لهذه الصيغة السردية التي كانت جريئة إلى حد كبير، عندما جعلها تخبرنا مأساتها بمن فيهم الطفلة سلام التي لم تتجاوز الثلاث سنوات من عمرها، كيف أُجبرت والدتها على التخلي عنها، بعدما زوّجت لداعشي في الرقة لقي حتفه، كي لا تحمل العائلة عارها في هجرتهم إلى تركيا.

في “باب الخواتيم” يكشف لنا الراوي الذي استقر به المقام في مدينة أورفا التركية عن عجزنا، عبر التباسات الاحلام والكوابيس، حيث تحولت قضيتنا إلى بازار في بسطات الباعة المتجولين، باعة لكل شيء من الأطراف الصناعية إلى النياشين والأوسمة والرتب والبزات العسكرية، ومن بيع الشهادات العلمية للبكالوريا والجامعة وحتى الدكتوراه، بمختلف الاختصاصات النظرية والعلمية، إلى بائع الأمل والتنجيم بقراءة الكف أو الفنجان وضرب الودع أو كتابة الحجب، وكأن الدعيس أعادنا إلى القرن الخامس عشر للميلاد، حين امتهن الجد شامل الدربندي التنجيم والشعوذة فانتهى بإعدامه، كما انتهت بطولة الحسني ميتا في حجه الرابع، وانتهت بطولة الراوي سليلهما مستعيداً رؤية أباه حاملاً دفه ومتضرعاً من عجزه كالدراويش إلى الله: ” يا رب افتح بابك لكل الناجين بأنفسهم وعيالهم، فأنا ومعي كلّ المهزومين نقف على أعتابك”.

أعتقد أن الكاتب امتلك كثيرا من الجرأة الأدبية والفكرية في معالجة موضوعاته، وهو يكتب رواية الحرب التي حطمت أبواب مدينته الفاضلة، مع سيطرة مطلقة لسرد كلاسيكي أثقل على النص في بعض محطاته.

*الناس نيوز