ريمه العجاجي
شاعرة وفنانة تشكيلية سورية
مجلة أوراق العدد 12
شعر
أنتَ:
هزةٌ، بحثتُ بعدها عن الزمنِ المتسربِ من كَفِّ الخيبة..
بيتُ موليه أدقَّهُ في مساماتِ الليلِ وأصابعِ الصباحْ..
قبضةُ قمحٍ أنثرها على ترابِ الروحْ، فتنبتُ
وتكبر في عيوني
سنابلَ شوقٍ
تحصدُ من قلبي نبضاً يُعينكَ على الحلم
أنتِ:
راعيةُ التلالِ..
وطفلةُ الزمنِ الأخير
ظبيةٌ تتلوى في صدري
على دروبِ الديارْ..
ظمأٌ الغضارِ المُشَقَق لغيمة بيضاء حُبلى
وبرقُ البشاراتِ القادمة.
أنتَ:
رجلُ الظلِّ..
الذي يسيرُ على هَدْيِ الضوءِ المسكوبِ من وجهي
وتخشى أن تطأَ بقدمكَ سهواً على ظلّيَ المفرود.
أنتِ:
امرأةُ النورِ…
التي تستيقظُّ من رحمِ الشمسِ
وتتلهفُّ
كي تسقي ظلِّي..
الممدود على الأرضِ
من نورها العتيقْ..؟؟
أنتَ:
مولويٌ يدورُ حولي بشغفهِ
يصنعُ دوامةً تأخذني نحو السماءِ
يخطفني بعاصفتهِ
إلى حافَّةِ المنتهى..
أنتِ:
عروسُ الغيوم
تسحبينَ خلفكِ جيشَ المطرْ
تنهمرينَ على عباءةِ الليلِ
تبللينَ
حزنيَ المُجَعَدِ كوجهِ محاربٍ عجوز
أنتَ:
كنزيَ المرصودْ
تمائم فتحكَ
ومفاتيحُ مغاليقُكَ في أحرفِ اسمي
وياؤك ضلعٌ سائبٌ يحتويني
أنتِ:
مثنى… وثلاثٍ…. ورُباعْ… و… و..
أغارُ من نسائم الصبحِ
حين تلامسُ مساماتُكِ
فأنظمُ قصيدةً في هجاءِ النسيم.
أنا وأنتْ:
ثنائياتُ اللهفةِ
فرسٌ وصهيلها..
جدولانِ التقيا في منعرجٍ صخري
تدفقنا لنروي وردة في شقِّ صخرة
ونخشى على عذوبتنا
من سيولِ الملحِ
أنا وأنتَ قافلتا عطرٍ في قِفَارِ المجازْ
يعترضُنا قُطّاعُ الطُّرُقِ بين مسافاتِ السطورْ.