في 2012، أطلق مواطنون عراقيّون مبادرةً للتشجيع على القراءة تحت اسم “أنا عراقي، أنا أقرأ“، بدأت على مواقع التواصُل الاجتماعي ثمّ نزلت إلى الأرض مِن خلال وضْع صندوقٍ صغير في “شارع المتنبّي” ببغداد تُجمَع فيه كُتب يُهديها متطوّعون. ولم تلبث المبادرة أنْ جذبت الكثير من المتطوّعين؛ مِن قرّاء ودور نشر ومؤسّسات حكومية ومنظّمات مدنية، وتوسّعت لتصل إلى خارج العاصمة العراقية.
لاحقاً، تحوّلت المبادرة إلى منظّمة تعرّف نفسها بأنّها “غير حكومية، وغير ربحية، وتُعنى بالثقافة والتربية والتعليم”. وبعد سبع سنواتٍ متتالية من تنظيمها مهرجاناً بالعنوان نفسه، غاب “أنا عراقي، أنا أقرأ” العام الماضي بسبب أجواء الاحتجاجات التي شهدتها عددٌ من المدن العراقية، ثمّ ما أعقب ذلك من توقُّفٍ للأنشطة الثقافية بعد انتشار جائحة كورونا.
أمس السبت، عاد المهرجان مُجدّداً في دورته الثامنة التي أُقيمت في “حدائق أبي نؤاس” على نهر دجلة في بغداد؛ حيث جرى توزيع الآلاف من الكتب التي تنوّعت عناوينُها بين مجالاتٍ مختلفة على الحاضرين، وسط تدابير أمنية مشدّدة في محيط الحديقة.
وقال القائمون إلى التظاهُرة، التي استمرّت يوماً واحداً، إنّ دورته الجديدة شهدت توزيع ثلاثين ألف كتاب بشكل مجّاني، مشيرين إلى أنَّ دُور النشر والمؤسّسات الرسمية، وفي مقدّمتها وزارة الثقافة، باتت المساهم الرئيس فيه، بعد أن كان في السابق يعتمدُ أساساً على المتبرّعين.
وتضمنّ المهرجانُ، الذي يقول منظّموه إنه يهدف إلى “إشاعة القراءة وتشجيع الجمهور على التواصل مع العالم عبر جديد الإصدارات الأدبية والعلمية”، عزف مقاطع موسيقية وأداء أغانٍ من التراث العراقي، إلى جانب ورشات مفتوحة في الرسم وفعاليات ترفيهية موجّهة للأطفال، وجلسات إهداء كتب بالتوقيع، ووقفة استذكارية للشاعر العراقي الراحل إبراهيم الخياط (1960 – 1919).