أفراح الهندال: مرمى.. بطبيعة الحال

0

لم يكن صراعًا عادلًا؛ ولكنه كان منظمًا ومقننًا كي يشبه مباراة كرة قدم، حين قرأ سمير عنها كي يتمرّس اللعب فهمًا، ضحك لوصف أداة اللعب بـ”الكرة المكورة”: يمكن أن تكون الكرة قذيفة ملتهبة أو قنينة فارغة أو بيضة فاسدة أو كيس قمامة تبرأ ملقوه من نفاياتهم فيه؛ ربما لذلك تم التأكيد على كونها جلدية أو من المطاط، ومكورة!

أكمل القراءة: “في الملعب مرميان على الجانبين”.

 ردد: واضح جدًا.. يمكن للمتفرجين أن يروا التباين بين خلفية الجانب الشرقي وبؤس المدينة التي تتلحف مكانة القرية على الجانب الآخر، والحواجز الخرسانية والخط السريع بينهما لينشغل العابرون بأهدافهم المتشظية عن الالتفات إلى الجانب المظلم.

 إلى هنا وهو يحصّل معلومات لا بأس بها قبل الاختبار، استوقفته جملة “الهدف من اللعبة هو إحراز الأهداف بركل الكرة داخل المرمى”، كان يعرف اللعبة جيدًا، ما لم يفهمه هو ألا يكون عدد اللاعبين متساويًا على الجانب الغربي، يستذكر: “يأتون متماثلين ولكن أعضاءهم تتضاعف كلما تحركوا، عيونهم تتكاثر وألسنتهم تنشطر وأياديهم لا تُرى، لكنها تمنعنا من المضي بينهم، وخلال ذلك كله ننزل بلا أذرع كي نضمن عدم اختراق الشروط ما لو شاط الغضب بأحدنا”.

 هتافات الجماهير متباينة كذلك، مشاعر وشعارات وتطبيل، ما جعله يتابع القراءة: “حارس المرمى هو اللاعب الوحيد الذي يسمح له بلمس الكرة بيديه وذراعيه بشرط أن يكون داخل منطقة الجزاء”.

 تساءل: “لا أعرف إن كان حارسنا الوارث من آبائه حراسة الحدود والمعسكرات والمدارس كان يعمل ضمنيًا وفق غريزة البقاء وصون الأرض وحماية “الحلال” بطبيعة الحال؟”، الكل مرهق في الجانب الغربي لأن اللعبة لا تنتهي، غالباً لا تنتهي، ولذلك يتبدل اللاعبون كلما ملّ المنتخبون إصرار ورعونة لاعبي الشوارع والبرايح، مجموعة الدخلاء كما يصفوننا”.

عند تقدمه للاختبار باغته السؤال محترفًا.. محترقًا ومسددًا: ما الذي جاء بك بينهم؟

لم يمتلك إجابة، أو تحديداً من أي جاءت ركلة الخاصرة: “عفوًا؟”

–       اسمك سمير..

 وبضحكة استلّ طرفًا منها بوقع السخرية: نعم.. ولكنه ينطق بشكل مختلف.

–       سنراجع طلب انضمامك، بحسب اسمك.. علينا إضافة المزيد من الأسئلة.

قرر ألا يضيف كلمة، اسمه قد يُحدث معضلة في الملعب الكبير الممتد، قد يكون المتسبب في شوط جديد ووقت إضافي لا ينتهي، بطبيعة الحال كذلك، هذا ما يعنيه أن يكون اسماً مقروناً بسُمرة الصحراء ولفحها إن لم يصبح “سمير” الأنس وطواعية العيش تحت نهار حارق أو ليل كئيب.

*بلا تقويم