أطفال سوريا (الشامخة كألفها) الجميلون

0

د. جوان حمي، طبيب كوردي من قامشلو في سوريا (أو من البقية العاشقة لها)

مجلة أوراق العدد 13

نصوص

الطفلُ السوري الجميل الذي صَنَعَتْ أصابعه علامةَ النصرِ؛

بَتَرَتْ سبابتهُ شظية من طائرة

ظَلَّتْ إصبعهُ الوسطى

(الإصبع البعاصة)

مرفوعةً

في وجه العالم …كل العالم

***

كلما نِمْتُ، سحبتُ يدي اليمني، تحت اللحاف، خائفاً من قطعها…

هكذا قال لي، طفل عفريني، بَترتُ يد أخيه الصغير، بعد قصف طائرة تركية …

ويتابع الحديث، معللاً:

بُترتْ لآنه لم يسمع، كلام أمنا: (بإبقائها تحت اللحاف…)

***

أخبرني عمو جوان عندما بتر قدمي أن كل الأشياء الخاصة بالأطفال تطير إلى الجنة …..

لا أريد قدماً في أنهار العسل في الجنة … أريد قدماً هنا، أقود بها دراجتي الهوائية.

***

في رسالتها الرابعة للرب كتبت باللغة الكوردية:

أريد قدما حديدية، بيضاء، تليق بساقي البيضاء، قوية أدوس بها كل ألغام الحقد، دون أن يستطيع أي لغم أن ينال مني.

***

سمية الطفلة الحمصية كان لديها ميل شديد للنوم، أحلامها الوردية كانت مجرد قدمين جميلتين لم يتشقق أخمصاهما، لا تؤلمها وسط قدميها لدى قيادة دراجتها الهوائية مكسورة القطعة البلاستيكة على دعاستها، كانت تستمتع بالألم في أوسط قدمها، دراجتها كانت دوما مكسورة البلاستيك.

***

دوماً شيرين الصغيرة لأحلامها نكهة النوروز عام 2015، بعد بتر قدمها في التفجير حينها دراجتها الهوائية لونتها بلون أسود.

***

أخبرها عمو جوان بأنه سيحضر لها قدماً جديدة من مدرسة ابنه الصغير (آرامكو) في السويد، هناك السويديون أقدامهم متينة وجميلة وتتحدث بالكوردية. السؤال الذي يشغل بالها دوما هل آرام الصغير ابن عمو جوان في السويد لديه قدمان، هل أطفال السويد كل منهم بقدمين.

***

أول شيء، تَعلمَتْ كتابته، شيرين ذات ال ٧ أقحوانات، باللغة الكوردية، كانت عبارة Lingêçepê) ) قدم يسرى، ظلت تكتبها مراراً، أمها أخبرتها أن تطلبها، من الرب- مكان قدمها التي بترها عمو جوان-

الآن وبعد ٦سنوات، أدركت شيرين أن الرب لا يفهم الكوردية.