انتهى معرض اسطنبول للكتاب العربي السادس والذي أقيمت فعالياته من 9 أكتوبر / تشرين الأول واستمر لغاية 17 أكتوبر / تشرين الأول في مركز إسطنبول للمعارض / القاعة التاسعة تحت رعاية كل من (الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي واتحاد الناشرين الأتراك وجمعية الناشرين الأتراك) تحت شعار (حلّق بالمعرفة) والذي يعد من أكبر معارض الكتاب العربي الذي تقام فعالياته خارج حدود الدول العربية وقد لاقى المعرض نجاحاً جيداً في نسخته السادسة لا سيما أنه جاء بعد عامين من توقفه بسبب انتشار جائحة كورونا.
أما من أهم ما جاء في المعرض فقد شارك في المعرض ما يزيد على 250 دار نشر ومكتبة وأكثر من 20 شركة ومؤسسة إعلامية وجمعية بالإضافة إلى ممثلين عن الجامعات التركية وزعت على 171 جناحا بالإضافة إلى الصالة الرئيسية التي غطت معرضاً فنيا للعديد من الرسامين والفنانين التشكيلين العرب، كما كان هناك نشاط إضافي في اليومين الأخيرين تمثل بإضافة فعالية تتعلق بالأنشطة اليدوية للجمعيات الخيرية والمؤسسات التطوعية في صالة الدخول للمعرض، كما أقيم على هامش المعرض عدد من الأنشطة الفنية والمسرحية والرقصات الفلكلورية وتوقيع عشرات الكتب الجديدة لكتاب شباب ومعروفين.
ويعتبر معرض إسطنبول من المعارض المعترف بها من قبل اتحاد الناشرين العرب وهو يلقى عادةً رواجاً كبيراً بين الجمهور العربي في تركيا بالرغم من طغيان الكتب والدور ذات التخصصات الإسلامية في المعرض والتي تشكل ما نسبته 50% على أقل تقدير، وقد زار المعرض 108.201 شخصاً بحسب إحصائيات اللجنة المنظمة للمعرض والذي كان غالبهم من الجاليات العربية في اسطنبول مع إقبال محدود للجمهور التركي تركز على المهتمين باللغة والأدب العربي والفكر الإسلامي.
وقد تمت تغطية فعاليات المعرض من قبل عدد من المؤسسات الإعلامية بينها قنوات الجزيرة وقناة تي آر تي عربي وتلفزيون سوريا وقناة الحرة وقناة الحوار وقناة الرافدين وقناة الشرق، وعدد من الوكالات والصحف المحلية كوكالة الأناضول وصحيفة حياة تركيا ويني شفق.
وقد افتتح المعرض بشكل رسمي على يد مستشار رئيس الجمهورية التركية ياسين أقطاي الذي ألقى كلمة الافتتاح حيث كان برنامج الافتتاح على الشكل التالي:
بدأ الافتتاح بقراءة القرآن الكريم بصوت المنشد والمقرئ زكي العسل، تلاه كلمة الدكتور مهدي الجميلي رئيس الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي، ثم كلمة رئيس جمعية الناشرين الأتراك الاستاذ مصطفى كارا غولو أوغلو، ثم كلمة نائب رئيس اتحاد الناشرين الأتراك الأستاذ يوسف آردم، ثم كلمة الأمين العام لاتحاد الناشرين العرب الأستاذ بشار شبارو، ثم كلمة مستشار رئيس الجمهورية الدكتور ياسين أقطاي، ثم كلمة الإعلان الرسمي عن افتتاح معرض اسطنبول الدولي السادس للكتاب العربي، وقد قام بدور المنسق العام المعرض السيد محمد أغير أقجة.
الزيارات الرسمية إلى معرض اسطنبول
كما حظي المعرض بعدد من الزيارات الرسمية وغير الرسمية من قبل شخصيات على المستوى السياسي والثقافي فكان من أبرز الحضور الرسمي مستشار رئيس الجمهورية الدكتور ياسين أقطاي الذي ألقى كلمة افتتاح المعرض و رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السيد إسماعيل هنية كما زار المعرض وفد كل من وزارة الثقافة التركية ممثلة برئيس دائرة الثقافة في المديرية العامة للمكتبات الوطنية والنشر السيد Taner Beyoğlu ورئيس اتحاد الناشرين الأتراك السيد Mehmet Burhan Genç والمدير التنفيذي لجمعية الناشرين في الإمارات العربية المتحدة الأستاذ راشد الكوس كما زار المعرض كل من مدير معرض مسقط الدولي للكتاب الأستاذ أحمد بن سعود الرواحي ومدير معرض تونس والأمين العام لاتحاد الناشرين العرب الأستاذ بشار شبارو، كما زار المعرض عدد كبير من الإعلاميين والكتّاب والأدباء واليوتيوبرز الذين نقلوا وقائع أحداث المعرض بشكل مباشر.
أبرز الشخصيات الأدبية المشاركة والكتب التي تم توقيعها
أما من أبرز الشخصيات الأدبية المشاركة في معرض اسطنبول كان كل من الكاتب أيمن العتوم الذي وقع كتابه الجديد (صوت الحمير) والذي أدلى بعدد من التصريحات في مقابلاته المتعددة التي نشرها على حسابه الشخصي حيث أعرب عن سعادته في المشاركة بمعرض اسطنبول على مواقع التواصل الاجتماعي وقال أيضاً: أتمنى أن يزداد التبادل الثقافي بين الكتابين العربي والتركي مستقبلاً.
وكان الدكتور محمد العوضي أحد أبرز الكتاب الحاضرين والذي أبدا سعادته من خلال مشاركته المستمرة في فعاليات المعرض كما أبدى سعادته من كثافة زوار المعرض واستبشر بأن تكون عودة أكبر للقارئ العربي إلى الكتاب.
كما كان من الكتاب الباحث والكاتب محمد زعل السلوم المرشح للحصول على جائزة غينيس للأرقام القياسية بتوقيعه 15 كتاباً أصدرها هذا العام ووقعها في معرض اسطنبول أيضاً تحت عناوين (وقالت الصفحات، هانا وساكو، عرمة قمح، ألفية الجنون، ألفية بغداد، تغريدات الليل والوجد، الخوارج على الحب، إكليل الغرباء، وتبقى دمشق، هانامي الياسمين، هافامال، أيتام محمد، النبش والهذيان، نثريات حالمة، مشرد البوسفور)، والذي صرح بأن المعرض فرصة رائعة للكتاب العرب لإبراز أعمالهم بالرغم من وضع المثقف والكاتب العربي الصعب في دول اللجوء وقد أسعده بأن تتحول اسطنبول إلى عاصمة للثقافة العربية ومركز إشعاع حضاري وأنه يفتخر بأنه أكثر كاتب عربي طبع كتباً في تركيا في العصر الحديث وأن توقيعه لكتبه في المعرض نقطة تحول بالنسبة له بعد حصوله على جائزة كاوازاكي “أشعار من أجل السلام” في اليابان التي فاز بها قبل عامين والتي ستشكل له حافز لإنجاز المزيد من الأعمال الأدبية والبحثية.
إضافة لكل من:
الدكتور محمد مختار الشنقيطي الذي وقع كتابه (ديوان جراح الروح).
الدكتور أحمد موفق زيدان الذي وقع كتابه (صيف أفغانستان الطويل).
الدكتور أشرف دوابه الذي وقع كتابه (الأسواق المالية الإسلامية).
المؤرخ محمد إلهامي الذي وقّع كتابيه (في أروقة التاريخ) و (السلطان عبد الحميد في الذاكرة العربية).
الدكتور جمال نصار الذي وقع كتابه (الوجيز في تاريخ الفكر السياسي).
الكاتبة راما جمال التي وقعت كتابها (رسائل الحب والحرب بين القدس ودمشق).
الدكتور صهيب السقار الذي وقع كتابه (جدلية الحجاب).
الدكتور عروة الجمعاني الذي وقع كتابه (تركيا لون العالم).
الكاتبة سلوى طريفي التي وقعت كتابها (أعتاب قلبي في مهد أمي).
الاستاذ هيثم المالح الذي وقع كتابه (ذكريات على طريق الحياة).
الدكتور محمد عمر خيتي الذي وقع كتابه (الثلاثية الشامية اسمي هاجر).
الكاتبة ابتسام شاكوش التي وقعت كتابها (طوق في عنقي).
الباحثة دجانة بارودي التي وقعت كتابها (آيات شافيات).
الكاتب محمد بدران الذي وقع كتابه (الرقص الديني في الجاهلية).
الدكتور مهنا الرشيد الذي وقع كتابيه (حفل توقيع) و (علوم الدلالة).
الكاتب خطيب بدلة الذي وقّع كتابيه (السيرة الرحبانية الفيروزية) و (أساطير بعثية).
الدكتورة ريمان عاشور التي وقعت كتابها (عن وجع لا يرى).
الكاتبة رانيا مهدي التي وقعت كتابها (الحرب العالمية الدامية).
الشاعر خالد المحيميد الذي وقع كتابه (خارج أسوار الوقت).
الكاتب مسعود حامد الذي وقع كتابه (عن النجم قال).
الكاتب سامي كمال الدين الذي وقع كتابه (على رصيف اسطنبول).
الكاتبة وفاء علوش التي وقعت كتابها (حفار ساق العنب).
الاعلامية سعاد قطناني التي وقعت كتابها (الشراقة).
الاعلامية يارا جلال التي وقعت كتابها (كأنك كنت هنا).
الكاتب الشاب حسن الموسى الذي وقع كتابه (نزيف مقبرة).
الكاتب رامي مصري الذي وقع كتابه (ظلام شامي).
الكاتب حسين الضاهر الذي وقع كتابه (مشاهد يتلوها البدوي).
الكاتبة هيمى المفتي التي وقعت كتابها (النميمة السحرية).
الكاتبة سندس المصري التي وقعت كتابها (لما التقينا).
الكاتب الشاب خالد زكريا الذي وقع كتابه (مذكرات منتحر).
الكاتب بسام مناصرة الذي وقع كتابه (20 خطأ شائع في الإدارة).
الكاتب حيدر هوري الذي وقع كتابه (ذاكرة الحجارة)، والعديد من الكتب الاخرى.
وحول آراء بعض الكتاب في المعرض وفي مشاركتهم فيه، صرحت الإعلامية والكاتبة يارا جلال: أن المعرض كان جميلاً وممتعاً بفعالياته وأجوائه المتميزة خاصة بعد الانقطاع الطويل والذي استمر لعامين كاملين وأن المعرض كان غنياً بعناوينه المتنوعة في مختلف المجالات مع ملاحظة غلبة الطابع الديني على نوعية الكتب المعروضة بشكل عام.
أما عن روايتها فقد قالت: بأنها تجربتها الأولى في الكتابة وكان هدفها من هذه الرواية إيصال الحالة الإنسانية الرومانسية في ظل الحرب لشخوص أبطال روايتها الذين عاشوا في الغوطة الشرقية في مرحلة ما قبل الثورة وما بعد الثورة خلال فترة الحصار في سوريا مع تسليط الضوء على العديد من القضايا كالتهجير والحرمان والفقد التي يعاني منها السوريين في تلك الفترة، وقد عبرت الكاتبة عن سعادتها في إطلاق روايتها الأولى رغم تخوفها في البداية من هذه التجربة وعبرت عن فرحها لاقبال الشباب والشابات لمعرفة الكاتبة من خلال روايتها وأنها وأنها لم تطلق عملها إلا بعد أن كانت راضية بما قدمته في مضمونها.
وفي لقاء آخر مع الدكتور الجامعي مهنا بلال الرشيد مدير دار شرفات الذي شارك للمرة الأولى في معرض اسطنبول فقد أبدا رضاه عن هذه المشاركة خاصة أنها أقيمت في أرض المعارض في مدينة اسطنبول مما ساهم في معرفة الناس لموقع الحدث ولكنه أبرز مشكلة صعوبة الوصول من خلال المواصلات المتاحة إلى أرض المعارض بالرغم من إعلان الجهة المنظمة توفير وسائل النقل المجانية إلى المعرض وبأن العديد من الأشخاص لم يتمكن من الاستدلال إلى تلك المواصلات بسهولة خاصة أن أي تنقل يحتاجه الشخص في مدينة اسطنبول سيكلف أي شخص بين ساعة وساعتين وربما أكثر للوصول إلى المعرض فما بالك بالأشخاص القادمين من خارج مدينة اسطنبول، كما صرح: بأن المعرض كان ناجحاً تنظيمياً أكثر من المرات السابقة كونه كان زائراً دائماً للمعرض في دوراته السابقة بصفته كاتباً وقارئً وبأن نظرته تغيرت للمعرض من هذه الناحية فقد كان سابقاً ينظر للمعرض بعين الزائر أما اليوم فهو ينظر إلى المعرض كمدير دار نشر ويرصد آراء الناس ومتطلباتهم وأنواع الكتب التي يحتاجونها. وقد نوه الدكتور الرشيد إلى ملاحظة وجهها إلى إدارة المعرض كونه مدير دار نشر فإنه قد واجه صعوبة بالغة في إيجاد حجر فندقي قرب مكان المعرض وقد طالب من إدارة المعرض النظر في حل هذه المشكلة من خلال توفير حجز فندقي قريب من موقع المعرض لأصحاب الدور المشاركة والشخصيات التي لها نشاطات وفعاليات في المعرض وذلك لتخفيف الضغط الذي قد يعانيه أصحاب دور النشر في الدورات القادمة، وأيضاً طالب في زيادة مستوى التنسيق مع أصحاب الدور فيما يخص حفلات التوقيع لتنظيمها بشكل أدق واستيعاب كل الفعاليات الممكنة لكل دور النشر والنظر في موعد إقامة المعرض بحيث يكون في فترة تسبق موعد إنطلاق العام الدراسي كي يتسنى لشريحة أوسع زيارة المعرض، وقد تمنى في نهاية حديثة أن يحقق المعرض نجاحاً أوسع في المرات القادمة.
جائزة عبد القادر عبداللي الأولى
وقد كان المعرض على موعد مع انطلاق شرارة جديدة سوف تفتح أبواب ترجمة الأدب التركي إلى اللغة العربية من خلال (جائزة عبد القادر عبدلي) التي نظمتها دار موزاييك وقد تم تكريم الفائزين الأوائل بجوائز تكريم بالإضافة إلى جوائز مالية للحاصلين على المراكز الخمسة الأولى كما تمّ طباعة الأعمال المترجمة التي وصلت إلى القائمة القصيرة والتي وصل عددها إلى تسعة أعمال حيث توفرت نسخ الأعمال الفائزة باللغتين العربية والتركية وكان ترتيب الأعمال الفائزة على الشكل التالي:
المركز الأول:
زاهر خالد الرجب، مترجما لرواية (البائسة) للكاتبة خالدة أديب.
المركز الثاني:
علا الشيخ، مترجمة لرواية (الشفقة) للكاتب رشاد نوري جونتكين.
خالد العدامة، مترجما لرواية (جناح الجراحة التاسع) للكاتب بيامي صفا
المركز الثالث:
محمد خير عبدللي، مترجماً لرواية (عمل الشيطان) للكاتب حسين رحمي غوربينار.
عبد الرحمن الشيخ، مترجما لرواية (صوت) للكاتب صباح الدين علي.
أما باقي الروايات التي كانت في القائمة القصيرة فهي:
- نسمة أحمد غزال، مترجمة لرواية (ظننت الشيطان ملكا) للكاتب حسين رحمي غوربينار.
- إسماعيل علي، مترجما لرواية (البطلة الوحيدة) للكاتب عمر سيف الدين.
- غدير اللوز مترجمةَ لرواية (قصر الزجاج) للكاتب صباح الدين علي.
- محمد مضر جاويش، مترجما لرواية (ذكريات راحل) للكاتب خالد ضياء أوشاقلي كيل.
- ألماسة أوسو، مترجمة لرواية (تساقط الأوراق) للكاتب رشاد نوري جونتكين.
وفي لقاء مع المترجم محمد خير عبداللي الحائز على المركز الثالث في هذه المسابقة صرح بأن تسمية الجائزة تيمناً باسم الكاتب والمترجم الراحل عبدالقادر عبداللي هو تخليدٌ لمسيرته الأدبية ولعمله في تعريف العرب إلى الأدب التركي، وقام محمد بتقديم الشكر إلى دار موزاييك على هذه الجائزة وشركة Amya التي قدمت الدعم لها.
كما تابع قائلاً أما بالنسبة لمضمون المسابقة.. فهي أظهرت إلى الساحة مجموعة من الشباب المبدعين اللذين برزوا بسبب هذه الفكرة الرائعة، كما فتحت أمامهم أبواباً لزيادة جسور التواصل بين الثقافتين العربية والتركية، وأيضاً كانت هذه المسابقة مهمة لإغناء المكتبة العربية وتعريفها بكتّاب وروائيين أتراك غير أولئك المعروفين في العالم العربي.
وقد تمنى المترجم عبداللي أن تستمر هذه المسابقة الدورية بنجاح، وأن تكون بمثابة تشجيع لأفراد ودور نشر ومؤسسات ثقافية عربية وعالمية للاهتمام بالترجمة وتقدير المترجمين.
وفي لقاء مع مدير دار موزاييك الكاتب والشاعر محمد طه العثمان الذي كان له الفضل في إنشاء هذه المسابقة فقد صرح بأنه سعيد وفخور بما قامت به الدار من إنجازات ونشاطات ثقافية وفكرية وبأن دار موزاييك هي أول دار تنشيء هكذا جائزة على صعيد الوطن العربي فيما يتعلق بالترجمة من الأدب التركي إلى اللغة العربية، كما أبدى سعادته للمشاركة الكبيرة من المترجمين الشباب والواعدين الذين ساهموا في ترجمة 26 رواية تنافست في هذه المسابقة في دورتها الأولى، مع توقعاته بتطور هذه المسابقة في دوراتها القادمة، كما قامت دار موزاييك بطباعة الأعمال التسعة التي وصلت إلى القائمة القصيرة كاملةً مع تكريم الفائزين الخمسة الأوائل، وأضاف العثمان أن الهدف من هذه المسابقة هو اكتشاف أكبر قدر من المترجمين الذين بإمكانهم ترجمة الأدب التركي إلى اللغة العربية لتعزيز التواصل الثقافي بين المجتمعين العربي والتركي، كما تمنى التوفيق لكل يساهم في إضافة المعرفة ونقلها إلى لغات أخرى.
وفي تصريحاته حول معرض اسطنبول فقد أبدى العثمان رضاه عن نجاح وتميز معرض اسطنبول لهذا العام تنظيمياً وفنياً وحضوراً كما تميز أيضاً بنشاطاته الثقافية المتنوعة وقد شكر القائمين للجهود التي بذلوها في إنجاح هذا المعرض.
يذكر أن الجائزة حكّمها كل من الدكتور المترجم (محمد أكرم جاوويش) والكاتب والترجمان المحلف (حيدر هوري).
وفي لقاء مع الدكتور محمد أكرم جاوويش صرّح بأن المعرض فرصة هامة للقاء ثقافي يجمع الأشقاء العرب والأتراك كما عبر عن سعادته بالإقبال الذي حظي به معرض اسطنبول، وقد تابع قائلاً: تعتبر جائزة عبد القادر عبدللي فرصة ثمينة كونها مسابقة اختصاصية حول الرواية التركية بعد عصر الجمهورية لنقل ما خفي من الأدب التركي الحديث في الفترة بين العشرينات والستينات عن القارئ العربي وأنه فخور بكونه أحد المساهمين في هذه التجربة الجميلة وتمنى للكتّاب الشباب التوفيق في أعمالهم المستقبلية.
نشاطات على هامش معرض اسطنبول
معرض اللوحات الزيتية والفنون التشكيلية
على هامش المعرض ومنذ بداية المعرض شارك عدد من الفنانين التشكيليين العرب والسوريين حيث عرضت عشرات اللوحات والأعمال الفنية في صالة الدخول قبل الدخول إلى المعرض وقد لاقى المعرض الفني نجاحاً كبيراً استقطب العديد من المهتمين بالفنون والرسم وقد شارك عدد من الجمعيات في هذا النشاط وشارك الفنانيين بلوحاتهم ولاقت هذه اللوحات إقبالاً من زوار المعرض.
وفي حوار أجريناه مع الرسامة بشرى الصالح التي شاركت من خلال جمعية شام للفنون التشكيلية وقد أبدت سعادتها بالمشاركة في هذا المعرض وقالت: هذه الفعالية جاءت كمتنفس بعد أزمة انتشار جائحة كورونا وهو تحدي كبير واجهناه بعد هذه الجائحة بقيام هذا التجمع الفني الكبير، كما عبرت عن فرحتها بالإقبال الجماهيري العالي إلى معرض اسطنبول والتواصل مع الفنانين الآخرين و رؤية أعمالهم، كما أنها عبرت عن سعادتها من الخبرات الجديدة التي حصلت عليها وبأن المعرض كان فرصة جميلة وجديدة للشباب في مشاركاتهم وسوف يكون من الذكريات الجميلة التي عاشتها.
مسرحية (الفيل يا ملك الزمان)
وفي نشاط لافت آخر فقد تم عرض مسرحية على هامش نشاطات معرض اسطنبول للكتاب العربي بعنوان: (الفيل يا ملك الزمان) من إخراج نمر نبهان، وقد لاقت المسرحية تفاعلاً كبيراً من قبل الجمهور خاصة أنه النشاط المسرحي الأول الذي يرافق معرض اسطنبول منذ انطلاقه، ولكن الجمهور لم يكن مرتاحاً في مكان العرض لكون القاعة لا تساعد في مشاهدة الممثلين بشكل جيد وخاصة في النصف الخلفي من القاعة.
وفي حديثنا مع مخرج العمل ذكر بأنه كان راضٍ عن الحضور والتفاعل مع هذا العمل ولكنه لم يكن راضٍ عن المكان الذي تمّ فيه عرض المسرحية فقد عرضت المسرحية في قاعة محاضرات غير مجهزة أساساً لتقديم عمل مسرحي وهو يعتبر ظرف غير مناسب يتناسب مع حجم هذا الحدث أبداً لتقديم عمل مسرحي كما صرّح بأن إدارة المعرض لم تعط إهتماماً كافياً لظهور المسرحية بالشكل المثالي وهو ما انعكس على الكثير من الحضور حيث لم يتمكنوا من مشاهدة المسرحية بشكل ملائم، كما شكر طاقم العمل الذي بذل جهداً كبيراً لانجاح العمل رغم الظروف غير المناسبة لتقديم عمل مسرحي في قاعة بدل تخصيص منصة خاصة لهذا العمل.
وقد صرح المخرج نبهان بأن المسرحية سوف تعاد في وقت لاحق في مسرح رسمي لإظهار جودة العمل الحقيقية وسوف تكون متاحة على منصة يوتيوب في وقت لاحق أيضاً.
وقد شارك في تقديم هذا العمل كل من من (المصور: محمد علي الأحمد) و(مشرف الإضاءة والصوت: عبادة الحلبي) ومثّل في العمل كل من: (باسل الدكاك، مهند النجار، محمد أبو عرابة، عبد السلام الحلواني، إحسان قباني، نمر نبهان، عبد المجيد قصاب، الفنانة منال مثبوت، آسيا، زكريا عبد السلام، خالد العمري، محمد ضباب، حسين)
وقد أجرينا حواراً مع الممثلة آسيا التي شاركت في تأدية أحد الأدوار في هذا العمل حول انطباعها في المشاركة في هذه التظاهرة الثقافية فقالت: أنها سعيدة للمشاركة في هذا العمل المسرحي حيث بدأت التمثيل منذ 4 سنوات تقريباً وبأنها تشعر بأن المسرح جزء جميل من حياتها وأن العمل المسرحي يقربها إلى الناس من خلال ما يقدمه المسرح لهم كما عبرت عن الصعوبات التي واجهتهم في تقديم العمل كون المكان لا يتسع لإظهار فنيات أو جماليات العمل المسرحي ولكن على العموم كانت تجربة جميلة للتواصل والتفاعل مع الأشخاص في مناسبة ثقافية كبيرة.
رقص فلكلوري تراثي فلسطيني
اقيم أيضاً على هامش المعرض نشاط قامت به فرقة القدس للأطفال للرقص الفلكلوري والتراثي فلسطيني تحت إشراف الأستاذ نضال لقان معلم ومشرف قسم الأنشطة والفنون في مدارس القدس الدولية بعنوان “على هذه الأرض ما يستحق الحياة” استخدمت فيها لغة الإشارة.
وفي لقائنا مع الأستاذ نضال بين لنا أن هدفه من هذه المشاركة نقل وغرس قيم وتعزيز القضية الفلسطينية ونقل التراث والفلكلور إلى العالم عبر الدبكة والمسرح والفقرات الاستعراضية، واستطرد قائلا: لقد استخدمنا أيضاً لغة الإشارة لأنها لغة عالمية لن يضطر المتلقي للانصات إلى الكلمات وإنما كل ما يحتاجه هو المشاهدة ليفهم المضمون، وتحدث عن الفقرة قائلاً: “الفقرة بتتكلم عن الشعب الفلسطيني وعلاقته بالأرض والانقسام الي بصير بين الأحزاب فيها ولكن في أخر المطاف ستتوحد أيادي ومكونات الشعب وتتماسك رغم كل التفرقة.
وهنا نرى النظرة التفائلية والرسالة الايجابية التي يحاول أن يوصلها مشرف الفرقة إلى كل من شاهد هذا العرض لتكون حافزاً لتحقيق الهدف الأغلى.