وفائي ليلا: لم أكُن مناسبًا للآخرين

0

1

موجودٌ في هذه الثّلاجة

جثة محنّطة

مجرّد قامة قصيرة تختفي في معطفٍ طويل

هناكَ في أروقةِ المولات

حيثُ تنعكسُ القاماتُ المسرعة

خطواتٌ تتزاحمُ

ولا ترتطمُ أبدًا

أو تتصافحُ

هنالكَ أقفُ في فاترينةِ العرض

مثل “مانيكان” عارية

ترمقُ العابرينَ بعين دهشتها

وكلّما وضعَ أحدهم بطاقةَ ائتمانه ليقتني جثة

يسقطُ قلبي

من الفرح.

2

دائمًا لم أكُن ملائمًا لأحد

لسببٍ ما

لم أكُن مناسبًا للآخرين.

3

ينطفئ قلبي

يكفي أن أرفعَ عينيّ المُعتمتين

لتُضيء.

4

تلزمُني خمسُ دقائقَ لأتذكّر

هل الشوكةُ في اليد اليسار

والسكين في اليد اليمين؟ 

رقمُ بطاقة البنك، وأنا أسحب النقود

خمسُ دقائق كي أستدعي المعلومات حين يتطلب الأمر التعريف بي

خمسُ دقائق لأتذكّر آخر من سدّد إلى قلبي كلّ محبته السّامة 

تلزمُني خمس دقائق كي أتذكّر اسمي في غرفة التحقيق

اسمي كاملًا مع الأب والجد واللّقب

أكثرُ من ذلكَ الوقتِ حينَ يتعلقُ الأمرُ برقمي العسكريّ

أو تاريخ ميلادي

تلزمني خمس دقائق لأتذكر دوري

ومن أكون.

*الترا صوت