عبير خديجة، شاعرة سورية من سلمية
مجلة أوراق- العدد 15
أوراق الشعر
وئيدُ الخُطى وعلى كتفيَّ أحملُ غيماً ثقيلاً شطرتني الرِّيح
ولم أُنذِر بمَطر.
أَمرُّ بالوردةِ فتجرحها الرِّقة ويُعطِشها ندايْ
وأنَّ الحُزنَ في وجوهِ الطالعينَ من جلودهم صُبحاً
رشيقٌ نحوَنا.
منذُ طعنةٍ أنا ظل الله راقصٌ على الأرض أُخمّنُ، أنَّ العالم مثلما ابتدأ سينتهي بخطئٍ فادح.
رشيقُ الخُطى بعدَ خيبةٍ ستأتي غداً.
مُحمَّلٌ كاهلي بخطايا الحمقى ولي فرادةُ القول:
نحنُ أبناء الخواطئ أقدامنا على بلّورِ قلوبنا المكسورة، وننهضُ .. ولنا بضاضة العُشبِ بعدَ المُطيرةِ الأولى، ونسمةٌ تَنِزُّ من لحمكم دماً ولكم هناءتكم في هذا الجحيم.
نحنُ أبناء المَهانةِ ولنا علاقةٌ حميمةٌ مع الموت، نؤمن بأنَّ العيشَ على هذهِ الأرض انتحارٌ دُفعنا إليه فصرنا من سلالتهِ مسعورينَ نُجرِّب في كلِّ لحظةٍ انتحاراً ونفشل نخرجُ من صلبهِ مشوَّهين .. ونقول:
الموتُ سهل.
طريقنا ليست واحدة، أقدامنا الرّاجفة ألعوبة الرِّيح في خريفٍ لن يأتي أبداً … فلوِّن وردكَ من وريدي – العالم المخبوء في قطرةٍ حيٌّ – كي لا ننفصل أبداً .
نحنُ أبناء هوَّةٍ حرفتنا أن نبقى على الحافةِ أبداً. نحنُ أبناء الماء ونموتُ عطاشى، أبناءُ المتاهاتِ وتُهنا، أبناءُ السَّكرتين ونحيا بشمَّة عِطر .. وفي عينِ كلّ ابن لاهيةٍ جُناةُ طقسٍ، وإن برؤنا رُجمنا.
ملحونٌ قهرنا ومعلقةٌ أرواحنا بطرفِ جَناح. فضاؤنا خانِقٌ وعوالمنا هشيم في كفِ نار. مَضحوكٌ علينا بالأمل يئسنا من كوننا لا نيئس وأننا ضدّانِ حميمانِ ويختصمان !!
ليلاً يغمَقُ الأبيَضُ، في لحظةِ الموتِ الصريح كلُ أبناءِ عاهرةٍ يقرأون !!!
صراخٌ كثيرٌ في الحناجِر، وصوتُ فصدِ اللحمِ عن اللحم .. ليسَ مهماً، إنَّكَ الآن أعمى.
فاكتب كأنَّ حتى الله ومثلما يفعل دائماً قد نامَ عنك .. اكتب والأصابع ليست ضرورة.
العالم لا يُشبه نفسه الآن.