هولوغرام
ثمة ظلٌّ يسبقني إلى حذائي كلّما فكّرت في الخروج من البيت باحثًا عن كونْتْوار لا يستغني أبدًا عنْ رائحة الخشب المبلّل بعرق المسافرين.
ظلٌّ يستعمل فرشاة أسناني بمعجونٍ مبيّض ليبتسم في وجه الجميلات، يرتدي سراويل الجينز ويخفي صهيل العطر من وراء أذنيه حتى يستدرج الكلمات إلى سريره المقدّس، حيث سالت عذريّة الروايات والكتب المترجمة.
ظلٌّ يفتح الثّلّاجة في الصّباح على أمل قراءة أخبار سارّة عن دجاجةٍ تقاسمتْ مصيرها مع سكينٍ يتيمٍ فقد أمّه في آلة غسل الأواني.
ظلٌّ ينام إلى جانبي ومنْ تحت وسادته باب مفتوح على أصدقاء يتسلّقون أحلامي وهم يصفّقون لكلّ قصيدةٍ عاريةٍ نسيت إتْلاف ملابسها الداخلية، خشية أن تدلّ المحقّقين على مكانٍ زرعت فيه عينيّ، وخزّنت قطعةً من رئتي اليسرى للحالات الطارئة.
مزاجيّة
في قلبي وجهٌ مائلٌ يطلّ على العالم منْ شرفةٍ مهدّدة بثورة الورود اليابسة وأسطوانات عبد الحليم حافظ القديمة، يأمرني كما يفعل جنرالٌ متقاعدٌ وهو يفْتح دولاب ملابسه أنْ أجمع هزائمه في حصّالةٍ من الأرْجيل لكي يحطّمها كلّما رغب في شراء قطعة فرحٍ جديدٍة تكون مضادّة للصّدمات.
نفس الوجه المائل في قلبي يحاول فهْم مزاج العالم بعد كلّ نشرة أخبارٍ مسائيّة تجري منْ تحتها جثث العابرين، لكن جميع محاولاته تموت قبل النّشرة الجويّة نتيجة جرعاتٍ زائدةٍ منْ أمطار الخير.
يحاول كتابة التاريخ في ورقة يانصيب مقصوصة الأطراف وهو يعلم تمامًا أنّه لا ثقة في الزمان ولا أمان في عقارب تحرس ثكنات الوقت.
في النّهاية، قبل البداية بقليلٍ، أدرٌ أنّ الاستسلام إلى الشّعر والسّهر والرّقص هو إعلان انتصارٍ يجع من كلّ الوجوه المائلة قارّةً جديدة في قلْب المحيط الهادئ.
*الترا صوت