غفوتُ ..
بينما يدكَ ..
تلوّحُ مثلَ قطرةِ ضوءٍ ..
تشقُّ السقفَ الخشبي َ..
ثمَ تذوبُ مثلَ سرٍّ صغير ٍ ..
يلوّن البيت ..
يزحفُ بينَ أشجارِ الصنوبر …
حيثُ يحلمُ جسدي ..
أن ينامَ هناكَ..
مثلَ فكرة ٍ أبدية ..
مثلَ نهرٍ أهديتني إياه …
عندما سحقوا ضفيرتي ..
كما لو أنها زهرةٌ غضة ..
أو رغيفٍ يابس ..
يتدفّق ..
ويرفض أن يقسم المدينة ..
إلى فقراءَ وأغنياء ..
إلى شعراء ..
وصانعي أحلامٍ من التراب والقش ..
إلى بائعي حلوى ..
ولصوصَ أفكار ٍ ورواياتٍ ,
مشى صوت الرصاص على بريقها ..
إلى حاملي بطاقات السفر الصفراء ..
الخائفة من الحدود والأسئلة ..
وموظفين بأصابع متحجّرة..
تقرأ الأرقام قبل العاطفة .. ..
بأنفاسٍ ثقيلة ..
تُرمى في هواء ٍ عليل ..
مثلَ سطور ٍ ترفض أن تتلوّث ..
بعدَ أن تُحبسَ في كتابِ ..
من الورق وخوفٍ لم يرَ الشمس أبداً ..
لتعيشَ طويلاً..
مثلَ نباتات السرخس الفضية ..
والنوارس المتنقّلة ..
بينَ الباديةِ البعيدة ..
عن الخرائط والسلاح ..
وهواء البحر الأبيض المتوسط العتيق …
ولا شيء سيحدث ..
بعدَ أن أزحنا الأنقاضَ في الحلم ..
عن ملمس بيوتنا الهشة ..
الأنقاض التي كسرت ظهر الأرض المهترئ ..
وتركت الذكريات تتجذّر ..
في عروق شجر الزيتون ..
وشجرة العائلة ..
حيثُ النظرات الثاقبة على الأسوار ..
تلتهم صرخاتهم النيئة ..
على الأغصان المنحنية ..
لظلك الطويل ..
تلتهمُ النارَ الكتيمة ..
وقطرات الدم البنفسجية …
المتبقيّة كذكرى من أصحابها ..
قبلَ ذهابهم المرّ ..
حيثُ الحقائب ترفض أن تحترق ..
حيثُ النوافذ مقتوحة ..
والأبواب متكسرة ..
لا تسقط و لا تغادر …
غفوتُ …
وجسدي لم يُغمض عينيه ..
يُحصي عدد الخيام ..
كما لو أنها راياتٌ من الثلج …
أو نجومٌ فضيّة تُزينُ ثوباً أسودَ ..
في يومٍ ماطر في الليل…
تُعبّدُ طريقاً صامتة ..
لخيولٍ مسرعة ..
قادمةٌ من تاريخٍ هشٍ ..
تمرُّ بلا حكايةٍ ..
بلا جرحٍ ٍ مفتوحٍ ..
يدلُّ الأطفالَ إلى أحلامهم الشهيّة .
بلا أثر ..
يؤشّرُ إلى مخطوطٍ ..
نمت عليه الأعشاب في غيابك ..
خبأته الطيور ..
في غرفة الضيوف المغلقة ..
حتى إن حلّقتُ أبعدَ ..
من اليد المرسومة ِ لي ..
لا تتكسّر أجنحة أطفالي ..
وأنا أعلو ..
فوقَ جسورٍ وبلادْ ..
كادت أن تتلاشى ..
لولا غجريةٌ بضفيرتينِ قمحيتين ..
رسمت لها اسماً أخضرَ ..
لتُعيدَ لقصةَ حياتها ..
فأساً وفيّة ,
حطباً وفيراً ..
وسفناً تنقلُ وجه حبيبها …
إن أخذوا البحرَ ومعطفها الأزرق ..
لتُعيدَ للصيف ِ
قمح يديك ..
وللشتاء دفتر العبور إلى الربيع ..
وللخريف لون غيابي ..
لونُ صوتكَ العاري ..
يُغرزُ في ريحٍ بيضاءَ ..
ريحٌ ..
تقولُ بصمتٍٍ ..
كلَّ َ شيء .