محمود الحمزة: نظام الأسد متوغل في دماء شعوب المنطقة

0

هناك الكثير من الأفكار والقراءات الواردة في مقالة الأستاذ رامي الشاعر المعنونة “روسيا: دبلوماسية شرق أوسطية نشطة” بتاريخ 10/4/2021 المنشورة في موقع قناة RT، التي استفزتني واجبرتني على التعليق.

أولا: حول عودة نظام الأسد الى الجامعة العربية وتطبيع العلاقات معه. هل يعقل ان يكافأ نظام ارتكب جرائم حرب ضد شعبه بما فيها السلاح الكيميائي، وهذا تم تثبيته في المنظمات الدولية. ولن اتوقف عند تلك الجرائم فهي أكثر من ان تحصى.  واوصل البلاد الى وضع كارثي وأصبحت سورية دولة فاشلة نتيجة سياسة الفساد والنهب وتكريس الثروات لقتل السوريين. ويعيش السوريون اليوم وضعا كارثيا اقتصاديا واجتماعيا: جوع ومرض وانعدام الأمان فلا كهرباء ولا ماء ولا مدارس ولا مازوت ولا بنزين، بل شبيحة وتجار حرب ينعمون بالملايين ومخابرات تستمر بالتعذيب والاعتقالات!

إن سبب بلاء سوريا وكل مصائبها هو النظام بسياساته القمعية الوحشية وبنهبه لثروات البلاد على مدى عقود وتمسكه بالكرسي على مبدأ “الأسد او نحرق البلد” وللأسف حرق البلد وبقي الطاغية في دمشق.

فهل أزيلت أسباب الاحتجاجات الشعبية الوطنية ضد نظام الأسد أم انها تفاقمت ولماذا تقترحون إعادة تأهيل هذه العصابة المجرمة بدل ان تنظروا الى مطالب الشعب السوري العادلة والمشروعة، ولماذا تستكثر موسكو على السوريين حريتهم واستعادة كرامتهم من هذه العصابة التي امتصت خيرات سورية وحرمت السوريين من كل حقوقهم وحرياتهم لمدة 50 عاما، عداك ان انها حمت حدود إسرائيل التي تضطهد الفلسطينيين وترفض منحهم ابسط الحقوق.

ولا اعتقد ان قانون قيصر هو سبب الغلاء والتدهور الاقتصادي بل سياسة النظام لسنوات طويلة هي السبب. ثم ان ثروات البلاد النفطية والزراعية والحيوانية هي بيد قسد الجناح الاحتياطي لنظام الأسد.

وبالنسبة لإيران. منذ أن قامت الثورة الإسلامية المزعومة أصبحت وبالا على العرب. فقد اثارت النعرة الطائفية وأسست ميليشيات مسلحة في عدة دول عربية: حزب الله في لبنان الذي يعلن امينه العام انه هو وحزبه جنود في جيش ولي الفقيه أي ان انتماءهم ليس للبنان بل للجمهورية الإسلامية. لقد عطل حزب الله الحياة السياسية في لبنان ونشر تجارة المخدرات وهو الذي تدخل في سوريا والعراق واليمن وارتكب جرائم بحق هذه الشعوب. ووصلت نشاطاته الاجرامية وتجارة المخدرات الى أمريكا اللاتينية.

ثم ان ايران جلبت ميليشيات طائفية مثل زينبيون وفاطميون من أفغانستان وباكستان وهم يرفعون رايات وشعارات طائفية متخلفة. ألا تذكر عندما دخلوا مدينة القصيىر ماذا رفعوا على مسجد المدينة. رفعوا راية الحسين والثأر للحسين. فهل تسمي ايران دولة شقيقة!

ماذا فعلت ايران بالعراق بعد ان استلمتها من أمريكا على طبق من ذهب (فلا تصدق ان ايران ضد أمريكا او ضد إسرائيل فهذه مسرحية يضحكون بها على العرب لابتزاز خيراتهم) . لقد نهبت نفط العراق وفرضت سيطرتها على الدولة العراقية من خلال ميليشيات الحشد الشعبي التابعة مباشرة لطهران. ويكفي ان اذكر بان إيران قتلت مئات العلماء العراقيين وكذلك فعلت المخابرات الامريكية

وماذا فعلت إيران باليمن البلد الفقير الآمن؟ لقد فجرت حربا اشعلها الحوثيون وتطلبت تدخلا عسكريا سعوديا لم يحل المشكلة بل تم تدمير اليمن وقتل اليمنيين.

الم تسمع تصريحات مسؤولين إيرانيين من اتباع الخامنئي بأنهم يسيطرون على 4 عواصم عربية وحتى غزة يعتبرونها تحت مظلتهم.

أرى ان الحديث عن الدور الإيراني ومقارنته بالاسرائيلي ليست منطقية ولا علمية فلا يمكن مقارنة السيء بالسيء بل يجب مقارنته بالواقع والممارسات. إسرائيل عدوتنا هذا لا يخضع للنقاش، بالرغم من بعض الدول التي تباركون عودتها الى دمشق، قامت بالتطبيع مع إسرائيل وقدمت له هدايا مجانية على حساب الشعب الفلسطيني.

إنك يا عزيزي أستاذ رامي تقع في نفس مشكلة ارجاع كل شيء للعدو الأمريكي وبهذا فانت تغض النظر عن جرائم نظام الأسد ونظام ولي الفقيه وكل من تحالف معهم من أجل الحفاظ على نظام الأسد القاتل.

هل انت واثق ان نظام الأسد او ان نظام الملالي في طهران حلفاء لروسيا. اعتقد ان كلا النظامين مستعدين ان يختاروا التعاون مع الغرب بمجرد قبوله لهم (وقد قالها خالد العبود- زلمة النظام الذي دعمته موسكو وحافظت على استمراره-  سنشتكي الى مجلس الأمن ونقول ان روسيا دولة محتلة!!!!!)

تقول أن هناك من يشعل الحروب في المنطقة ويريد المتاجرة بالسلاح، لكنني اذكرك بان كل المسؤولين الروس صرحوا وتفاخروا بأنهم جربوا 350 صنفا جديدا من الأسلحة في سوريا! فهل يوجد اخلاق في هذه التصريحات؟ هل تحولت سوريا الى ميدان تجارب للأسلحة ونعرف تمام ان الهدف من تجريب الاسلحة والقول انها ناجحة هو الترويج لبيعها. وروسيا تعتبر تجارة الأسلحة من اهم صادراتها!

وتقول يا أستاذ رامي: ما الذي كان سيحل بسوريا لولا روسيا وإيران!

أقول بأن نظام الأسد هو أصل البلاء وكل من تحالف معه ودعمه يتحمل مسؤولية تاريخية وإنسانية واخلاقية امام الشعب السوري عن جرائم الإبادة التي ارتكبت بحق الشعب السوري.

فالنظام الإيراني لا ينتمي الى الحضارة ولا التاريخ بل هو يخدم اجندة إسرائيل وامريكا بتدميره للمجتمعات العربية بأيدي العرب الشيعة. وهل تريد ان احدثك ماذا يفعل الإيرانيون في العراق وفي سوريا وفي اليمن وفي لبنان. يكفي ان اذكرك بالتهجير القسري للعرب السنة من المحافظات السورية والتغيير الديمغرافي وتوطين مرتزقة أفغان وايرانيين في منازل السوريين، وقد نشر الإيرانيون المخدرات والدعارة في قلب دمشق وحلب.

وتقول أيضا: تهدف إيران إلى جانب أشقائها العرب تحقيق طموحات العرب والشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المعترف بها دولياً وإعلان دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو حزيران 1967، فأي تعارض هنا مع الشرعية الدولية والمجتمع الدولي؟

هل انت واثق مما تقوله؟ وهل كانت ايران شقيقة للعرب يوماً؟ وهل ساعدت ايران الفلسطينيين بشيء سوى استخدامها لهم ورقة خادعة بحجة انها تدافع عن القدس، في وقت شكلت فيلق القدس الذي قام بقتل السوريين. وهل تحرير القدس يمر من حلب او الميادين؟

الحقيقة أن مقالتك الأخيرة محزنة وصادمة لأنك تتحدث عن أمور حساسة من جانب واحد ولا تصل الى الحقيقة الكامنة في عمق الموضوع.

يا عزيزي سوريا بدها حرية وبدها كرامة. لقد أذل النظام الاسدي السوريين واولهم الموالين فبدأوا يتذمرون ويقولون لقد أذلنا هذا النظام. الطلبة لم يعودوا قادرين على الدراسة والناس فقدت القدرة على استخدام المواصلات وبدأ الناس يستخدمون الحمير كوسيلة نقل، وبدأت العائلات تبيع أبنائها لتعيش وبدأ السوريون يبيعون اعضائهم ليعيشوا وحدث ولا حرج.

فهل أصبحت سورية رهينة لعائلة الأسد؟

وهل من حق روسيا وايران ان يفرضا حكم عصابة مجرمة على السوريين ويمنعوهم من تقرير مصيرهم؟

ألم يحن الوقت للعودة الى الضمير وانصاف الشعب السوري الذي قدم أعظم التضحيات وتحمل أبشع الممارسات وأكثرها وحشية في التاريخ من نظام الأسد وداعميه.

*خاص بالموقع