1
كومشو…
ندهت لي جارتي
لألحق شرشفي من الريح
٢
في الخريف
ألتقط القمر ثلاث مرات
لأضعه عقدا على صدر حبيبتي
٣
ترحل الطيور في الخريف
تتابعها الأقمار الصناعية
وأنا لا أرى نفسي
٤
كيف للجدجد ان يسمعني
وهو يترنم في غزله الأبدي
فيما الخريف يودعنا
٥
قمر الزيتون
يمد حصيرته وقت القطاف
ليرفع سلمه صوب السماء
٦
أرتشف قهوتي على الشرفة
لتحط اليمامات قربي
قاذفة أرزاقها في قلب فنجاني
٧
صقر المدينة المال
يجرف في طريقه الأرانب
فيما تختبئ الضفادع بالمستنقعات
٨
لم يبق في مهرجان الشعر
إلا راقصة وبعباع
الزعاق يترنم في كلماته
٩
زمباليا وطن صديقي العزيز
لم أعد أهتم لأي وطن
الروح تسقمها التكرارات
١٠
الخيمة خيبة
الجندي القزم تحول لمحامي
والإسلاموي يخوض بأعراض الناس
١١
بضعة قطرات
تموء القطط اوراق الخريف
وأنين المترو من جوف الأرض
١٢
لا زهور في اجسادنا
الربيع يلقي طرحته
ليحصد الصيف الفاكهة
١٣
جبل الشيخ أبيض
الحجارة تنزلق مندهشة
في كوكب الشتاء
١٤
الندى ينحدر كالعسل
تمضي الرياح في سبيلها
وانا المسافر كل مساء
١٥
لم اعد أحتفي بالمطر
عندما كنت طفلا في الاربعين عاما الأخيرة
كنت أحتفي
١٦
يقترب العام من نهايته
يتثاءب قمري
لأستند على حائط بارد
١٧
يسير صديقي حافيا في الشقة
أجاريه حافيا في الشارع
وقد تبولت الكلاب على خبيزة الحديقة
١٨
الأقحوان يلاعب الريح
القمر متخم
والتلة تستلقي بينهما
١٩
نهار الشتاء قصير القامة
سريع المرور
لا يمل من حضوره
٢٠
اجمع وسائد الأطفال
تغمرني الفرحة
وريش الأحلام المنثور منها
٢١
الليل ساكن
الحافلات نامت
قمري يؤنس وحدتي
٢٢
يسعل جيراني المسنين
طوال ليالي الشتاء
أتألم لوحدتي خلف الجدران
٢٣
قطعان الغيوم السوداء
خطفت قمري
واعتقلته في سجن الشتاء
٢٤
كيف لي رشوة الغيوم
لأستعيد قمري
وأجلبه لأحضاني في الشتاء
٢٥
اجلس في البحيرة
انا وأطفالي
نصطاد الذكريات
٢٦
ترقص أقدامي طربا
وهي تتبلل بمياه بيت جن الباردة
حتى المشمش القريب مني يختفي
٢٧
نقطف التين في جباثا
نملؤ السلال بالعسل
لنحتطب جمال أحراشها
٢٨
مجدرة في ظلال الكينا
وإبريق الشاي يعانق نار الحطب
البصل يحترق بسعادة
٢٩
الشلال يناغي أذني
كجدائل حورية ترمقني
فيما أتقيد بالصاري
٣٠
حليب الناقة كالقمر
يراغمني الحوار على ضرع امه
وباليوم التالي ينتحر
٣١
أصيخ السمع لآنية بعيدة
برادي يهدر
وصوت المطر بينهما
٣٢
لست مني
الأطفال تلهو في الحديقة
والمن والسلوى يهبطان من السماء
٣٣
أستلقي بفراش النوم بالعراء
مدجنة مهجورة تعانق الربيع
والرصاص يهطل قرب السنابل
٣٤
كم لونا للسماء
لازوردي أخضر أحمر أصفر
وفي الشتاء سوداء كطريق الزفت
٣٥
تنعم البقرة بحشائش الربيع
ننعم بالحليب مطلع كل نهار
وقشطة الصباح تضحك للشمس
٣٦
شمس الصبح تقرص عيناي
فيما السيارة تتحداها على الطريق
تهدر المحركات ببنزين الحياة
٣٧
التنين ونجمة القطب
استلقي بين الحشائش
القمر يلقي التحية
٣٨
الحجل يرف وصوته يغمرنا
في هذا الجزء من الجبال الحجرية
تهرب الأرانب لجحورها
٣٩
القمر يشرق
العقوبة لا تتوقف
ولساني يمتد منتشيا بالكبرياء
٤٠
بسيمة تطل تحت أقدامنا
الجبل يئن
والقمر يبكي
٤١
البحر يهدر في شيلة
نخيم على شاطئها
والشمس تغمزنا باوان الغياب
٤٢
طحالب البحر تغزو الأميرات
تتشقق أقدامي من الصخور
وقد نسيت ارتداء نعلي البلاستيكي
٤٣
سفينة العبور تحيي القمر
القمر شاحب الليلة
لكن دفء المركب يدفعه للابتسام
٤٤
تنعق النوارس كل فجر
في كارتال… القمر يصنع مرآته البحرية
في عام الصواعق ذاك
٤٥
عندما تمطر البادية
تمتنع السيارات عن غمار البرية
السيل والانهدامات وحشان مرعبان
٤٦
قمر الطين
تغطي رمال البادية السماء
الصحراء غاضبة
٤٧
زهر البنفسج يغمر الربيع
لم أكن أحمل موبايلي
لأرسم ملحمتي الشعرية
٤٨
في قرية سهلية
تمتلئ بقاع الأرض بالقصور والفيلل
وحدي مع الأطفال نرى الربيع
٤٩
طائر الغطاس يتقلب بالبوسفور
يرفع رأسه لتحيتي
ثم ينشغل بسمكته تحت الماء
٥٠
تعبر الدلافين بحر مرمرة
زعانفها تلمع على ضوء القمر
وأنا اتمدد في بستنجي
٥١
تموء القطة عند أقدامي
اقف وحيدا أمام الشوك
وقد وصلني خبر وفاة عزيز
٥٢
تمد الكلاب ألسنتها حين تبتسم
لكنها الورود أيضا تغازل ببتلاتها
لتخلد وجودها بين صفحات كتاب
٥٣
أسمع أذان الفجر البعيد
المؤذن القريب مني ربما لازال نائم
وربما انقطع سلك الميكروفون
٥٤
السابعة صباحا
رحل القمر لمكان آخر
فيما تتنحنح الشمس تستأذن بخجل
٥٥
المطر الهانئ يناغينا
القمر والشمس يتنحيان عن منصبهما
فيما يبرع الماء في اقناعنا بسلطته
٥٦
يتثاءب ربان السفينة
اسكودار ترفع ذقنها نحو بيشكتاش
لا احد غيري يخوض البحر
٥٧
توتورو يرفع مظلته
وحافلة القطة تطير بطفلتها
ربما ميازاكي انبعث في غرفتي
٥٨
أمواج كاناغاوا تقبض على الصيادين
فوجي يطلب الرحمة
ربما الآلهة استجابت
٥٩
ترتدي قمري حجر الزمرد
الأخضر يليق بأناملها
القمر لا يحب الاختباء لكنه يتنقل
٦٠
اوريغامي الأسماك
زفير الروح
تشهق جميعها بانفاس الشجر
٦١
القمر سيميت
ليتلذذ مع الاسطنبوليين كل صباح
طعم الشاي على شكل التوليب
٦٢
فيما يفرك بائع السيميت عيناه
يتلهف اطفال المدارس لسيد الصباح
وحدها الشمس تصفق للقائهم
٦٣
تربك الكستناء أمطار الشتاء
تحت المظلة
يطل الزبون أمام البائع
٦٤
فيما يطبخ الأورفليون الميديا
في حي الأرمن
مرفأ يني كابي يبارك
٦٥
نقف على الطابور الشتائي
امام احمد ميدياجي في بشكتاش
نتذوق الميديا الساخنة بعصرة ليمون
٦٦
سمك ايمنونو المشوي
يتحدى باليك اكميك اوسكودار كل مساء
بالون الأماني ينطلق بعيدا خلف الغيوم
٦٧
الذرة تقول للعابرين هلموا
الليمون يمد لسانه لزجاج العربة
الطفل ينام في حضن أمه
٦٨
الأرز يداعب الحمص في طاووق بيلاف
الدجاجة تسترخي في ساونا الشارع
الكاتشاب والفليفلة يودعان المونديال
٦٩
الكوكوريتش تحادث الدونر
الطنطوني المرسيني يناقش الدوروم
وحدها معدتي تختار
٧٠
لحمجون أنطاليا يزاحم البوريك
ربما أختار السكر الناعم
كأس الشاي يقاطع الكمبير
٧١
الأيل مرجل
في خريف نارا
وحده الغراب من يشعر بالبرد
٧٢
أيها الكادحون
أحبكم في الله
أستأذنكم بغفوة بعد قليل
٧٣
حتى التانوكي المخادع
يحتفي بالخريف
ويتدثر اوراق الشجر الميتة
٧٤
تخربش القطة على باب صاحبها
وهي لا تعلم
انه مكان عمله لا منزله
٧٥
تمر حافلة هادرة بمحركها
وأنا في غرفتي
اكتب الهايكو
٧٦
أسير في الحارات
دون انتباه
لكني اصل منزلي
٧٧
هناك
على بعد ألف كم
يقبع منزلي
٧٨
الفواتير
الأجار
وحساب السمان السوري
٧٩
كل أطفال الحافلات
يمرحون لرؤيتي
ربما لأنهم من جيلي
٨٠
يتمدد القمر
على سرير النجوم
ليغط في نومه الشتوي
٨١
تناجي القطة القمر
في الحقيقة هو مصباح كهربائي
في غرفة معزولة
٨٢
تتراكم القطط كالحجارة
تتراغم فيما بينها عند مدفأة
الشتاء على الباب
٨٣
ترتعش الطيور من المطر
تتظلل بما تبقى
من أوراق الشجر
٨٤
يتطاير كيس النايلون في الفضاء
تأخذه العاصفة وتأتي به كيفما تشاء
ربما علينا إنقاذه من براثن الموت
٨٥
تتراكم أقنعة الكورونا في البحار
لم يعد يستعملها البشر
وتراكمت كذلك في المستودعات
٨٦
أشعل النار في الشارع
الدفء الشتائي يغريني
فيما أقدامي باردة
٨٨
يغسلونك عندما تولد
ويغسلونك عندما تموت
وبينهما رحلة قذرة
٨٩
يتمرن أمن القطارات في طوكيو
على مواجهة سكين
وسكير يعتلي ارض مترو
٩٠
حتى الكركي الناسك في صبره
وقد اعتاد الرحيل والهجرة
يعجز عن وصف بحيراته الذهبية
٩١
ينحني الجوري
فيتذمر الربيع
وطريقي قلم رصاص
٩٢
يختال الياسمين بعطره
الزيز يسترخي قربه
ربما البياض لم يعد نقيا
٩٣
يشيخ البنفسج سريعا
النمل يستعجل الحصاد
فالشتاء قادم
٩٤
التوليب سجادة
تسرع بالاحتراق
شمعة الموتى
٩٥
الزنبقة الصفراء
تتباهى بين أصص منزلي
والعطرة تفوح كل مساء
٩٦
تشارك وردات امي
هذا العام
بمهرجان حقوق الانسان
٩٧
أفتتح حديقة بمدرستي
يزرعها الأطفال
لتمرح الغراس والأزاهير
٩٨
هانامي الياسمين
هانا واساكو
ديواني نثر كتبتهما من قلبي
٩٩
ذاكرتي أزهار
فأي عطر في قلبي
أنثره لهذا العالم
١٠٠
سيارين الشام
تمتلئ الغوطة بالناس
لترحب بهم الأزاهير
١٠١
في نيروز النازحين
ذكرى الاستقلال
ازهار بريقة تحتفي