وهل تعرف أن احبتنا من يستحقوا الحياة ماتوا
وهل تعرف أن القدر ذاته مات
وأن الزهرة التي تتفتح كل ربيع تيبست
وأن القهر السوري امتداد القهر
وأن الموت لا عطلة له
كم من بذرة وربما ثمرة لم تقدم للأرض عطاءها
ودفنت حيث دفنت
وهذا الهرس لأجسادنا الهزيلة
وتلك الاماني المعطلة
وذاك الجسد المنكوب في حضرة وطن التعفن
وهل للغرغرينا علاج غير البتر؟
وهل للمتملقين زاوية وحضرة وطريقة وإنشاد؟
من نحن في هذا العالم السام؟
ومن أولئك الآخرين سوى نحن؟
من لنا في جمر الرماد سوى أحجية؟!
تلتمع أضواء الحياة في رقرقة ماء صاف
وتتراقص الساحرات في مقشات موسيقى الغياب
يضغط إصبعي على زر جرس الأمل الأخير بلا جدوى
لا جدوى للحزن
كما لا جدوى للاحتراق في قميص العبث
كم مرة رأينا الموت بأرواحنا
وكم مرة رأيناها في ارواح الآخرين
وهل للجحيم ريح من جنة الكرامات؟!..
يؤم الزعفران رياحين العرين
ودائرة الخلود على كوكب العروش
كم من قبلة تيممها الحجاج التائهين
وكم حجر قبلنا وصنم
زفير الكواكب لا يكفيه خنق الأنفاس ولا انقطاعها
وهل تعرف الموت؟
حينما تحط على قيود الأرض الراجفة
وهل تعرف أن الفجر طريق الغروب؟
من نحن في ابجدية اللامعنى؟
ومن نكون؟
هل سألت الموت عن منتهى الطموح؟
عن اللاوعي في حضرة المقابر
عن الزفرات في احتضار الكون
هل صرخت قهرا
هل جرحك عابر سبيل في حياتك؟!
ما الجرح في هزلية بيانو ساخر؟
تتوافد البتلات وتهزها ألحان ناي يبكي
هناك … حيث تحتضر البشرية….