ضمن سلسلة “عالم المعرفة“، أصدر “المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب” في الكويت، حديثًا، كتاب “زمن الغضب: تأريخ الحاضر“، لمؤلفه الكاتب والروائي الهندي بانكاج ميشرا، ترجمة معاوية سعيدون.
يسعى المؤلف في كتابه الصادر باللغة الإنجليزية عام 2017، إلى تقديم تحليل مفصل لعصرنا الحالي لناحية انتشار الغضب والعنف والكراهية، مقابل تراجع القدرة على تحقيق الحرية والديمقراطية والازدهار، وكل ما يمكن أن يؤدي إلى بناء مستقبل آمن ومستقر.
وفي هذا السياق، يحاول ميشرا تفسير أسباب ظهور الجماعات الإرهابية المتطرفة، مثل تنظيم “داعش“، والحركات السياسية القومية والانعزالية اليمينية التي يرى أن ظهورها يرتبط، على نحوٍ وثيق، بالعولمة والفردانية والعلمانية والرأسمالية وغيرها من المفاهيم الغربية.
ويعتبر الكاتب أن عالمنا، وعلى العكس من المقولات التي راجت بعد سقوط الاتحاد السوفييتي ونهاية الحرب الباردة حول السلام والازدهار، يعيش حالة من الفوضى والاضطراب نتيجة الحرمان والتهميش السياسي والاجتماعي، إلى جانب تصاعد العنف والكراهية ضد المهاجرين والأقليات الدينية، التي يستخدمها قادة الأحزاب اليمينية الشعبوية للوصول إلى السلطة والبقاء فيها.
وتشير تفسيرات ميشرا وتحليلاته، إلى جانب البحث في ظهور الفكر التنويري واندلاع الثورة الفرنسية بوصفهما المسؤولان عن نهاية نظام الحكم القديم القائم على الملَكية والأرستقراطية والدين، إلى أن النظام الجديد غير قادر على تحقيق العدالة والمساواة بين البشر. بل، وعلى العكس تمامًا، سوف يؤدي إلى حالة من التنافس الشرس الذي قد ينتهي إلى حروب تؤدي إلى إعادة إحياء ظاهرة الاستعمار.
*الترا صوت