قصائد*

0

فرج بيرقدار

شاعر سوري، ورئيس رابطة الكتاب السوريين

نشر عدة مجموعات شعرية، وحصل على العديد من الجوائز العالمية.

مجلة أوراق- العدد 17-18

أوراق الشعر

يتدانى

دمعُكَ لا لونَ لَهْ

ودماؤكَ بيضاءُ فوق ثلوجِ الحقيقة

مَنْ سيراها؟!

تقول أغانيكَ في الليل

أنّكَ كنتَ جباناً

فإمَّا تعالى إلهُك فاذهبْ إليهِ

ودعْ لي إلهي الذي يتدانى

على مَهَلِ كالندى

لا ألوهةَ ما فوق باطنِ هذا الترابْ

فإلهي من الأرض مثلي

ومثلُ إلهي أنا

لا حضور لنا إن حضرنا

وليس لنا من غيابْ.

ستوكهولم 2017

أخوه الفرات

كلّ ما فاتَ

لا لم يفُتْ يا صديقي

وليس له من رُفاتْ 

الأناجيلُ أجمل مما تقولُ

القصائدُ أيضاً

وأيضاً صبايا دمشقَ

وقرآنُ أمي

وتوراةُ سيدة من يهود العراق

تحنُّ إلى أن يكون البكاءُ على رِسْلِهِ

في الأغاني

وفي ما مضى أو سيأتي

وإن شئتَ بينَ ضفاف قتيلٍ نسميهِ دِجلة

يبكي

ونبكي

ويبكي عليهِ أخوه الفراتْ.

شبيهي

وله التنائي عن ظنون الشوكِ

حين الياسمينُ..

وله الشكوكُ

إذا اليقينُ..

وله طيورٌ يستبدُّ بها الفضاءُ

له قيود لا ترنُّ

ولا يراها غيرهُ

وله سجونُ:

أيامه،

وبلاده،

ورحيله،

 وتقلب الأهواء،

 والذكرى،

 وأسماء الفصول،

وما يكون ولا يكونُ.

النوارس

كبناتِ أفكار البحار

هي النوارسُ

غير أني يا صحارانا

وأمَّ رمالنا

وخلاصةَ الأهواء والأديانْ

لا أشتهي منها سوى معنى الشراعِ

وقد أجذِّف في الرمالِ

وربما أستلُّ مئذنة من التاريخ

أطعنني بها

كي لا أنامْ.

وَتَرٌ على أوجاع روحك يا غريبُ

عنيتُني

وخجلتُ من نفسي

وواسيتُ النوارسَ

واشتهيتُ لو انني

ما كنتُ أشبُهها بترحالي

ولا كانت جنازاتُ الهوى

حلباً وشامْ.

من كان يمشي في الأمامِ

هوَ الإمامُ

ومن مشى في نومهِ

كان المسرنِمَ

والطيور بغير أجنحةٍ

كلامٌ في كلامْ.

ستوكهولم 2018

غصص

المكانُ

قليلٌ قليلُ

والزمانُ

ثقيلُ ثقيلُ

لكأنَّ السجونَ بلا أملٍ

والسجودَ بلا طائلٍ

ويطولُ

كيف للكون أن يتردَّى

إلى ذلك الدرك، قلتُ

وسوف أقولُ

غصَّ بحرٌ بأطفالنا

واكتوى الملحُ بالجرحِ

يا ملحُ أنتَ القتيلُ

كم لكَ الشوك يا وردَنا

 كمْ لكِ اللهُ يا سورِيا

كم لكَ الحُبُّ يا مستحيلُ.

* ستوكهولم 2018