تصادف اليوم الذكرى الخامسة لوفاة الأكاديمي والمفكر صادق جلال العظم، وهو أحد أهم مفكري القرن العشرين.
تولى خلال حياته عدة مناصب مهمة، فكان أستاذاً للفلسفة والفكر العربي الحديث والمعاصر في جامعة نيويورك والجامعة الأمريكية في بيروت، وشغل مهمة أستاذ فخري بجامعة دمشق في الفلسفة الأوروبية الحديثة، وعمل كأستاذ زائر في قسم دراسات الشرق الأدنى بجامعة برنستون حتى عام 2007.
وهو أحد الأعضاء المؤسسين لـ«لجان إحياء المجتمع المدني» كما ساهم في نقاشات «ربيع دمشق» وأجوائها.
لم تنفصل مواقف العظم عن أفكاره، فقد أعلن تأييده للثورة السورية، وانحاز لها منذ بداياتها، من أقواله عنها:
“الثورة السورية هي ثورة، سواء تأسلمت أو تعلمنت، هي كاشف أخلاقي وإنساني وثقافي لكل البديهيات القديمة، وأنا سأبقى معها حتى لو التهمتني، حتى لو كنت من ضحاياها، حتى لو دفعت الثمن حياتي، سأبقى منحازاً لها ما دمت قادراً على التنفس.”
ترك لنا حصيلة من الكتب المهمة، ويعتبر كثيرون أن ” نقد الفكر الديني” هو الأكثر أهمية نشره عام 1969 انتقد فيه الدين كأسلوب حياة، وطريقة تفكير، وجاء في تعريفه “هو مجموعة أبحاث تتصدى بالنقد العلمي والمناقشة العلمانية والمراجعة العصرية لبعض نواحي الفكر الديني السائد حاليا بصوره المختلفة والمتعددة في الوطن العربي”.
تسبب كتابه “نقد الفكر الديني” في سجنه ومحاكمته ثم تبرئته، حيث وقف في وجهه الشيخ محمد جواد مغنية والإمام موسى الصدر والمفتي نديم الجسر، لينتقل إلى الأردن للتدريس فيها، ثم يمنع من دخول الأردن، قبل أن يعود إلى دمشق ليعمل أستاذاً في جامعتها.
من كتبه المهمة أيضاً” ذهنية التحريم”، “الاستشراق معكوساً”، “دفاعاً عن المادية والتاريخ”
توفي العظم في منفاه في العاصمة الألمانية برلين عن 82 عاما، بعد معاناة مع المرض.