فوز رواية هندية بـ«بوكر الدولية» يسلط الضوء على دور النشر المستقلة

0

جاء فوز «Tomb of Sand» (ضريح الرمل)، المترجمة من الهندية للكاتبة غيتانجالي شري بجائزة «بوكر الدولية»، وهي أول رواية مترجمة من الهندية تنال هذه الجائزة التي قيمتها 50000 جنيه إسترليني تقسم بين المؤلفة والمترجمة ديزي روكويل، ليسلط الضوء مرة أخرى على دور النشر المستقلة، التي تضع الاعتبارات الأدبية والجمالية قبل الاعتبارات المادية، على عكس دور النشر الكبرى المهيمنة على سوق الكتاب.
وكانت دار «تلتيد آكسيس بريس» الصغيرة المستقلة قد نشرت ترجمة لرواية «ضريح الرمل» عن الهندية، وهي أول مرة تفوز فيها رواية مكتوبة في الأصل بأي لغة هندية.
تدور أحداث «ضريح الرمال» حول امرأة تبلغ من العمر 80 عاماً تدخل في حالة اكتئاب عميق عندما يموت زوجها، ثم تحاول مجدداً الحصول على فرصة حياة جديدة. وتسافر المرأة إلى باكستان لتسترجع ذكرياتها القديمة الصادمة التي لم تبارح ذاكرتها منذ سنوات المراهقة عندما جرى تقسيم الدولة إلى دولتين بعد إعلان استقلال باكستان عن الهند، لتعيد تقييم تجربتها كأم، وكابنة، وكامرأة وكناشطة نسوية.
ووصف فرانك وين، رئيس لجنة التحكيم لجائزة هذا العام وأول مترجم يترأس الجنة، الرواية بأنها «مسلية وممتعة للغاية وجذابة ساحرة ومضحكة وخفيفة. ورغم الموضوعات المختلفة التي تتناولها، فإنها تناسب الجميع».
وقال وين إن «لجنة التحكيم – التي تضم الكاتبة والأكاديمية ميرف إمري، والكاتبة والمحامية بيتينا غاباه، والكاتبة والكوميديانة ومقدمة البرامج الإذاعية والبودكاست فيف جروسكوب، والمترجم والمؤلف جيريمي تيانج – أجرت نقاشاً مستفيضاً وكانت هذه الرواية من اختيار الحكام بأغلبية ساحقة».
ولشيري ثلاث روايات والعديد من مجموعات القصص القصيرة، ورواية «ضريح الرمل» هي أول رواية تنشر لها في المملكة المتحدة. أما المترجم روكويل فهو رسام وكاتب ومترجم يعيش في فيرمونت بالولايات المتحدة، وقد ترجم عدداً من الأعمال من الأدب الهندي وكذلك من لغة الأوردو.
وذكر رئيس لجنة المحكمين أن ترجمة روكويل «نجحت بشكل مذهل، خصوصاً أن الكثير من أجزاء النص الأصلي يعتمد على التلاعب بالألفاظ، وعلى أصوات وإيقاعات اللغة الهندية».
وكانت رواية «ضريح الرمل» قد نشرت عن طريق دار النشر الصغيرة المستقلة «Tilted Axis Press»، وهي ليست المرة الأولى للدار التي تفوز فيها رواية نشرتها بجائزة «بوكر الدولية» فحسب، بل أيضاً المرة الأولى التي تدخل فيها رواية منشورة عن طريق الدار القائمة القصيرة.
ويعود الفضل في تأسيس الدار للروائية ديبورا سميث، الفائزة بأول نسخة من جائزة «بوكر الدولية» بالاشتراك مع هان كانغ لترجمتها لرواية «Kang’s The Vegetable» عام 2016، واستخدمت قيمة الجائزة المادية لتأسيس دار النشر.
وضمت القائمة القصيرة للجائزة روايات لدور نشر مثل «Fitzcarraldo Editions» و«Charco Press» و«Honford Star»، وهي أيضاً دور نشر مستقلة. عن ذلك، يقول رئيس لجنة التحكيم إن «صغار الناشرين المستقلين قاموا بعمل عظيم في عرض الأعمال المترجمة على الناس ولا يزال هناك المزيد للقيام به. لا يزال هناك شعور بأن نشر الترجمات أمر صعب، لكنه ليس أكثر صعوبة من أي أعمال أخرى».
وذكر أنه يأمل أن يؤدي فوز رواية «ضريح الرمل» إلى تشجيع المزيد من ترجمات الكتب من لغات غير أوروبية، مضيفاً: «رغم حقيقة أن بريطانيا لديها علاقة طويلة جداً مع شبه القارة الهندية، فإن عدداً قليلاً جداً من الروايات قد تمت ترجمته من الهندية، والأردية، والمالايالامية، والبنغالية. أرى هذا أمراً مؤسفاً وأعتقد أنه يحدث لأن قسماً ضئيلاً من الكتاب الهنود يكتبون باللغة الإنجليزية. قد نشعر بأن لدينا بالفعل الكتاب الهنود الذين نحتاج إليهم ولكن للأسف هناك الكثير والكثير من الكتاب الهنود الذين لم نعرفهم لمجرد أن أعمالهم لم تترجم».
وكانت لجنة الجائزة قد تسلمت 135 رواية، وهو عدد قياسي من الطلبات الواردة. وشملت الكتب الأخرى الموجودة في القائمة القصيرة روايات مثل «كتب يعقوب» للكاتب أولغا توكارتشوك، وترجمتها جينيفر كروفت من البولندية؛ وسبق للاثنين الفوز بالجائزة ذاتها في السابق. كما جرى ترشيح رواية «الأرنب الملعون» من تأليف بورا تشونغ، وترجمها أنتون هور من اللغة الكورية. ورواية «Septology VI – VII» لجون فوس، ترجمها داميون سيرلز من النرويجية، ورواية «الجنة» لميكا كاواكامي، ترجمة سام بيت وديفيد بويد من اليابانية، و«إلينا نوز» لكلوديا بينيرو، ترجمة فرانسيس ريدل من الإسبانية.
الجدير بالذكر أن جائزة 2021 ذهبت لرواية «في الليل كل الدم أسود» للكاتب ديفيد ديوب ترجمة آنا موسكوفاكيس. وهي المرة الأولى التي يفوز فيها روائي فرنسي بالجائزة.

الشرق الأوسط