المطرُ لا يُهمّني
الريحُ لا تُهمّني
لا ولا الوقتُ
ونشوةُ الشمسِ
أو مَرارُ القهوة.
أنا الوِحدةُ تقتلُني
وأنا بينَ الناسِ. تقتلني.
أحسُّ روحيَ المهجورة
قبالةَ النافذةِ الصامتةِ
تجلسُ وحيدةً ومحاطةً بالفراغ.
لا أدري
أهيَ شيخوختي
أم أنّ الطرقَ قد باتتْ كسيحة..
ربما بدأتْ تقرعُ الأجراس
ربما..
حتى إنّ الأشياءَ
لم تعدْ هي الأشياءُ..
الحاراتُ الأزقةُ النوافذُ والشرفات.
حتى التَّوق/ باتَ اليومَ ينزاح
وأصبحَ العدمُ ثلجاً فقدَ ابتسامتَهُ. وينتظر
ينتظرُ ما تبقّى من نوافذَ وشرفاتٍ وتوق…
المطرُ لا يُهمُّني
والرّيحُ لا تهمّني
لا ولا الوقت..
يهمّني أن أرى البعضَ
إن تبقّى بعضُهم من أحبتي..
كأنني بتُّ.
أو هم، قد باتوا جزءاً من الفراغِ في الفراغ…
المطرُ لا يهمّني. وإن بلَّلني
الريحُ كذلك
لا ولا الوقتُ أو نشوةُ الشمسِ
أو انعدامُ المتعةِ في قهوتي.
أنا الوِحدةُ تقتلُني
من أوّلِ الوريدِ
حتى شيخوختي….
*خاص بالموقع