محمود باكير
كاتب وشاعر ومحامي سوري، أصدر مجلة الكواكبي سنة 2011
مجلة أوراق- العدد 17-18
أوراق الشعر
الفلافل في إدلب ليست مجرد طعام عابر…
أو تراث…
الفلافل هنا… أيديولوجيا…
بل عقيدة…
متطرفة… يأكلها الغلاة…
كمن يأكل آلهة فقدت رسائلها….
كتبها…. أو تراتيل السماء….
………
…..
ترنيمة…
قرب الكنائس…
أو آية تتلى…
على مساءات النحيب…
أو كالحنين…
…………
…….
شيء يشبه…
“القومية”
التي تنام تحت الجلد الهش…
وتستيقظ…
في أفران الحروب القوية…
أو شيء…
يشبه النشيد الوطني…
أو العلم…..
…………….
…….
أينما وليت وجهك… ثمة رائحة…
رائحة حريفة… من روحها….
ترسم الفضاء…
والشجر الأليف…
وتدخل من تخاريم الشوارع…
والشبابيك المشرعة…
والجهات….
…………
……
الفلافل هنا… وطن…
تركه أصحابه… فوق الأرصفة…
ليأكله العسس…
…………….
………
وطن…
للمقيم وللغريب…
وللجموع الهائمة….
بلا رمز أو فرس….
…………
…….
تعرفهم من ملامحهم…
ومن طريقة اللف…
والاكسسوارات….
ومن طريقة…
“القض والانقضاض”….
…………
…….
الفلافل في إدلب…
ملح الناس الذي يدوم…
وينجب الوفاء…
ويراكم الخيانات…
ويغسل الخطيئة….
بزيت الغواية…
حتى ينضج صدرها العاري…
كالمفخخات…..
………….
……..
الفلافل…
غطاء الفقير…
سماء الغريب…
ومخدة المتعب…
واستراحة المنهكين….
والرعاة…
………..
…….
الفلافل هنا…
مثل كل العقائد…
لها طغاتها…
مستبديها…
ولها ما لها من الطبقات الرثة والرعاع….
ولها طقس من الخيانة…
والترفع والعنصرية….
كمن يتورط في قصيدة…
في امرأة…
أو غلام….
………….
…..
الفلافل هنا…
طقس يشبه العرس…
تحت شرفة….
و فوق غيمة….
أو قرب “كشة” من حمام..
…………
……
في إدلب…
الفلافل…. الآن…
الآن هنا…
“نشيدنا الوطني”….
المترفع عن فقرنا… عن ذلنا…
عن ملحنا… عن جرحنا….
وعن كل شيء…
……….
…..
الفلافل… في إدلب….
أغنية الصباح….
التي ينشدها الفقير ….
ويخجلُ من فضيحتها… الطغاة………؟!