فراغ كأنما اللهب

0

مضر حمكو

شاعر وكاتب سوري من الحسكة

مجلة أوراق- العدد 17-18

أوراق الشعر

وأنا انازع نفسي على الفراغ

نسيت أن أملأ قِدرَ الفرح

فنام العالم جائعاً

نسيت أن أسأل أمي:

أينا سيموت واقفاً أكثر 

أنا أم اختي الشجرة

انتظرني أيها الطوفان أخيط فتق النهر في رأسي

كي ألحق بك 

انتظرني حيث لا بحر هناك

*****

كالنحل جال رهيفا في خاطر الزهر 

كأجنحة الفراش تمحو دمع المصابيح

كارتعاش شفاه المنتظرات العائدين من الغياب

كالبحر لفّ قلبه في حلم غيمة 

هدية للسماء

كذرف السماء لقلبه 

سنذهب غدا خفيفين إلى الوجود

ونغني له الحب

*****

عرفت أنه تكلم بلسان الغيم

حين تبلل قلبها

كأن ريق السماء صار الكلام

أقلبها الذي سال أم الندى؟

أم السماء صارت الأرض وانداحت 

كواكبها 

كل ما كانت تعرفه أن الجهات بلل 

من شرق الجسد أشرقت شمس 

من غرب القلب ظهر قوس قزح 

تركض لتجمع مطر أطيافه عن أرضها 

تصيح بالريح توقفي 

تصيح به لا تتبدد

*****

عرف أنها تكلمت بلسان النار

حين تطاير قلبه في سماوات اللهب 

أهذا الموقد العظيم سماؤها 

كل أعضائه صارت دخان 

كل الأمداء جياد تجره إلى الحريق 

يصيح بها لا تتوقفي حتى يبلغ الرماد 

آخر كواكبي

لا يعرف إن كان مابه النار أم الماء 

لكنه يصيح بالريح انثريني 

إلى آخر البدد.