في لوس أنجليس اختارت مجلة «بيبول» الأمريكية الممثل كريس ايفانز (41 عاماً) ليحمل لقب «الأكثر جاذبية لعام 2022».
وأعتقد أن والدات العالم كله، وأنا منهن، سيعترضن على هذا الاختيار، ووحدها والدة كريس ستسر به.
فكل أُمّ في العالم تجد أن ابنها هو الأكثر جاذبية، وأنا منهن! وأجد ابني هو الذي كان ينبغي أن تختاره مجلة «بيبول» كما كل أمّ أخرى!
ثمة مثل شامي طريف يقول: «القرد بعين أمه غزال»! ولكن حين لا يكون الابن قرداً بل وسيماً بل الأكثر وسامة، تشطب اسم كريس ايفانز وتكتب اسم ابنها بدلاً منه. وهنا ليس رأيي، بل رأي كل أمّ في العالم!
ما من تعويض عن سرقة الحياة
هل أنت على استعداد لقضاء 20 سنة في السجن مقابل 36 مليون دولار؟ مهما كان المرء فقيراً سيرفض بالتأكيد هذه الثروة المسمومة. ولكن ذلك ما حدث لرجلين في U.S.A تم اتهامهما بقتل مالكوم إكس، وحكمت عليهما المحكمة بالسجن المؤبد.. ولكن منذ أسابيع برأت المحكمة العليا لولاية نيويورك الرجلين ودفعت لهما (تعويضاً) بملايين الدولارات. ولكن من غير الممكن شراء سنوات طويلة من عمر الإنسان.. وهذه الملايين لا تكفي لشراء ساعة حرية.. والذين يضيقون بحياتهم أو فقرهم ربما كان عليهم أن يتذكروا نعمة الحرية التي يملكها حتى الفقير، إذ إنها غالية وقلما يلحظها الأحرار الذين لم يُبتلَوا بمحكمة تزج بهم في السجن عن طريق الخطأ ثم تعترف بذلك ولكن بعد 20 سنة!
سجون الاحتلال الإسرائيلي
ما أكثر الأسرى من الفلسطينيين الذين تزج بهم إسرائيل في سجونها، وذنبهم أنهم يعشقون أرض وطنهم ويرفضون ممارسات الاحتلال التي تحرمهم حتى من العلاج إذا مرضوا، أو من مكالمة هاتفية مع الأم أو الابن حتى في لحظة الاحتضار.
ترى، كم من الملايين ينبغي أن تدفعها إسرائيل لأبرياء وأسرى في سجونها؟
أياً كان، قد تدفعه؛ فالوقت لا يباع بأي ثمن.. وفلسطين العربية ستبقى كذلك رغم الممارسات الإسرائيلية الظالمة ورفض الكثير من أقطار العالم لها.. الوطن لا يباع يوماً واحداً في سجون إسرائيل.
«اقتحام» بنك لبناني!
قرأت حرفياً «مودع يفشل في اقتحام مصرف في بيروت للمطالبة بأمواله»، توقفت عند كلمة «اقتحام»!.. فالرجل ليس سارقاً يقتحم «بنك بيبلوس» (الحمراء)، بل أودع نقوده في البنك و»دخل» إليه مطالباً بوديعته أي بحقه. «جمعية المودعين» أفادت أنه تعرض للضرب لدى توقيفه.
أعتقد أن الذي يجب توقيفه هو السارق الحقيقي لأموال المودعين فيه. وستتكرر بالتأكيد محاولات «اقتحام» البنوك لا لسرقتها بل لاستعادة أموالهم (أو بعضها) التي أودعوها في هذه البنوك.. ولن أفهم يوماً ما سبب معاقبة المودع البريء، بل وضربه وإخراجه من البنك بعد (إغلاق أبوابه)، والذي يستحق الضرب هو البنك السارق لا المودع البريء الذي جاء يطالب بماله أو ببعضه، وكان عليه الاحتفاظ به في بيته، في وسادته على الطريقة القديمة. أما الانهيار الاقتصادي والمالي في لبنان فليس من العدل أن يدفع ثمنه المودع الذي وضع ثقته في البنك، والسؤال هو ببساطة: من الذي سرق أموال المودعين؟ أم أن الأسماء (مبنية للمجهول) وسيعاقب البريء الذي أودع أمواله وليس المجرم الحقيقي الذي سرقها! والناس في لبنان بحاجة إلى تفسير لما يدور.. من الذي «اقتحم» أموال الناس وسرقها، وهل «زيارة» مودع يريد المطالبة ببعض ماله أو كله اسمه «اقتحام»؟
قلب لا يعرف الرحمة
ثمة أخبار أطالعها في الصحف وأعجز عن نسيانها، منها مثلاً عن رجل أمن في بنغلاديش قام بإحراق كلبين و14 جرواً وكانوا على قيد الحياة حين أحرقهم! أهذا رجل مجرم أم أنه متنكر في دور رجل أمن؟ وكم من القسوة في قلوب بعض البشر حتى الوحشية ولعل قتلهم حرقاً لكلاب وتعذيبهم لها بديل عن رغبتهم الشريرة في قتل البشر التي يعاقب القانون عليها. أما (رجل الأمن) فقد قتل 16 مخلوقاً وأدهشني كم كان عقابه لا يتناسب مع جريمته؛ فقد عوقب بالسجن ستة أشهر فقط وبغرامة دولارين!
هذا التعامل الوحشي مع الحيوانات هو في جوهره، في نظري، تحذير لأي امرأة من الارتباط برجل كهذا، لا قلب له، وله القدرة على الاستمتاع بتعذيب كائنات حية أخرى مثله حتى ولو كانت كلاباً و14 جرواً.
فقد يأتي دور المرأة (التي ترتبط به) في استمتاعه بتعذيبها ولو نفسياً! رجل كهذا يستحق أن يتحاشاه بقية الناس الذين لا يمتعهم إحراق حيوان ما، والدين الإسلامي الحنيف يذكرنا دائماً بالرفق بالحيوان.
*القدس العربي