انقسم النقّاد ومؤرخي الأدب حول أعمال ستيفان زفايغ التي نظر بعضهم إلى بساطتها وأسلوبه المؤثر ونزوعه الإنساني باعتبارها ميزة تُحسب لتجربته، بينما انتقد آخرون ما وصفوه بسطحية معالجته لللعديد من الأفكار التي طرحها، وانسحب الأمر أيضاً حيال مواقفه السياسية حيث أشار البعض إلى أنه لم يعارض النازية إلى حين أحرق نظام هتلر كتبه.
عن “دار المتنبي للنشر والتوزيع” صدرت حديثاً مجموعة قصصية تضمّ ثلاثة نصوص للكاتب النمساوي (1881 – 1942) بعنوان “معجزات الحياة”، والتي نقلتها إلى العربية الناقدة والمترجمة المصرية زينب محمد عبد الحميد.
تقول المترجمة في حديثها إلى “العربي الجديد” إن “ستيفان زفايغ يمثّل لدى قرّائه أيقونة نادرٌ أن تتواجد؛ إذ يفرض تنوّعُه الإبداعي الثري على قارئه نوعاً من الإبهار، فهو الروائي الموغل في الإنسانية، والقاص الجاد الذي يسلك طريقة السهل الممتنع والمترجم الموثوق وكاتب السيَر الذي يحمل نظرات تحليلية ثاقبة”.
تضيف عبد الحميد “بشكل شخصي فإنني من عشّاقه. إنه كاتبي المفضل الذي اعتصرتْه ويلات الحرب فقرّر الانتحار خلاصاً من فوضى العالم المأساوي. فإذا بي أتتبّع ما تُرجم من كتاباته إلى العربية، وتطوّر الأمر إلى تتبّع ما لم يُتَرجم له على حدّ معرفتي وبحثي؛ فإذا بي أعثر على بعض من القصص فأختار منها ما أترجمها”.
كما تلفت إلى أن “المجموعة تضم ثلاث قصص تتنوع وترصد مهارات زفايغ على مستويات عدّة؛ فالقصة الأولى التي تحمل اسم المجموعة ذاتها وتواجه الإنسان بهواجسه وتنبش عن جوهر الاعتقاد الذي يتصوّره كلّ إنسان عن الحياة ومعجزاتها. أما القصّة الثانية، وهي بعنوان ‘الدين يرد لاحقاً’، فإنها تمجّد من إنسانية البشر، وأجد في القصّة الثالثة ‘حادث عند بحيرة جنيف’ السرّ المعلن الذي صرّح به زفايغ في حياته، إذ تتوازى مأساة بطل القصّة مع مأساة الكاتب؛ فيعلن سرّه الذي أقدم عليه فيما بعد وفاجأ به العالم، ألا وهو الانتحار”.
يُذكر أن زينب محمد عبد الحميد أصدرت كتاباً بعنوان “التصوّف في الرواية المصرية المعاصرة” (2018)، وترجمت كتاب “جوزيف فوشيه: سيرة سياسي” (2020)، بالإضافة إلى اشتراكها مع الكاتب يوسف نبيل في تأليف روايتَي “العالم على جسدي” (2014) و”في مقام العشق” (2013).
*العربي الجديد