سايكولوجا السبير

0

موفق قره حسن

مجلة أوراق العدد 13

مقالات

كنتُ في المقهى عندما صرخ شاب بوجه فتاة كنت أسترق السمع لهما: (بأنا ما سبير).

وبكل علاقة بين تنين ذكر أو أنثى بيكون في هادا الشخص السبير، هوي لمن لجألوا بعد ما يشوطنا الشريك، ومنقصوا بعد ما يحاكينا ويحن علينا الشريك، ومن أهم صفاتو لهاد السببر إنو حكيم ورأيو سديد وما بيخيب ، طبعا نحنا ما مناخد في ، بس منطالبو بالرأي ، ومنزعل منو اذا ما لقينا جنبنا بمتل هاي الأوقات ، من مبدأ ( كلكن هيك ) بالصوتين الذكري والانثوي ، وهاد السببر فيك تشبهو بلاعب الاحتياط والحريف بس صرلو زمن قاعد ع الدكّة بدون ما تجي ولا فرصة إنو ينزل ع الملعب  فمعد طلع بايدو الا انو يكون احتياط ، حتى انو فكرة يكون لاعب أساسي نسيها من زمان ومعد عرّج عليها أبدا .. هو سبير إذا هو موجود .

ومع هذا فالسبير يمكن أن يأخذ عناقا أو دسّة يد في لحظة انهيار من قبل سابره أي لجعلو سبير من باب إنو أنا جنبك وموجود دائماً ، طبعا سابره لن يمانع فهذا النوع من الأفعال محبّذ ومرحّب به في مثل هذه الأوقات على أن تكون من عائلة إنت متل أخي

السبير بطل أغنية ( قال جاني بعد يومين لسميرة سعيد ) ، ربّما كان يملك مشاعر صادقة وحقيقية اتجاه سابره ، ولكن مشاعر صامتة خرساء لا تجيد فنّ البوح ، فيظلّ حزيناً وهو يعطي النصائح لسابره ، والتي هي حكماً صادقة  ، فهو لا يريد استغلال هذه المواقف ليثبت نفسه برغم مقولاته المعتادة التي تبدأ بكلهن كلاب وألف شخص بيتمناكي ، ولكنه يكتفي بالعناق البسيط من النوع الأخوي ، هذه القناعة الرائعة لن تجدها أبدا إلا  عنده  هذا المخلوق الرائع والمهمّش تماماً كضارب المثلّث في الأوركسترا الوطنية

السبير معطاء وكريم فهو لن يتوانى عن إبداء المساعدة أو مد يد العون لن يبخل بتوزيع المحارم وإن انقطع منها على حين غرّة لن يعدم الحيلة فتراه يبادر بكمّه وبيديه ، مخلوق لطيف حتى أن فتاة ما أحبّت فيه لطفه ،و شخصيته الحسنة ، إلا أنه أبى واستكبر لا لشيء فقط لأنه سبير ولن يستطيع أن يكون إلا هذا فتذهب الفتاة إلى شب سبير يقوم بدور فارس أحلامها وكاسر فؤادها السبير الأوّل بطل قصتنا

السبير بطل العالم بجمع البلوكات ، فكلّما عاد سابره إلى شريكه ، يجد البلوك يزيّن مواقع تواصله الاجتماعي ، ولكن هو لن ينزعج فضمنيا هو يعرف بأن مرجوعها لعنده ، مهما طال الزمن ، وان عادت ستبادر بأنها كانت مرغمة ، ومكرهة لا بطالة وبأنها من لها في هذه الدنيا غيره ، فيعذرها و يسامحها لانه لن يقوى إلا على هذا ، وهذا لا يعني بأنه تشتوش أبداً ولكن هذه مهنته ومصلحته التي تتوجب عليه أن يكون بسّاماً وبشوشاً كما هو متعارف عليه بين جميع المصالح رافعاً شعار لاقيني ولا تطعميني

وللسبير كاريزما قل أن تجدها إلا فيه كما أن له دموعاً سخيّة فما تكاد تنبس ببنت شفه حتى تراه بعيون دامعة يحضنك ويحزن لحالك ويسمع ترهاتكَ ، وهو موجود دائما هنا وهناك لكل عاشق لكل عاشقة ، السبير في كل مكان محبّب ومقرب ولكن ما إن يعود الأصل حتى تراه يعود كما كان سبيراً لا أكثر ، وكم عرفنا في حياتنا أشخاصا كهذا السببر !؟ ، وكم لعبنا في حياتنا دورا كدور السبير في حياة أحد !؟ ، وإن لم نكن ندري ، فسواء رضيت بهذا الدور ولم ترضَ فأنت كنت تلعبه وتحسب نفسك بطلاً فيه لا دوبلير عزيزي السببر  .