ستنتظر كثيرًا
ستعدّ الوحوش التي ابتلعها البحر كل غروب
سترسم خطوطًا متوازية كثيرة على التقويم
ستكسر صديقك الصمت بضجيج الأواني بين يديك
ستستقبل القطارات كل مرة من محطة المدينة
ستذبل الورود بين يديك
ستتفاجأ بتلة أعقاب السجائر بعد كل شرود
ستنسى التحية لحارس المحطة الذي اعتاد رؤيتك
ستردّد الأحاديث الكثيرة داخلك
لئلا تنساها عندما تلتقي بها
ستظن أنك في أيلول ليذكّرك بريد ما بأنه كانون آخر
ستذوب الشموع كل ليلة
ستبقى المناديل نظيفة على الطاولة
ستصفر النبتة دون لمستها
ستبكي الجدران سرًا لغيابها
سيئن المطبخ
سينتحر التلفاز
ستتكوم الجرائد والمجلات وراء الباب
سينام الليل على كتف المدينة ليتناسى وجعه
ستسقط آخر نجمة
سترتب السرير ظنًا أنك ستستقبلها الليلة
وغدًا وهكذا دواليك
حتى يأتي يوم ويدق جارك المسن الباب
ويسألك
هل تستطيع السهر معي رأس السنة؟
هيا لنقتل وحدتنا
عندها
ستضرب رأسك بأقرب حائط
وتدرك أنها رحلت…
*ضفة ثالثة