1
الليل يغربل نظراتنا
ويرمينا لكلاب الشارع،
النهار يتجول بذقنه الطويلة في أرزاقنا
يفتش في ضمائرنا عن روح الله
ومِنْسَأتُنا الكسولة جلست بجوار رفاتنا
تلقّن الأسف قصائد
تخلع على أرواحنا المهابة والخوف،
أخبرتك حكاية الحطاب الذي اِلتهَم فأسه
فأعطيتني سكين المطبخ
وأشرت إلى عضو يتنزه بخمول في جسدي،
بكلمة عادية أنتبه الموكب
بصمت عميق مرت السماء في ثياب خفيفة
وفي ليل يشبه برد ديسمبر
أخبرتني حكاية الملك
الذي نظر إلى نملة وهي ترفع مجذافها المكسور
كناجية قديمة من طوفان،
بخوف حمل العصفور ريشه
بإصرار تفتحت زهرة على ظهر متقيح
وبأسى غمر اللون الأسود جدران المدينة
وأرضية السماء،
صف طويل من الغمام وقف ساكنًا
على كتف النهر؛
النهر الذي تذكر طفولته
فتخلى عن أبديته مقابل كوب ماء.
2
هناك مزايا عديدة للجوع
يجعل معدتنا تسبقنا دائمًا بخطوة
ولا باب نصل إليه،
الحياة على طول دروبها
لا تسع مقاسنا من العمر والشّبع؛
لذا تبني الكلاب بيوتها في العادة
على هيئة عظْمة.
3
نجمة
قفزت من الطابق السابع
فضحكت الفوانيس
مَنذا الذي يقود الجراء
إلى بركة التماسيح؟
نجمة قصدت شرفتكَ
لا قصدت صورتك المنسية في رف الكومودينو
ألم مشبوه جاء بها
وقبلات تتكاثر في فمك جعلتك تستمع إليها بصبر،
حكة في عظامك
تمزق غبش الحنين في صدرك
ودمع يؤنس اسمها البعيد
عن لسانك،
أنت وحيد
والباب مغلق على جناحيك.
وحدك
والليل في عينك الغائبة
يجرب قبضته كملاكم متقاعد،
يشير إلى نجمتك في لعبة الدوران حول الجثث؛
ما كان لك أن تشرب من كأسه
بأسنانك المهشمة
ودمك الشحيح.
نجمتك من أين بدأت
أصابعك ترتعش فوق التجاعيد
والقراءة غفوة موحشة
في عيون التماثيل،
وكيف انتهت كخيط عالق
في جناح ملاك صغير؟
وحدكَ، كنت تعرف أن الرؤى طعام العيون
تقرأ نصوص المعارك بشفاه باردة
وتستعمل ضمير الغائب
لتخاطب زهرة في خريف الذاكرة،
كنت الواقف هناك
بلا حجب ولا رداء قيم
تخاطب الملتاعين من شظايا الحروب
بحفنة دقيق، كأس زيت
والباقي من حطب روحكَ
وتشكو لليمامِ قسوة شيخكَ
الذي لم يعرّفك إلى الله كما يجب،
ونجمة…
تناضل لتكتب أسطورتكَ
في التواريخ القديمة،
في أسئلة الأطفال
وفي طمي يتعفن على الأرصفة
دون أبجدية تصطفيه.
4
هناك مَن يبكون فرصهم الضائعة
كأنها لن ترافق البهجة المبيت
في منامة قبر؛
أنا أنعى كل عود ثقاب
لاذ بيدي من الظلام
ومع ذلك أحرقته بالكامل
ودهسته بقدمي،
فرحة بالبقاء
غير مكترثة للرحيل
راضية بتعاقد الشمس مع ظلي
ولا يؤلمني ضياع بريق عيني وكروت ذاكرتي،
في هذه الأبدية
أنا مدعوة إلى وسادة من البازلت
وليل يرطب أحشائي في أواني “كانوبية”
رأسي فقدته
أدرك أنه مشى مخمورًا إلى حتفه،
مثل زهرة لوتس ترعاها عائلتي
باق هو قلبي
كنز أناني
قُتل الجميع من أجل الاستيلاء عليه
بما فيهم أنا؛
الكلب حفر لي قبري!
وهناك مَن يبكون أنهم بلا قلوب
ومع ذلك يقفون على رأس الجبانات
يحرسون غياب الأمل
بدوريات الشرطة.
*الترا صوت