رابطة الكتّاب السوريين تنعي القامة الوطنيّة والثقافيّة الكبيرة: حسين العودات

0

رابطة الكتّاب السوريين تنعي القامة الوطنيّة والثقافيّة الكبيرة: حسين العودات

 rabita3

وسط أخبار الحرب والدماء والآلام التي تعصف بوطننا السوري الجريح، وبقلبٍ يعتصره ويكويه الحزن والألم الشديدين، ينعي المكتب التنفيذي لرابطة الكتّاب السوريين، أحد مؤسسيها وعضو أمانتها العامّة، القامة الفكريّة والأدبيّة والسياسيّة الوطنيّة الكبيرة، الأستاذ والزميل الراحل حسين العودات، بعد صراع مرير مع المرض. وتعتبر الرابطة هذا المصاب الجلل، خسارة كبيرة للثقافة والثورة السوريّة بشكل خاصّ، والثقافة العربيّة بوجهٍ عام.

لقد كان العودات من أوائل القامات الثقافيّة التي دعمت الثورة السوريّة، واعتبرت نفسها جزءاً لا يتجزّأ من هذه الثورة. فهو القائل في حوارٍ أجري معه في 7/10/2011 عن الثورة السوريّة: “هذه الانتفاضة، الثورة، سمّها ما شئت، لن تتوقف، وإن تراجعت قليلاً فإنها ستكبر أكثر فأكثر. لا يعني تباطؤها هنا أو هناك أنها ستتوقف. تباطؤها يعود إلى أن الجيش وقوى الأمن احتلت كل سوريا (…) في النهاية إن الشعب السوري لن يتوقف عن المطالبة بحقوقه كاملة، وعلى رأسها المشاركة بالسلطة والثروة، وإقامة نظام ديموقراطي تعددي تداولي يملك كل معايير الدولة الحديثة. الشعب لن يتوقف، وهذا لا يمكن أن يحدث.“.

ولد الراحل في قرية أم المياذن من ريف محافظة درعا عام 1937. وحصل على ليسانس في الجغرافيا، وآخر في اللغة الفرنسية من جامعة دمشق، كما حصل على دبلوم في الصحافة. وشغل الأعمال والوظائف التالية:

مدرس 1956 – 1963

مفتش بالتربية 1963 – 1964

مدير تربية في محافظة درعا 1964 – 1966

مدير عام وكالة الأنباء السورية – سانا 1966 – 1970

مستشار رئيس الوزراء لشؤون الصحافة والثقافة 1971 – 1986

محاضر في قسم الصحافة جامعة دمشق 1985 – 1986

مدير عام دار الأهالي للطباعة والنشر والتوزيع 1987

خبير غير متفرغ لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الأليكسو”.

كان العودات من المساهمين والمشاركين الفاعلين في منتديات “ربيع دمشق” سنة 2001. وبعد اندلاع ثورة الحرية والكرامة، كان العودات من مؤسسي هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، وضمن قيادة الهيئة. كذلك كان من مؤسسي رابطتنا، رابطة الكتّاب السوريين. وشارك في مؤتمر القاهرة.


أمّا العناوين التي أضافها للمكتبة العربية فهي:

“الموت في الديانات الشرقية”، دمشق 1986.
“وثائق فلسطين ( 1879 – 1987)” تونس 1989.
“المشرف العام على موسوعة المدن الفلسطينية”، تونس 1990.
“موسوعة الصحافة في بلاد الشام” (مع آخرين) تونس 1991.
“موسوعة الصحافة في بلاد المغترب” ( مع آخرين) تونس 1991.
“العرب النصارى”، دمشق 1992.
“المرأة العربية في الدين والمجتمع”، دمشق 1996.
“دراسات إعلامية” 2006.
“الآخر في الثقافة العربيّة” دار الساقي 2010،

“النهضة والحداثة بين الارتباك والاخفاق” دار الساقي 2011

“المثقف العربي والحاكم” دار الساقي 2012

“صورة العرب لدى الآخر في ضوء العلاقات التاريخيّة” دار الساقي 2014

وشارك مع الأستاذ سعد لبيب في تحرير النظام العربي الجديد للإعلام والاتصال 1985.
كما كتب عشرات الدراسات حول شؤون الإعلام والثقافة في البلدان العربية، للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، واتحاد إذاعات الدول العربية، ومنظمة اليونسكو، والمعهد العربي للدراسات الاستراتيجية. 

 

برحيله جسداً عن عالمنا، سيبقى الزميل الأستاذ حسين العودات، حاضراً دوماً في ذاكرة الثورة السوريّة، بوصفه المثقف النهضوي والتنويري، والسياسي الوطني المعارض والناقد. وسيبقى العودات، أحدى أصوات الضمير الثقافي السوري، الحي واليقظ والمساهم في صناعة مستقبل الوطن والمجتمع السوريين، بما تركته من إرث ثقافي وفكري شديد الأهميّة والعمق.

وفي هذا المقام الأليم، يتقدّم المكتب التنفيذي بالعزاء الحار لكل الزملاء أعضاء رابطة الكتّاب السوريين، ولكل أبناء شعبنا السوري، مؤكداً أن أحلام وطموحات العودات في سورية ديمقراطية، علمانية، تعددية، ستتحقق، ولو بعد حين.

لروح حسين العودات السلام والطمأنينة وجنان الخلد. ولذكراه الخلود. ولأهله وذويه ورفاقه الصبر والسلوان

 

رابطة الكتّاب السوريين

المكتب التنفيذي

7/4/2016

الصورة: في مؤتمر تأسيس رابطة الكتاب السوريين، القاهرة 2012 (من شريط فيديو): حسين العودات (يمين)، الزميل خطيب بدلة، الزميل فرج بيرقدار

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here